صنعاء نيوز - كتب/ عبدالله ناصر بجنف

الجمعة, 13-يوليو-2018
صنعاء نيوز/كتب/ عبدالله ناصر بجنف -

حسب المراجع التاريخية منذ القرن السادس عشر استوطنت القبائل الصومالية إقليم أوغادين وشكلوا أغلبية سكانه , في عام 1895 اندلعت حرب بين القبائل الصومالية وجيش الإمبراطورية الأثيوبية انتهت في عام 1900 تمكن من خلالها الإمبراطور منليك الثاني من ضمها الى الأراضي الإثيوبية. إقليم أوغادين يبلغ مساحته 279 الف كم مربع , بريطانيا سلمتها الى إثيوبيا في عام 1954 كل سكانه من المسلمين وغالبيتهم من أصول صومالية, دخل الإسلام اليها عن طريق المهاجرين من شبوة وحضرموت والذين كانوا يعملون في التجارة . الصومال يقع في منطقة القرن الأفريقي في شرق إفريقيا, يحتل مساحة 636637 كيلومتر مربع , يبلغ طول سواحله 3025 كيلومتر , الأطول في إفريقيا, الصومال واليمن يرتبطون بعلاقات أخوية وتاريخية قديمة تجسدت عبر الهجرات المتبادلة وفي فترات مختلفة خضعت للاحداث والمتغيرات , الجالية اليمنية لها حضور قوي حيث تقلد العديد من الصوماليين من أصول يمنية مناصب عليا في هرم الدولة الصومالية منذ نيل الاستقلال من بريطانيا في 26 يونيو ومن وايطاليا في 1 يوليو عام 1960, يعتبر أدم عبدالله عثمان أول رئيس للصومال كما اسهم التجار اليمنيين في احداث نهضة اقتصادية ولكن بعد وصول الجنرال محمد سياد بري عبر انقلاب عسكري في 21 أكتوبر 1969 عقب اغتيال الرئيس الثاني للصومال عبدالرشيد علي شارماركي تغيرت المعادلة وشهدت الصومال اضطرابات نتيجة تصارع مراكز القوى القبلية ونتيجة تبني النهج الإشتراكي رافقتها إجراءات قاسية ضد القطاع الخاص وقوانين التأميم ,اتجه سياد بري نحو الاتحاد السوفيتي وسمح لها بانشاء قواعد بحرية في الموانئ الصومالية كما عزز علاقاته بكوبا وبعد اندلاع حرب إقليم أوغادين وانحياز السوفييت والكوبييين الى جانب إثيوبيا قطعت الصومال علاقاتها الدبلوماسية والعسكرية مع الاتحاد السوفيتي وكوبا, حلفاء الأمس تحولوا الى أعداء اليوم وهي جزء من تناقضات التحالفات , الرئيس الكوبي فيديل كاسترو زار عدن في الفترة من 10 الى 12 مارس 1977 ورتب لقاء بين القيادات الصومالية والإثيوبية من أجل الوصول الى حلول لتفادي المواجهات العسكرية وقد فشل هذا اللقاء , من الحلول التي تجاهلها البلدين هو اللجؤ للتحكيم الدولي لتحديد سيادة أي من الطرفين على إقليم أوغادين المتنازع عليه ولكن قرار الحرب استبق كل الحلول وأدى الى كارثة دفع ثمنها الشعبين الصومالي والإثيوبي. بعد انتهاء زيارته لعدن في 12 مارس توجه كاسترو الى العاصمة الصومالية مقديشو والتقى بالرئيس الصومالي محمد سياد بري وكانت الفرصة الأخيرة لايجاد حل دائم يرضي طرفي النزاع وخاصة وان سياد بري كان طموحه بناء الصومال الكبير من خلال استعادته لاقليم أوغادين وضم جيبوتي ومناطق شمال شرق كينيا والتي تقطنها قبائل صومالية, في البداية حظى بدعم الاتحاد السوفيتي وكوبا لهذا السعي ولكن تغيرت مواقف موسكو وهافانا بعد ان تبنت إثيوبيا النهج الإشتراكي وقطعت علاقاتها مع الولايات المتّحدة الأمريكيّة بعد تفرد منغستو هيلا مريام بالسلطة, في 13 يوليو 1977 اندلعت الحرب ووقفت كوبا واليمن الديمقراطية الى جانب إثيوبيا انسجاما مع الموقف السوفيتي حيث تم فتح جسر جوي مباشر وتم نقل 18000جندي كوبي من أنغولا وهافانا إلى أديس أبابا كما أرسلت اليمن الديمقراطية 2000 جندي , هذه القوات كانت تحت إشراف 1500 من الخبراء السوفييت , هذا الدعم العسكري الكبير رجح كفة إثيوبيا معلنة انتهاء العمليات العسكرية في 15 مارس 1978, حسب الكتاب الصادر باللغة الإسبانية تحت عنوان ( اليمن كلمة السر المنسية في الوطن العربي ) عارض الرئيس سالم ربيع علي مشاركة قوات من اليمن الديمقراطية وكان يميل إلى سياسة الحياد وضرورة التوسط بين البلدين لايجاد حل سلمي وخاصة وأن أعداد كبيرة من المهاجرين اليمنيين متواجدون في الصومال واثيوبيا ولكن التيار المتشدد فرض إرادته وقد تسبب هذا الموقف إلى ردة فعل ومضايقات مارستها حكومة مقديشو ضد الجالية اليمنية المتواجدة في الأراضي الصومالية , الأبرياء من الطرفين هم دوما من يدفعون فاتورة أخطاء الساسة , تلك المرحلة العصيبة تم تجاوزها , ان أواصر الأخوة بين الشعبين اليمني والصومالي ستظل باقية.
تمت طباعة الخبر في: الجمعة, 19-أبريل-2024 الساعة: 07:38 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.sanaanews.net/news-61775.htm