صنعاء نيوز - الدكتور عادل عامر

الإثنين, 14-يناير-2019
صنعاء نيوز/ الدكتور عادل عامر -

تُعد قضية الوحدة الوطنية واحدة من بين القضايا البارزة التي شهدها المجتمع المصري في تلك الفترة، وتناولتها الصحف على مختلف اتجاهاتها وتعدد انتماءاتها، بل هي قضية مستمرة إلى اليوم، يتكرر الحديث عنها بين الحين والآخر، ما يؤكد أهميتها،

ويأتي تناولها تاريخيًا من منطلق أهمية استدعاء حوادث التاريخ ودروسه والاستفادة من الخبرة التاريخية المشتركة بين مكونات الجماعة الوطنية المصرية، بما يحقق التواصل بين الأجيال من أبناء الوطن.

حب الوطن جبلت عليه النفوس كما قال النبي صلى الله عليه وسلم . وقد حث الإسلام على إيصال الخير للأقرب فالأقرب نسبا أو مكانا ولذلك قال العلماء تصرف الزكاة على أهل البلد الذي فيه المال ثم الأقرب فالأقرب. واهتمام الانسان بالدعوة بمن حوله أولا .. ( وأنذر عشيرتك الأقربين ) كل ذلك يؤصل للمواطنة الحقة .

البلد لقد شهدت العقود الأخيرة من القرن الماضي أحداثاً متلاحقة وتطورات سريعة جعلت عملية التغيير أمراً حتمياً في معظم دول العالم، وقد انتاب القلق بعض المجتمعات من هذا التغير السريع، ولذلك زاد اهتمام المجتمعات الحديثة بتعزيز مفهوم الوحدة الوطنية، واخذ يستحوذ على عناية المفكرين والعاملين في الحقل التربوي، وخاصة في العقد الأول من القرن الحادي والعشرين الذي اتسم باختلاف القيم وقواعد السلوك وتنامي العنف وتفكك العلاقات وتشابك المصالح.

وحتى تكون الوحدة الوطنية مبنية على وعي لابد أن تتم بتربية مقصودة تشرف عليها الدولة، يتم من خلالها تعريف الطالب المواطن بالعديد من مفاهيم الوحدة الوطنية وخصائصها، مثل: مفهوم الوطن، والحكومة، والنظام السياسي، والمجتمع، والشورى، والمشاركة السياسية وأهميتها، والمسؤولية الاجتماعية وصورها، والقانون، والدستور، والحقوق والواجبات، وغيرها من مفاهيم الوحدة الوطنية وأسسها.

وهناك العديد من المؤسسات التي تشكل مفهوم الوحدة الوطنية وتنمية الشعور به لدى الفرد، ومنها الأسرة، والمؤسسات الدينية، والرفاق، ومجموعة العمل، والمدرسة التي تنفرد عن غيرها بالمسؤولية الكبيرة في تنمية هذا المفهوم، وتشكيل شخصية المواطن والتزاماته، وفي تزويده بالمعرفة والمهارات اللازمة من أجل تعزيز هذا المفهوم، وتنجز المدارس تلك المسؤولية من خلال المناهج الدراسية التي تبدأ في مراحل العمر الصغرى، وتستمر حتى بقية المراحل العمرية.

ونظراً لما تمر به بلاد المسلمين في الآونة الأخيرة من أحداث وتغيرات، وظروف عصيبة سياسية واقتصادية وهجمة شرسة ضد الإسلام والمسلمين, ونظراً لتبني الفكر المتشدد الدخيل من لدن البعض, دعا ذلك أصحاب الفكر المخلصين إلى طرح فكرة (الوحدة الوطنية – قيم وثوابت) عنواناً للقاء قادة العمل التربوي مما جعل أصداءها تتجاوب لدى المفكرين والباحثين ، ورغبة في معرفة واقع المناهج التعليمية في شأن مهم من شؤون المجتمع ألا وهو الوحدة الوطنية, وإسهاماً من الباحث في كشف ما تحتويه هذه المناهج من المعارف والمهارات والقيم والاتجاهات التي تؤدي إلى تنمية الشعور بالوحدة الوطنية وتوجيه السلوك المرتبط بهذا المفهوم, تكتسب هذه الورقة أهمية خاصة في مفهومها وتوقيتها،

تأتي أهمية تعزيز مفهوم الوحدة الوطنية لدى طلاب التعليم الثانوي من حيث أنها عملية متواصلة لتعميق الحس والشعور بالواجب تجاه المجتمع، وتنمية الشعور بالانتماء للوطن والاعتزاز به، وغرس حب النظام والاتجاهات الوطنية، والأخوة والتفاهم والتعاون بين المواطنين والشعور بالاتحاد معهم، واحترام النظم والتعليمات، وتعريف الطلاب بمؤسسات بلدهم، ومنظماته الحضارية، وأنها لم تأتِ مصادفة بل ثمرة عمل دؤوب وكفاح مستمر، ولذا من واجبهم احترامها ومراعاتها

لمفاهيم وافية عن الوحدة الوطنية وهذا يعني أنه لا حاجة لإفرادها بمقررات خاصة بها، بل يجب اتخاذ كافة التدابير اللازمة لتمكين المعلمين في جميع التخصصات من تنميتها بوضع مفهوم الوحدة الوطنية نصب أعينهم والعمل على تحقيقه من خلال استخدام استراتيجيات خاصة في التدريس ومنها ما يلي:

1. الاهتمام بتعزيز مفهوم الوحدة الوطنية اهتماماً خاصاً بدءً من تدريب الطالب المعلم بالجامعات أو كليات التربية فترة التدريب العملي على التدريس وحتى يمارسه كمهنة.

