صنعاء نيوز - كل من يتتبع الاحداث ويحللها بحصافة سيصل الی نتيجة مفادها ان الرئيس عبدربه منصور هادي، باع واستلم ثمن تدمير..

الخميس, 15-أغسطس-2019
صنعاء نيوز/ عصام البحري -


كل من يتتبع الاحداث ويحللها بحصافة سيصل الی نتيجة مفادها ان الرئيس عبدربه منصور هادي، باع واستلم ثمن تدمير اليمن وتقسيمه مقدما منذ بدء احداث دماج ومرورا بعمران ووصولا الی تسليم صنعاء بنية مبيته لاستدعاء التدخل العسكري الخارجي .

فجميعنا عايش وشاهد ، كيف تعامل هادي مع تلك الأحداث، وصولا الی حالة الإنفلات الأمني وتنامي نشاط الارهابيين في عدة محافظات وذبح الجنود الشماليين في سيئون ولحج ومن ثم قيام هادي بتقديم استقالته ليضع الحوثيين أمام الامر الواقع ، قبل ان يفر لاحقا الی عدن ومنها للسعودية ويستدعي التدخل العسكري وبذلك قدم اليمن للسعودية علی طبق من ذهب لتقوم بتدميره وتقسيمه حسب ماتريد .

وبموجب ذلك تبنت السعودية عاصفة التدمير الشامل لليمن وبنيته التحتية التنموية والعسكرية والامنية علی مدی خمس سنوات؛ الی ان وصلنا احدث عدن واتضاح معالم مخطط اعادة تشطير اليمن والذي ياتي استكمالا لمافشلت فيه السعودية في حرب 94 م، وهذه هي الأهداف الحقيقية لعاصفة الحزم وليست الأهداف المزعومة (إعادة الشرعية في اليمن).

عملية الاستدراج كنت توقعتها وقلتها في بداية الحرب ، بينما هناك آراء اخری - انا اختلف معها واستبعد الدعم السعودي المباشر - فقط حبيت الاشارة لها هنا من باب تاكيد ان هادي استدرج الحوثيين (انصار الله) بنية مبيتة وبدعم سعودي لمن مازال يشكك بان السيناريو الذي حدث في صنعاء ويتكرر الان في عدن هو بموافقة هادي والسعودية ومنها ماجاء علی لسان القيادي والبرلماني الإصلاحي شوقي القاضي في برنامج حواري مع قناة الميادين اللبنانية في العام 2017 وبامكانكم الاستماع الی جزء منه هنا:
https://mobile.twitter.com/d3ani001/status/864428466464313344


وللعلم شوقي القاضي ذكر في بقية مشاركته بالحوار ان هناك ضوء اخضر سعودي لهادي لتشجيع الحوثيين علی اسقاط عمران وصنعاء ومابعد صنعاء وانا تابعت الحوار في حينه ولكن للاسف لم اجد رابطا له كاملا ولكن نتمنی ان يراجع القياديون في انصار الله كل ما دار بينهم وبين هادي في حينه عسی يدركوا كيف تم استدراجهم ويكاشفوا الشعب بذلك لتتضح للجميع كافة عناصر المؤامرة علي اليمن وكيف وصلنا الی هذه الكارثة.

ولاداعي نستذكر مادونه المؤرخون عن خلفيات الصراع بين اليمن والسعودية وادوار المملكة في تغذية الفتن والصراعات في اليمن منذ قيام الدولة السعودية نكتفي هنا بالتذكير بماقاله القائد العسكري البارز - المحسوب علی حزب الاصلاح والذي يوصف بانه الحاكم الفعلي لليمن علی مدی ثلاثة عقود - ونائب الرئيس الحالي الجنرال علي محسن الاحمر في محاضرة له امام ضباط وافراد الفرقة الاولی مدرع في صنعاء والذي اوضح ان
السعوديين لسانهم رطب وافعالهم خبيثة ويحاربون الدولة اليمنية منذ الازل ويقفون وراء الصراعات التي شهدها اليمن منذ فجر الثورة اليمنية وكذا وراء الصراعات بين الشطرين فضلا عن دعمهم محاولة التشطير في 94 مع تحذيره ان السعوديين سيظلون يحاربون الدولة اليمنية والنظام الجمهوري باستمرار وبمختلف الطرق بمافيها الحرب الاقتصادية.

