صنعاء نيوز - كتب / عبدالله ناصر بجنف

السبت, 15-يونيو-2019
صنعاء نيوز/ كتب / عبدالله ناصر بجنف -
حدثني صديقي لإسباني خوسية لويس فالكون عن تاريخ وظهور موسيقى الفلامنكو وجذورة وهو وذو معرفة واسعة في هذا النواع من الفن الموسيقي والذي يصاحبه ثلاثة عناصر وهي الغناء, والرقص وعزف القيثارة بالاضافة الى مجموعة صغيرة مهمتها التصفيق اليدوي . أشار بان أصل وجذور الفلامنكو مجهول ولكن حسب بعض المراجع يعتقد بان مصدرة الأول اتى من الهند واستقر في بلجيكا في مقاطعة الفلامندي ومنها انتقل الى إسبانيا بينما مصادر أخرى تؤكد جذورة ومصدرة العربي حيث تعكس ذالك طريقة الغناء من الحنجرة وكذلك استخدام الة القِيثَارَة الفلامنكو وثأثرة بالعود , الفلامنكو نشأت وتطورت في منطقة أندلوسيا في جنوب إسبانيا في القرن الثامن عشر ميلادي ومعروفة ايضا في المغرب وبالذات في المدن الشمالية منها تطوان , وشفشاون وطنجة لوجود تشابة بين الشمال المغربي والجنوب الإسباني في الثقافة والهندسة المعمارية وفن الطبخ . وعن المعنى اللغوي لكلمة فلامنكو , حسب بلاس انفانتي ( سياسي ومفكر وكاتب أندلسي والذي يعتبر أبو القومية الأندلسية الحديثة) فان مصدرة يرجع الى فلاح منغو اي فلاح من غير أرض من الموريسكيون ( المسلمون الذين بقوا في إسبانيا تحت الحكم المسيحي والذين أصبحوا بلا أرض واندمجوا مع الغجر وأسسوا ما يسمى بالفلامنكو , الباحث والأستاذ الجامعي الدكتور بيدرو خافيير ميان بارروسو , أشار في كتابه تحت عنوان ( بعنوان السينما, الفلامنكو والنوع السمعي البصري والبصرية ) ناقش فيه بعض الأفلام الموسيقية للفلامنكو للمخرج السينمائي كارلوس ساورا والذي يعتبر من أبرزالشخصيات والذين امتلكوا رؤية تجديدية لفن الفلامنكو والتي أثرت في المشاهد الجديدة وخاصة رقص الفلامنكو . حضرت أكثر من مرة حفلات الفلامنكو في إشبيلية وغرناطة , في هذين المدينتين تحظى باهتمام خاص حيث تنتشر فيها العديد من المسارح والقاعات ومقاهي موسيقى ورقص الفلامنكو , هذا النوع من الفن يتميز بقوة الإيقاع وعذوبة النبرات والأنغام التي تمتزج فيها الشوق والحنين والحزن عبر خيط صوتي رفيع يصل بكل سهولة الى الوجدان. في غرناطة تقام على مدار السنة حفلات لاسمبرا اي السمره. الفلامنكو تم إدراجه من قبل اليونسكو من ضمن الثراث العالمي الثقافي غير المادي في عام 2010 وهو منتوج ثقافي وسياحي له مكانة خاصة في جنوب إسبانيا,كما تتمتع بشهرة كبيرة على مستوى العالم وخاصة وان اليابانيين اهتموا بها كثيرا والبعض منهم يأتون إلى الأندلس لدراسة الموسيقى ورقص الفلامنكو وهم مبدعون في هذا المجال , علما بان أكبر جاليات يابانية في أمريكا اللاتينية موجودة في البرازيل تليها البيرو , ساهم إجادتهم للغة البرتغالية والإسبانية في الإهتمام بموسيقى ورقص الفلامنكو وهي تجسيد للعلاقة المباشرة بين والفن والمجتمع بغض النظر عن الإنتماء الوطني والعرقي واللغوي , الفن بمختلف أنواعه هي لغة عالمية يجيدها الجميع يتم فيها التعبير عن لحظات الفرح والحزن والشوق والشجون وهي تجسد الملامح الشخصية وفي نفس الوقت تعكس الثرات الموسيقي والفني للمجتمع .

الصورتين من تصوير عبدالله ناصر بجنف
تمت طباعة الخبر في: الجمعة, 26-أبريل-2024 الساعة: 08:49 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.sanaanews.net/news-66156.htm