2. تزويد المقررات الدراسية بأهداف تحقق مضمون الوحدة الوطنية من خلال توجيهات وإرشادات خاصة تعين المعلم على تحقيق تلك الأهداف، وأنشطة وتقويم نهاية كل درس تنفذ داخل الصف وخارجه بحيث تحقق في مجملها تعزيز مفهوم الوحدة الوطنية لدي المتعلمين.

3. تضمين محتوى المناهج التعليمية بما يساعد على تأهيل الطلاب للمشاركة والتفاعل مع القضايا الاجتماعية والسياسية والاقتصادية المحلية والدولية.

4. تشجيع الأنشطة الطلابية المدرسية التي تنمي مختلف المهارات والقيم والاتجاهات الايجابية لدى الطلاب ومن ضمنها الوحدة الوطنية.

5. تضمين بطاقة الملاحظة التي تستخدم من قبل المشرف التربوي لتقييم المعلم بنوداً لملاحظة الطرق التربوية التي يستخدمها المعلم في تعزيز مفهوم الوحدة الوطنية لدى طلاب التعليم الثانوي عند تدريس مقررات العلوم الدينية والاجتماعيات باعتبارها أكثر المواد التصاقاً بأهداف التربية الوطنية، فضلاً عن كونها توجه سلوك الطلاب بالالتزام بالقيم الوطنية.

6. عقد دورات تدريبية للمشرفين التربويين والمعلمين في أثناء الخدمة يتم خلالها إكسابهم المهارات والاتجاهات اللازمة لتعزيز أهداف الوحدة الوطنية من خلال التدريس.

7. عمل دراسات مشابهة لمقررات دراسية أخرى في مراحل التعليم الثلاث لمعرفة ما تحتويه من معارف ومهارات وقيم واتجاهات تنمي الوحدة الوطنية وتفعيلها من خلال عملية التعليم في المدارس.

8. ضرورة إعداد دورات إرشادية لكل معلمي التعليم الثانوية، بحيث تجعلهم على وعي وفهم وإدراك بجميع أبعاد الوحدة الوطنية.

9. ضرورة تقديم كليات التربية بعض البرامج والمواد والمقررات الدراسية التي تجعل طلابها – معلمي المستقبل – على فهم ومسئولية بأبعاد الوحدة الوطنية.

10. إعداد أدلة مرجعية لمعلمي التعليم الثانوي توضح لهم أهمية تعزيز الوحدة الوطنية لطلابهم.

11. إعداد مقاييس لتقدير نمو الجوانب الوجدانية بما فيها الهوية الوطنية عند الطلاب في المراحل الثلاث.

وطني مصر , ما أجملها من كلمة عظيمة حبيبة إلى القلوب , تتغنى بها الألسنة , وتنطق بها الشفاه من جيل إلى جيل , فما أطهرها من معنى يثير في النفوس أسمى المشاعر , وأعذب الذكريات إنها جنة الله في أرضه . لقد تعرضت مصر العزيزة في الأيام الماضية لعمل إرهابي غاشم أدمى قلوب المصريين جميعهم المسلمين والمسيحيين على حد سواء ألا وهو الهجوم البشع على كنيسة القديسين بمدينة الإسكندرية أثناء احتفال الأخوة المسيحيين بليلة رأس السنة الجديدة حيث فوجئوا بدوي انفجار راح على أثره الكثير من القتلى وخلف وراءه العديد من الجرحى من الأبرياء الذين لا ذنب لهم وقد خرج الرئيس محمد حسني مبارك فور وقوع الحادث للتنديد بهذا العمل الإجرامي موضحًا أن هناك أياد خفية تحاول العبث بأمن مصر واستقرارها وقام بمتابعة تطورات الموقف عن كثب ولقد تأثرنا كثيرا لمناظر الدماء والقتلى ولكن لا بد أن نعلم جميعا أن الهدف من هذا العمل الإجرامي هو الإيقاع بين المسلمين والمسيحيين وبث الفتنة الطائفية بين أبناء مصر ولكننا أبناء وطن واحد لن يستطيع أي إنسان أن يفرق بيننا كما قال الشاعر محمد عبد المطلب :

ولن يستطيع الدهر تفريق بيننا وإن جر قوم بالسعاية ما جروا

ونعم لن يستطيع أي إنسان على وجه الأرض أن يفرق بين عنصري الأمة : المسلمين والمسيحيين فنحن جميعًا دافعنا عن وطننا مصر لا فرق بين مسلم ومسيحي كما قال الشاعر :

إذا مــا دعــت مــــصـــر ابنـــها نهض لنجدتها سيان مرقس أو عمرو

ألم ترنا في كــل عـــيـــد ومـــوسم حليفي ولاءٍ لا جــفــاء ولا هــــجــــر

فنحن متعاهدون على الحب والوفاء والإخلاص منذ القدم فلقد وقفنا صفا واحدا في ثورة 1919 تحت قيادة الزعيم سعد زغلول وقد خرج الجميع : مسلمون ومسيحيون متحدين لمقاومة الاحتلال وقد عبر الشاعر على الجارم عن ذلك الاتحاد قائلا :

وغدا الصليب هلالاً في توحدنا وجمّع القوم إنجيل وقـــــرآن

ولم نبال فروقاً شتتت أممــــــاً عدنان غسان أو غسان عدنان

والإسلام دين السلام وقد دعا الإسلام إلى التسامح والعيش في محبة مع إخواننا من الديانات الأخرى وقال تعالى في كتابه العزيز القرآن الكريم : بسم الله الرحمن الرحيم

( لاَ يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوَهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ المُقْسِطِينَ )
تمت طباعة الخبر في: الجمعة, 29-مارس-2024 الساعة: 05:28 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.sanaanews.net/news-64521.htm