صنعاء نيوز - 

بقلم: عمر دغوغي الإدريسي صحفي وفاعل جمعوي           

تُعرّف الدبلوماسيّة على أنّها الشهادة الرسميّة أو الكتاب الرسمي الذي يمنح حامله صفة المبعوث الرسمي (السفير)؛ فنقول:

الإثنين, 09-يوليو-2018
صنعاء نيوز/ بقلم: عمر دغوغي الإدريسي صحفي وفاعل جمعوي -




تُعرّف الدبلوماسيّة على أنّها الشهادة الرسميّة أو الكتاب الرسمي الذي يمنح حامله صفة المبعوث الرسمي (السفير)؛ فنقول: فلان يعمل في السلك الدبلوماسي، وهي أيضاً علم العلاقات، أو فنّ المـفاوضات الذي يعبّر عن ذكاء الشخص في تعاملاته العامّة مع الآخرين، ولكن بعض الناس يفتقدون هذه الصفة، ويسعون جاهدين؛ لامتلاكها، بعدما أضحت المجاملات وسيلة سياسية لتحقيق مكاسب في مجالات الحياة كافة، هل باتت لغتها دبلوماسية مطلوبة في حياتنا اليومية أم نفاقاً اجتماعياً وعادة سيئة يجب التخلص منها؟

يرى البعض أن المجاملة امتدت من محيط الصداقة إلى مجال العمل، خصوصاً إذا كانت لرب العمل، بضمان الارتقاء في المناصب، ويقولون لغة المجاملة مطلوبة في معاملتنا اليومية لا بد من التودد للمحيطين بنا لنكون محبوبين والتواصل مع الجميع.

بينما يري البعض الآخر لجوء الأشخاص إلى المجاملة، كونها أسلوباً رخيصاً لتحقيق أهداف شخصية، من دون مراعاة للمبادئ، فهؤلاء يعتمدون أي وسيلة لتحقيق مصلحتهم، وهذا أسلوب قبيح، برأيهم، لكنه للأسف، يجدي معهم ويوصلهم إلى غاياتهم، فيما لم يعد الصدق مجدياً في زمننا.

أما آخرون فيرون أن النفاق للوصول إلى هدف ما مشروع ولا يستدعي نعته بهذا الوصف، بل هو دبلوماسية في التعامل وجزء من تعاملاتنا اليومية، لا يمكن الاستغناء عن المجاملة، قد يكون لها وجه حسن ومطلوب، كأن أجامل شخصا بمدحه وإبراز صفاته الحسنة، لكسب وده.

الناس ليسوا جميعاً على درجةٍ واحدةٍ من الإدراك، والمعرفة، والفهم، أو الاستيعاب، وإنّه ليس من المنطق التعامل مع كل الأشخاص بذات الطريقة؛ ورغم أنّ بعض الناس يصفون الشخص الذي يستطيع التعامل مع الآخرين بطرقٍ مختلفة يفهمونها بالنفاق وتعدد الوجوه؛ إلا أنّ ذاك السلوك يُجنّبه الكثير من المتاعب، ويُعمّق تواصل الآخرين معه.

الشخص الدبلوماسي هو القادر على التواصل والتعامل مع الجميع، وهو من يملك مهارةَ لحل المشكلات التي يواجهها، ويقلل تعامله هذا من خلال مواجهته للمشكلات بالأصل؛ نظراً لاتفاقه أو إبدائه مُرونةً عالية في حديثه مع الناس؛ فهو يُلقي التحية على الجميع، ويتبسم عند لقياهم، ويبادر إلى السؤال عنهم، كما يمتاز بحذاقة في تسيير الأمور معهم بطريقةٍ مستقيمة دون أن تمر بمنعطفات أو مشاكل، بالإضافة لكونه مفاوضاً حقيقيّاً يجذب الناس إليه بطريقةٍ تلقائيّة.

إن رضا الناس غاية لا تُدرك، لكن كسب ودهم لا يعني البحث عن رضاهم في الشؤون الشخصيّة، فالمقصود بكسب الود تجنّب الخلافات معهم، أو الخوض في أمورهم الخاصّة، والمشاركة في مجالس النميمة، إلى جانب ضرورة عدم فتح باب المواجهة مع أيِّ شخص، فهذا الشخص مُنفتحٌ في تعامله مع الجميع.
استثمار الثقة نقصد باستثمار الثقة هنا؛ توظيفها لصالح الإنسان الدبلوماسي؛ الذي تلجأ الناس إليه؛ لحل بعض المشكلات والخصومات بينهم، والدبلوماسي الذكي من يجعل هذا العرض، فرصةً للحصول على المزيد من الثقة؛ فيبادر لقبول الوساطة بين الناس فوراً؛ فلولا علمهم بمهارته في التفاوض، وتمتعه بالقبول لدى الجميع، بمن فيهم الأطراف المتخاصمة؛ لما لجأ أحدهم إليه.

تكوين شبكة من العلاقات تشمل تلك العلاقات أصدقاء، وزملاء في العمل، ومعارف، وأصحاب مراكز وظيفية "سواء أكانوا في مراكز صغيرة أو مراكز عُليا" فالدبلوماسيّة فنٌ في التواصل، وتعتمد اعتماداً كبيراً على المواهب الشخصيّة للإنسان، وقدراته على الاتصال مع الآخرين.

التعامل بلطف بعض الأشخاص يستحقون منّا مدح صفاتهم الإيجابيّة بالمعقول، والدبلوماسي هو من يستطيع تقديم المجاملة دون كذبٍ أو مُحاباة، أو حتى القيام بالتملق والتقرّب من الشخص من أجل الحصول على غايٍة مُعيّنة.

التحلي بالأدب ذلك يشمل الإنصات للآخرين، والاستماع إليهم عند الحديث، وعدم مقاطعتهم دون إذن، وحفظ اللسان عن الشتائم أو الذم والتلفظ بألفاظٍ تُخالف الأدب والأخلاق، كما يجب عليه ضبط النفس، وعدم الانفعال عند التعرّض لمواقف مستفزة، فيجب أن يكون قادراً على التحكم بأعصابه وردود فعله.

بقلم: عمر دغوغي الإدريسي صحفي وفاعل جمعوي O.daoughi@gmail.com https://www.facebook.com/dghoughi.idrissi.officiel/










تمت طباعة الخبر في: الجمعة, 29-مارس-2024 الساعة: 03:54 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.sanaanews.net/news-61681.htm