صنعاء نيوز - الدكتور عادل عامر

الأحد, 07-أكتوبر-2018
صنعاء نيوز/ الدكتور عادل عامر -


بدأت الحاجة في العصر الحديث إلي علم مستقل يختص بالأزمات والكوارث، وكيفية إدارتها ومواجهتها، يطلق عليه " علم إدارة الأزمات والكوارث " وهو علم مؤسس كغيره من العلوم على مجموعة من الأسس والمبادئ العلمية والمفاهيم الخاصة به. وهذا ما يجعله علماً مختلفاً في أساليبه وتطبيقاته، عن العلوم الإدارية الأخرى والتي قد تختلط به. فإدارة الأزمات والكوارث تهدف إلى التحكم في احداث مفاجأة، ومتفاقمة، والتعامل معها وتصنيفها ومواجهة اثارها ونتائجها، وهي إدارة تقوم على الدراسة والبحث، والمعرفة والتجارب المستفادة والتخطيط واستخدام المعلومات والبيانات كأساس للقرار السليم.

تعمل إدارة الأزمات والكوارث من خلال التعامل الفوري مع الأحداث لوقف تصاعدها، والسيطرة عليها وتحجيمها وحرمانها من مقومات تعاظمها

ومن أي روافد جديدة قد تكتسبها أثناء قوة اندفاعها. ويتضح أهمية ودور وسائل وأجهزة الإعلام المختلفة عند إدارة ومواجهة الأزمات والكوارث المختلفة، سواء قبل وقوعها أو أثناء حدوثها أو بعد الانتهاء منها، مما يستوجب إبراز هذا الدور وأهميته في توفيرا لأمن والاستقرار في للمجتمع ككل. هناك العديد من التعاريف للأزمة والكارثة، وتختلف المفاهيم والروئ في كل دولة ومجتمع، بحسب نظرتها للأزمة أو الكارثة، فهناك من يري أن الأزمة حدث مفاجئ يسبب ضغطاً لصانع القرار يستلزم مواجهة هذا الحدث بوسائل وأساليب علمية، تساعد على القضاء عليه قبل استفحاله،

وهناك من يري أن سبب حدوث الأزمة عدم توقعها رغم ظهور علامات وإشارات لحدوثها، أو الفهم الخاطئ أو التعامل الخاطئ مع أحداثها، أما الكارثة فيختلف تعريفها بحسب حجمها وإضراراها المادية والمعنوية، فهناك من يري أن حدوث واقعة مادية ينتج عنها وفيات وإصابات وخسائر مادية تعتبر كارثة،

وهناك من يري أن انتشار وباء أو مرض معدي يسبب حالات وفيات يعتبر كارثة، وهناك من يري أن حدوث خسائر مادية نتيجة إعصار مدمر أو حدوث حرائق، يعتبر كارثة، تستوجب تدخل الدولة أو المجتمع الدولي لتقديم المساعدة والتقليل من الأضرار.

أهم الأزمات الزراعية التـي واجهـت الجهـاز الإرشـادي الزراعـي خـلال السـنوات العشـر الأخيرة، وتحديد الأساليب التـي یتبعهـا الجهـاز الإرشـادي عنـد تعاملـه معهـا، وتحديد أهـم العوامــل المــؤثرة علــى كــل مــن: درجــة أهمية المهــام والأنشــطة الإرشادية المتوقــع أن یقــوم بهــا الجهــاز الإرشــادي خــلال مراحــل الأزمــة، ودرجــة تنفيذه لهــا، وأهــم مصــادر معلومــات المبحــوثین خــلال الأزمــات الزراعية، وأهـــم الطـــرق الاتصالية التـــي يستخدمونها أثنــــاء تلـــك الأزمـــات،

وأخيرا التعـــرف علـــى أهــــم المشـكلات التـي تـواجههم وقـت الأزمـات ومقترحـاتهم حیالهـا. وقـد أجريت الدراسـة فـي محافظـة الفيوم علـى عینـة عشوائية بسـیطة مـن العاملين بالجهـاز الإرشـادي بلـغ حجمهـا ١٢٠ مبحوثـا بمراكـز الفيوم السـتة، وهــي تمثــل حــوالي١٦ %مــن حجــم الشــاملة، وقــد جمعــت البيانات الميدانية مــن خــلال اســتمارة استبيان بالمقابلة الشخصية.

وتمثلت أهم نتائج الدراسة في أن أهم الأزمات التي تعرض لها الجهاز الإرشادي هي: النقص الحاد في مستلزمات الإنتاج الزراعي وارتفاع أسعارها (٣.٩٣، (%وقلة میاه الري (٤٠، (%وأن سوء التقدير والتقییم للموقف، وعدم المشاركة في اتخاذ القرارات كانت من أهم أسباب نشوء الأزمات حیث أشار إلى ذلك ٣.٥٨، %و٣.٤٨ %على الترتيب، في حین كان إنكار الأزمة وعدم إعلانها، وتأجيل إظهارها أو كبتها كانت أهم الأساليب التي یتبعها الجهاز الإرشادي في التعامل مع الأزمات

حیث ذكرت بنسب ٧.٧٦، %و٣.٧٣ %على الترتيب. كما بینت النتائج ارتفاع درجة أهمية المهام والأنشطة المتوقع أدائها من قبل الجهاز الإرشادي، حیث أشارت غالبية المبحوثین (٨.٧٥ (%بأن أهمیتها كانت كبیرة، بینما أفاد ٥.٤٧ %من المبحوثین بأن درجة تنفیذ تلك المهام والأنشطة كانت منخفضة.

