صنعاء نيوز -  محمد الخامري..

اعتقد أنكم استعدتم ١٠٠٪‏ من اراضيكم من الاحتلال اليمني "حسب قولكم"، ومافي اي شمالي لازال عندكم ولديه منصب مدير او حتى وكيل مدرسة

الإثنين, 16-يوليو-2018
صنعاء نيوز/ محمد الخامري -



الإخوة الأشقاء الجنوبيين، او احبابنا الجنوبيين الطيبين.

اعتقد أنكم استعدتم ١٠٠٪‏ من اراضيكم من الاحتلال اليمني "حسب قولكم"، ومافي اي شمالي لازال عندكم ولديه منصب مدير او حتى وكيل مدرسة، وهذا يعني أنكم بأي لحظة تستطيعون إعلان دولتكم، ويكون لكم عملتكم الخاصة وعلمكم الخاص ومؤسساتكم الخاصة بكم..

لايخفاكم اننا في الشمال نتعايش مع اكثر من مليون جنوبي من مختلف الأعمار وفي مختلف الأعمال والوظائف والمجالات العلمية والثقافية..
بل لازال الجنوبيين عندنا يتبوأون أرفع المناصب في الدولة، ومنهم العديد من القادة العسكريين، ومدراء المديريات ومدراء المدارس..

تخيلوا ايها الأحبة، حتى رئيس الجمهورية الذي نرفع صوره ونعترف بشرعيته، ورئيس حكومتنا وغالبية أعضائها من مواطنيكم..!!

أستطيع أن أقول لكم وبكل ثقة انه وإلى هذه اللحظة لم ينهب اي منزل لشخص في صنعاء او غيرها من المحافظات الشمالية بمبرر انه جنوبي بغض النظر عن انتمائه السياسي أو توجهه الفكري..
مافيش صاحب شركة او عقار او محل جنوبي تم مضايقته او معاملته على انه ليس منا وفينا..

وبكل ثقة اقول لكم انه حتى الحوثي الذي يوصف بالتمرد والهمجية والغباء والعنجهية لم يعتد على أي مواطن جنوبي لأنه جنوبي، بل إنه سلم لهم الحكومة وجعل رئيسها وعدد من أعضائها جنوبيين رغم كل ممارساتكم ضد الشماليين..

لازالت مستشفياتنا مفتوحة لأي مريض يأتي من عدن او شبوة أو حضرموت او لحج او غيرها من محافظاتكم، ومن المستحيل أن يتعرض له احد في طريقه من ذمار او تعز او اب، وحتى في صعده او في مداخل العاصمة صنعاء..!!

لازال أفضل شاي عندنا هو الشاي العدني، ولازال افضل مطعم هو مطعم حضرموت، ولازال أجود عسل هو العسل الدوعني، بل لازال العديد من أبناء الجنوب الطيبين الى اليوم يرعون نحلهم في أراضينا الخصبة بالمحويت وإب وتعز وريمة وغيرها من أراضي الشمال.

غلفت العنصريه قلوبكم حتى اصبح المسافر الشمالي يعاد من قعطبة ومن الحبيلين، ومن نقطة العلم والزيتونة والعند وغيرها من النقاط التي أصبحت تمثل هاجسا مقلقا لليمنيين حتى لو يريد العبور الى مطاركم الخمسة نجوم فقط..

لازالت عبارات العنصرية تواجه أي شمالي لديه محل في عدن، او صاحب عربية، او ورشة او حتى مقوت، والسبب حرب ٩٤ والحوثي..!!

ال ٢٠ مليون شمالي والله ليس هم سبب حرب ٩٤ وليس لهم اي يد في دخول عدن في ٢٠١٥..!!
بالعكس هم كانو ضحية للحرب، لان اغلب من قاتل من اجل الوحدة أنتم الجنوبيين انفسكم وهذا موثق من قبل جهات دولية ومنظمات محايدة.

مصطلح الوحدة او الموت مصطلح سياسي اطلقه وروج له ودعمه من كان لديه مصالح وآبار نفط وشركات في الجنوب، وقياداتكم المستفيدة من الوحدة، اما ال ٢٠ مليون شمالي فإنهم لم يستفيدوا من الوحدة بشيء وانا أولهم، بل والله أننا عانينا كثيرا منها، ولكم أن تقيسوا وضعنا قبل عام ٩٠ وبعده من حيث الوظائف والمرتبات والمعيشة والطرقات والسكن وكافة الخدمات المختلفة التي كنا نتمتع بها وضاعت منا تماما..!!

ولكي نكون منصفين؛ انا استفدت من الوحدة انني زرت عدن للسياحة والسباحة، وزرت عدد من مدن الجنوب لمعرفتها وربما لقضاء إجازة، وكسبت العديد من الاخوة والأصدقاء الجنوبيين الذين أعجز عن وصفهم..

بيوتنا ومدننا كانت ولازالت مفتوحة للجنوبي الصغير قبل الكبير، ولازال الجنوبي يمشي في صنعاء وراسه مرفوع وغير خائف أو قلق إلى اليوم، والضرر واحد، والوجع واحد، والدم واحد، ويشهد الله على ذلك..
كانت ولازالت لدينا وحدة قلوب مع اشقائنا الجنوبيين قبل الوحدة السياسية بعقود ولانريدها أن تنتهي إلى هذا المصير المخيف والممارسات الشائنة المعيبة..

اخواني الأفاضل أبناء الجنوب العربي..
بلادكم معكم فاحترموا زواركم وعابري الطريق الى المطارات لاغير، فهم ضيوفكم إذا كان مايزال الدم العربي يجري في عروقكم والقيم العربية تحكمكم..

نشأنا كشماليين في بيئة قبلية تحث على التعايش وإكرام الضيف دون السؤال عنه وعن أصله وفصله، وتربينا في مدارسنا وجوامعنا وحاراتنا علی التسامح، ولايمكن أن تجدونا إلا متسامحين، ولن نؤاخذ أحدا من الجنوبيين بجريرة بعض السفهاء الذين باعوا أنفسهم للشيطان وأصبحوا يمارسون تلك الممارسات التي نثق أنها تحرجكم أمام ذواتكم أولا، ويجب أن يكون لكم دور في الأخذ على أيديهم والكف عن العبث في السفينة التي تقلنا جميعا، ولكم مطلق الحرية في الآراء السياسية المؤيدة أو الرافضة للوحدة، فهي ليست قرآنا منزل بل هي مجرد نظام سياسي يحكمها اتفاق وقانون ودستور بشري قابل للأخذ والرد والتعديل والالغاء، لكن الحب والأخلاق والتعايش والتسامح والتصالح مع الذات ومع الغير؛ كلها قيم ذاتية لاتتجزأ ولن نتنازل عنها مابقينا وبقيت اليمن.
أعجبتني الفكرة فشذبتها واضفت إليها .
*#محمد_الخامري*
تمت طباعة الخبر في: الأربعاء, 08-مايو-2024 الساعة: 04:17 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.sanaanews.net/news-61857.htm