صنعاء نيوز - بقلم: عمر دغوغي الإدريسي

الأحد, 09-ديسمبر-2018
صنعاء نيوز/ بقلم: عمر دغوغي الإدريسي -
بدون أدنى شك هي اللعنة التي أطلت علينا من كل جانب وأصبحت الشغل الشاغل لمعظم الشباب بل وكل المجتمعات إذ أصبحت تهدد كياننا وأخلاقنا على هذه المنبسطة.
لكن لدي بعض الأشياء لا بد من الوقوف عندها في مناقشة هذا الموضوع، أولا عنوان المقال الذي يحاول أن يقارب ظاهرة معظم العلاقات غير الشرعية "إطار القانون" أي خارجه بحكم عدم وجود عقد أو أية وثيقة تمت بموجبها هذه العلاقة التي تنتج عنها حمل جنيني أو حمل ثقافة وفكر وسلوك تغير بناء الشخصية وتصرفاتها في المجتمع غالبا ما تتسم بالانحراف.
وبالتالي فوجود حالات اغتصاب غير شرعية تولد مجتمع مليء بالتناقضات مشردون متخلى عنهم حداثيون أبناء زنى انتهاء حرمات الأماكن والمجتمعات و "موضا" جديدة تغزوا عقول الشباب ومن لا يروقه ذلك أو يغضبه العيش في هذا الواقع ليس عليه سوى أخذ المسدس وبدء إطلاق النار على الجميع بداعي تشيع ثقافة الفاسدة وميوعة في الأخلاق تحت مضلة المجتمع يدعي الإسلام، فهذه الميوعة يجب إنهائها.
وطائفة أخرى تكتفي بمعاتبة المجتمع على قيمة وما يقوم به الشباب ليقسو عليهم جميعا ويرميهم بعبارة تحط من شأنهم ومن أخلاقهم، بأي حق تعالج الأمور بهذه السوداوية والنظرة التشاؤمية وتوزيع للتهم ليصبح الجميع في مرمى السهام، غير أن ما لا يدركه البعض هو كون هذه العلاقات نتاج جدلية السبب والنتيجة بمعنى أن هناك ارتباط وثيق بين مجموعة من الأسباب التي أدت إلى كل هذه الأحداث والتطور السلبي في اندثار القيم وكنتيجة حتمية لهذه العلاقات عبارة عن علاقات فاسدة وغير شرعية ينتج عنها غالبا حمل ومتابعات قانونية أو لجوء بعض الضحايا إلى أساليب جديدة كاستعمال حبوب المنع أو قد يصل حتى الهروب من المنزل أو الانتحار.
غير أن جل المجتمعات على العموم حفاظا على الأصالة والقيم المجتمعية رغم حملة العولمة والمظاهر الدخيلة التي استهدفت الأخلاق ونظم المجتمع التي بدأت فعلا بالتفكك مع قدوم أجهزة التلفاز وصولا الهواتف المحمولة والحواسيب، بمعنى أن الظاهرة هي وليدة اليوم وفقط بحكم أن أجدادنا وأمهاتنا لن تصل بهم الأمور إلى هذه الدرجة التي نحن عليها الآن وما يؤكد على ما قلت سلفا هو مفردات بدأت تنسلخ من معانيها الحقيقية وحمولتها لتجرد إلى أن تصبح كلمات ميتة لا دلالة لها ولا شيء يرجى منها من قبيل "حشومة"الحياء" وغيرها فهذه الكلمات لا أحد يرغب في سماعها اليوم ولا أحد يصغي لمن يرددها كل هذا وليد ظاهرة ليست نتيجة لمجتمع فاسد أو تسيره أعراف بالية أو قيم ميتة لم تعد تعطي أكلها أمام المجتمعات الحديثة وعصر الأنوار الجديد القديم فعلى العكس تماما لأن الماضي جميل والحاضر والمستقبل ينذران بالمزيد من الجراح وبالتالي فسبب تدهور هذه القيم هم الأجيال الصاعدة وما بني منذ العصور السابقة دفن مع تبني ثقافة دخيلة على مجتمعاتنا التقليدية هو إذن وليد شباب اليوم ذكورا وإناثا أي أنهم لم يحافظوا على أمانة وقيم وهوية وثقافة أجدادهم وبالتالي بدأت تتصدع معالم هذا المجتمع الجديد الذي أساسه الشباب، زفي هذا أقول أن شباب اليوم يدعي التحضر وامتلاك المعرفة والعلم وو إلخ، وتنبث الحياة أنهم مخطئون بل مفسدون وعديمي الأخلاق وأن أمهاتنا وأجدادنا رغم أميتهم فإنهم تراكموا من التجارب والخبرة ما يكفي ليصنعوا الأسس والخطوات الكفيلة بنجاح وتطور أي مجتمع وما الخروج على هذه القواعد والنظم التي يتهمها البعض بالقديمة والغير صالحة إلا ضرب من الخيال سينتج عنه مجتمع معاق وتائه بين الماضي المجيد والحاضر الغريب الذي يهدد القيم والأخلاق وككلمة أخيرة فالمجتمعات الغربية بدأت تتلمس وتعترف بخطورة رأسمالية على الأخلاق والقيم المجتمعية بل وتهدد أن يصير الجميع بهوية واحدة وبدون هوية، وأستحضر لثقافتنا المغربية لأقول أن الشباب أصل المشكل وليس المجتمع ونظمه وأعرافه، فبتقليد الغير لن نكون لا هو ولن نصير نحن بل سنزول وهو الأقرب إلى الواقع.


بقلم: عمر دغوغي الإدريسي مدير مكتب صنعاء نيوز بالمملكة المغربية. [email protected] https://www.facebook.com/dghoughi.idrissi.officiel/
تمت طباعة الخبر في: الثلاثاء, 30-أبريل-2024 الساعة: 12:45 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.sanaanews.net/news-64034.htm