صنعاء نيوز - فتاة “المقاطع الإباحيّة” التي “أبهرت” السعوديين في حين غابت “ناشطة النِّقاب” ضِد “التَّطبيع” عن قائمة تفاعلهم “الترند”

الثلاثاء, 13-فبراير-2018
صنعاء نيوز -
فتاة “المقاطع الإباحيّة” التي “أبهرت” السعوديين في حين غابت “ناشطة النِّقاب” ضِد “التَّطبيع” عن قائمة تفاعلهم “الترند”.. المُجتمع الديني السعودي “المُحافظ” والانبهار في غير “مفاهيم المُقاومة”

عمان- خالد الجيوسي:
يبدو أن السُّلطات السعوديّة في العهد الحالي الجديد، نجحت فيما يبدو ولو “افتراضيّاً” بمنع التعاطف مع النشطاء والناشطات الذين يقفون ضد “التطبيع” مع “العدو” الصهيوني، فها هي الناشطة نهى البلوي، وبحسب الحساب المعني بمُعتقلي الرأي، لم تُغادر البلوي المركز الأمني الذي زارته للتحقيق في تاريخ 23 يناير حتى يومنا هذا.
“رأي اليوم” تجوّلت في الوسوم والهاشتاقات، فلم تجد أي وسوم مُتصدّرة قائمة “الترند” مع الناشطة البلوي، والتي كانت قد بثّث مقطع فيديو انتقدت فيه التوجّه العربي نحو التطبيع مع إسرائيل، وهو ما اُعتبر على خلفيّة الاعتقال، وكأنّما انتقاد لسياسة بلادها، وإن كانت لم تتعرّض لقيادة بلادها مُباشرةً بالاسم.
على استحياء، تضامن بعض النشطاء مع الناشطة البلوي، وأكّدوا أنهم مع حقّها في التعبير عن القضايا الوطنيّة، وبالعُموم لا تتصدّر قضايا مُعاداة إسرائيل، الاهتمام السعودي الشعبي، خاصّةً في ظِل انشغالِهم برحيل الرفاهيّة، واتجاه بِلادهم لجني الضرائب من جُيوبهم.
العربيّة السعوديّة، يقول الصحافي السعودي أحمد التميمي، تُسارع أيضاً نحو أحضان إسرائيل، تحت العنوان الكبير والحُجّة الدائمة “مُحاربة إيران”، والتمدّد الشيعي، وردّة فعلها باعتقال كل من ينتقد “التطبيع” كما يُوضّح التميمي اعتياديّة، ولا تستدعي كل ذلك التعجّب والذهول، ولا نستغرب حين يتم تبادل الزيارات بين السعوديّة وإسرائيل، تحت شعار “تقبّل الأديان، يُضيف التميمي.
في المُقابل، وحين يَغيب اسم الناشطة نهى البلوي عن قائمة “الترند” في بِلادها، وبالتالي اهتمام الرأي العام الذي يُعبّر عنه موقع التدوين المُصغّر “تويتر” في المملكة، حتى انتقاداً لتصرّفها “البطولي”، يتصدّر اسم “لمياء القرني” دائرة اهتمام السعوديين، وهي فتاة اعْتلى اسمها “الترند” لنشرها مقاطع إباحيّة، وتحدّت رجال الأمن للقبض عليها، ليتمكّنوا بعد طُول انتظار القبض عليها.
هذا الاهتمام بتلك الفتاة، مُقابل “لا مُبالاة” تُذكر بالناشطة البلوي التي ظهرت بكامل حشمتها، ووقفت بنقابها ضد “التطبيع″، يعزوه الخبير بالعلاقات الاجتماعيّة والطبيب النفسي محمد مطر في حديث “لرأي اليوم”، إلى طبيعة تكوين المُجتمع السعودي، الذي لم يعتد كسر التابوهات، والجنس والإباحيّة والعُري، والتي تتعدّى مفهومه “المُحافظ”، وتُشكّل له عالماً خفيّاً، يسعى دائماً لاكتشافه.
وعلى عَكس المُجتمعات العربيّة الأُخرى وهي قلّة يقول مطر، التي اعتادت “الانبهار” بأفعال الأبطال، وإن كانت كلاميّة، كمثال حالة البلوي على حد قوله في وقوفِها ضد التطبيع، هذا المُجتمع الديني لا ولن يَرَ في “مُقاومة التطبيع” انبهاراً، وليس من المَفروض أن يرى في ذلك إنجازاً، أو انتصاراً، والملامة لا تُوجّه له مُباشرةً، لأن أفكاره ليست نِتاج يوم وليلة، بل تكوين للرأي العام ربّما استدعى تشكيله، واليوم مُحاولات لإعادة تكوينه انفتاحيّاً، مُنذ أن عُرفت السعوديّة بشكلها الحالي، وفي هذا مصلحة للنظام القائم، الذي يرى في “العدو” صديقاً، والعكس صحيح، يُؤكّد الطبيب مطر.

رأي اليوم
تمت طباعة الخبر في: الجمعة, 29-مارس-2024 الساعة: 08:10 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.sanaanews.net/news-58115.htm