واستعرض تفاصيل كثيرة عن الادوار السعودية الخبيثة في اليمن يمكنكم متابعة جزء من محاضرته في الرابط التالي :

https://m.youtube.com/watch?v=eQLIdepROTw

وكانت الآمال تحدونا ان تتغير تلك السياسة السعودية بعد طي ملف الحدود وتتحول الحدود من العداء الی جسور للاخاء والشراكة وتسهم في توسيع العلاقات الاخوية ومجاولات التعاون الثنائي بين البلدين والشعبين الجارين الشقيقين، ولكن للاسف مازالت الاحداث تثبت العكس .
علی الاشقاء في الخليح ان يدركوا ان اليمن الموحد القوي لم يشكل اي خطرا عليهم بل كان سندا لهم ، بينما العكس هو مايشكل خطرا عليهم في حال اضعاف الدولة اليمنية كونه يوفر بيئة خصبة لتواجد جماعات ارهابية مزعة للامن والاستقرار ومهددة للامن والاستقرار الاقليمي والدولي .

وبالنسبة للقضية الجنوبية هي قضية وطنية عادلة جميع ابناء اليمن يدعمون معالجتها ولكن عبر الحوار و استنادا الی مخرجات مؤتمر الحوار الوطني وبالتوازي مع ذلك ينبغي ان ينصب جهد الاشقاء والاصدقاء علی راب الصدع و تقريب وجهات النظر بين مختلف الاطراف للخروج بمعالجات تنصف ابناء الجنوب وتضمن لهم عدالة المشاركة وتكافؤ الفرص في اليمن الموحد وليس دعم النزعات المناطقية او اذكاء النزعات المذهبية والقبلية التي ستنعكس سلبا علی اليمن و دول الجوار وفي مقدمتها دول الخليج .

وثقتي ان يمن ديمقراطي تترسخ فيه قيم المشاركة و المواطنة والعدالة والمساواة والحكم الرشيد وسيادة النظام والقانون و يعاد فيه بناء مؤسستي الجيش والامن علی أسس وطنية بعيدا عن الولاءات الحزبية والمناطقية والمذهبية والقبلية والسلالية ، سيوفر معالجات لقضايا مختلف ابناء الوطن جنوبا وشمالا وشرقا وغربا .

وعلی دول الخليج الاستفادة من نصائح المحلل السياسي العربي الكبير محمد حسنين هيكل قبل وفاته والذي حذر دول الخليج من مستنقع اليمن .
وقال :" إن اليمن بركان نائم جنوب شبه الجزيرة العربية، واذا انفجر فسيجرف كل المنطقة".

وعلينا ان لا ننسی ان اغلب القيادات العسكرية والسياسية التي تتبنی خيار اعادة تشطير اليمن حاليا عينوا بقرارات من الرئيس هادي في مناصب حكومية ومحلية وامنية وعسكرية واول مباشرتهم لمهامهم في عدن والمحافظات الاخری باشروا بارتكاب ابشع الانتهاكات والجرائم بحق المواطنين الشماليين وقاموا بترحيلهم جماعيا علی شاحنات وسط صمت مطبق من هادي وحكومته والتحالف منذ ثلاث سنوات بينما اصر هادي وكان ذلك ضمن مخطط الترتيب للوضع الراهن علی استكمال التحضير للدولة الانفصالية بنقل البنك المركزي واستحداث شيكة مواصلات ونت منفصلة وربط كل الايرادات بعدن ووووالخ . ومن يريد التأكد من اشراف هادي علی هذا المخطط عليه مراجعة الفيديو المرفق للقائد الميداني للمواجهات العسكرية الاخيرة في عدن هاني بن بريك في خطابه الشهير الذي دعا فيه لنفير مسلحي الانتقالي نحو قصر المعاشيق .
فقد اعلن امام العالم اجمع في خطابه الذي بثته قنوات فضائية عدة ان هادي وجهه عقب تعيينه وزيرا في الحكومة بان (يعملوا لخدمة الجنوب ) وطبعا معروف مصطلح الجنوب كمشروع تشطيري وليس معالجة قضية الجنوب كقضية وطنية في اطار الوطن .

وبناء علی اتضاح المخططات التأمرية التي سيقت اليها اليمن والاخطار المحدقة بها والتي تهدد حاضرها ومستقبلها ليس امام القوی الوطنية الا التعجيل بتبنبي حوار داخلي يمني - يمني تغلب فيه مصالح الوطن العليا علی مادونها من مصالح ضيقة وتبلور حلولا وسط تنهي الحرب وتستند علی مخرجات الحوار مع اعادة النظر في موضوع الاقاليم الذي تبناه هادي واعترضت عليه غالبية القوی السياسية في حينة وبمايكفل بناء اليمن الجديد وفقا لمايتوافق عليه ابناء الوطن وفي ذات الوقت يسحب البساط علی قوی الشر الخارجية التي تسعی الی ابقاء اليمن ساحة تصفيات وحروب اهلية تهلك البشر والشجر والحجر وتعيد البلد قرونا الی الخلف وتمنع قيام دولة فيه قرونا قادمة .

اللهم قد بلغت .. اللهم فاشهد

تمت طباعة الخبر في: الثلاثاء, 16-أبريل-2024 الساعة: 09:04 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.sanaanews.net/news-67025.htm