وتمثلت أهم مصادر المعلومات التي یلجأ إلیها المبحوثون وقت الأزمات في: النشرات الفنية، والباحثین بمراكز البحوث الزراعية، والصحف والمجلات الزراعية حیث ذكرت بنسب ٣.٩٨ ،%و ٨.٩٥ ،%و ٧.٩١ %على الترتيب، وكانت درجة لجوء ٣.٥٣ %لتلك المصادر كبیرة، وفیما یتعلق بأهم وسائل الاتصال الإرشادية المستخدمة وقت الأزمات فقد تمثلت في: الاجتماعات الإرشادیة(٣.٩٨ ،(%تلیها الزيارات الحقلية أو المنزلیة(٣.٧٣ ،(%كما أظهرت النتائج أن أهم وسائل سبل الوقایة من تلك الأزمات تمثلت في: الاستفادة من الأزمات السابقة والاهتمام بوسائل التنبؤ التي تفید في هذا المجال، وتحسین العلاقة بین الإرشاد الزراعي وغیره من الأجهزة المعنیة( البحوث- الإعلام- الصحة...)، حیث أشار إلى ذلك ٨.٤٥ ،%و ٤٥%على الترتیب.

وكانت أكثر المتغیرات المستقلة تأثیرا على درجة أهمیة المهام والأنشطة المتوقع أن یقوم بها الجهاز الإرشادي خلال مراحل الأزمة هى: درجة اللجوء لمصادر المعلومات، وعدد الأزمات، ومدى قدرة الجهاز الإرشادي على مواجهة الأزمات، والتخصص العلمي، والوضع المهني، بالإضافة إلى متغیر مدى أهمیة وجود فریق لإدارة الأزمات، وهى تسهم معا بنسبة ٩.٣٩ % فى تفسیر التباین الحادث في المتغیر التابع.

في حین كانت أكثر المتغيرات المستقلة تأثیرا على درجة تنفیذ تلك المهام هى: المعرفة بمكونات مفهوم الأزمة، ومدى كفایة الخدمات الإرشادیة المقدمة وقت الأزمات، وعدد الأزمات الزراعیة، بالإضافة إلى متغیر مدى الرضا عن مستوى الخدمات الإرشادیة المقدمة وهي تسهم معا بنسبة ٩.٤٢ % فى تفسير التباين الحادث في المتغير التابع.

كما أشارت النتائج إلى أن أهم المشكلات التي تواجههم في هذا المجال تمثلت في: عدم توفر الإمكانيات اللازمة، وعدم الحصول على دورات تدريبية متخصصة في هذا المجال، حیث ذكرا ذلك بنسبة ٣.٨٣، %و٧.٦٦، %لذا تمثلت أهم مقترحاتهم في: توفیر الإمكانيات اللازمة، وتوفير الدورات التدريبية المتخصصة في هذا المجال حیث ذكرا ذلك بنسبة ٣.٨٣، %و٣.٨٣. %في ضوء ما أسفرت عنه نتائج الدراسة أمكن استخلاص بعض التوصيات وذلك على النحو التالي:

١ -ضرورة اهتمام الجهاز الإرشادي والأجهزة المعنیة ببناء قاعدة بیانات بالكوارث والأزمات المحلیة

والعالمية ذات الصلة بغرض توفیر مرجعية لدعم القرارات عند التعامل مع الأزمات والكوارث مستقبلا.

٢ -نشر الوعي بین أفراد المجتمع الريفي حول القضايا الهامة والفعالة التي تهمهم لمساعدة الجهاز

الإرشادي ومؤسسات تنمية المجتمع المحلي لاكتشاف والتعرف على مؤشرات الإنذار مبكرا لتجنب وقوع

بعض تلك الأزمات.

٣ -الاهتمام بالتدريب والتعليم البیئي الهادف للعاملين بالإرشاد الزراعي لتجنب انتشار الأمراض مثل

أنفلونزا الطيور وجنون البقر، مع ضرورة توفیر الدورات التدريبية المتخصصة في هذا المجال لرفع

مستوى تعامل الجهاز الإرشادي مع تلك الأزمات حال وقوعها.

٤ -ضرورة المصارحة والشفافیة في مواجهة الأزمات وعرض ومناقشة أبعادها ومسبباتها، وعدم إنكارها

أو التكتیم علیها، وتوصیل الواقع الفعلي لمتخذي القرار دون تزییف وذلك لمحاولة احتواء الموقف

والتصدي لسلبيات تلك الأزمات، وحتى لا تؤدي إلى سلسلة من الأزمات.

٥ -ضرورة إعادة النظر لدى واضعي السیاسة الزراعية في إعادة الدعم لقطاع الزراعة الذي تدهور

بصورة ملحوظة منذ رفع الدعم عنه، إلى جانب أنه مدعوم لدى دول العالم حتى المتقدمة منها.

٦ -أهمية وجود فریق لإدارة الأزمات لدى الجهاز الإرشادي لدیه القدرة على اكتشاف مؤشرات الإنذار

المبكرة، ویكون مسئولا عن وضع أهم السناريوهات التي یمكن اللجوء إلیها والاستفادة منها سواء للحد

من تلك الأزمات أو لزیادة القدرة على مواجهتها بأسلوب علمي وعملي سلیم. المراجعة الموضوعية للأزمات الماضية والتعلم من الأخطاء، ومن الأزمات المشابهة أين ما تحدث من أجل الأعداد السليم لخطط كفوءة مستقبلية.
تمت طباعة الخبر في: الخميس, 25-أبريل-2024 الساعة: 06:29 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.sanaanews.net/news-63151.htm