السبت, 21-سبتمبر-2019
صنعاء نيوز - 


فالاغتيال المعنوي قديماً وحديثاً من أكبر وسائل التزييف لوعي الأمة الإسلامية بتعمد الإضرار بشخصية المستهدَف وصورته السياسية والأخلاقية، صنعاء نيوز/ الدكتور عادل عامر -


الدكتور عادل عامر

فالاغتيال المعنوي قديماً وحديثاً من أكبر وسائل التزييف لوعي الأمة الإسلامية بتعمد الإضرار بشخصية المستهدَف وصورته السياسية والأخلاقية، ليتم استنزافه وإضعاف تأثيره في الجمهور من خلال التشكيك في مصداقيته أمام مجتمعه ومؤيديه ليصبح محل اتهام في عيون من حوله لتناله سهامهم. ولو تمعّنا في واقع حياة الناس اليوم لوجدنا أن غالبيتهم ينجرفون وراء خطاب التجييش ضد الآخر الذي يستميل العاطفة دون تدقيق وتحقيق ويطلقون الأحكام موافقة وإقراراً لهذا المغتال.

صور الاغتيال المعنوي متعددة، منها قذف الناس بالباطل والافتراء عليهم والتدليس في أقوالهم، وبث أخبار كاذبة عنهم، وتحريف ما يقولون، ومنها تكفير المخالف وشحن الناس ضده عبر التهييج الذى يرتدى ثوبا دينيا أو وطنيا مزيفا، ليطعن في هذا الشخص، ويقلل من قدره عند الناس.

مطابخ الاغتيالات المعنوية كانت حصرية للنظام السابق وأجهزته القمعية، ولكنها توسعت اليوم وصارت موجودة داخل كثير من الأحزاب والحركات وبعض وسائل الإعلام التي تعتبر رأس الحربة في إتمام عملية القتل أيا كان نوع الإعلام تقليديا أو حتى وسائل الإعلام الجديد ومواقع التواصل الاجتماعي.

من أخطر أنواع الاغتيال المعنوي الآن في مصر الاغتيال باسم الدين وتهييج مشاعر العامة عبر القوالب الجاهزة لتنفيذ القتل، مثل الاتهام بالعمالة والخيانة والفسق وكراهية الشريعة، وكل هذه المحفوظات التي تشبه مطرقة من الجهل والتخلف والابتزاز والخسة، يهوُون بها على رؤوس الشرفاء.

من أبشع صور الاعتداء على حرمة إنسان أن يتم تشويه صورته مع بقاء أثر هذا التشويه ليصبح هو الوجه القبيح من لوحة كانت في الأصل ناصعة البياض جميلة البناء بديعة الشكل والمخبر.

قد يتم اغتيال قائد أو حتى إنسان عادي اغتيالاً جسدياً ثم يكون في اغتياله تخليدا لذكرى عطرة واتساعاً لرقعة مؤيديه الذين تأثروا بطريقة اغتياله بل قد يعيد بعض مخالفيه النظر في تراثه تأثراً باغتياله. أما الاغتيال المعنوي الذي يلحق الإنسان حياً وميتاً بتشويه صورته وإشاعة الادعاءات الكاذبة حول سيرته وإنجازاته تاريخياً فهذا أسوء بكثير من الاغتيال الجسدي. وللأسف كان ولا زال الاغتيال المعنوي لشخصيات أو كيانات أو أحداث معينة عاملاً مؤثراً في وعي الأمة ووجدانها أو بمعنى أدق.

فأكثر الاغتيالات وأشدها في حياة الإنسان هو الاغتيال المعنوي وهو النفسي أي ان تكون لديك تغذية راجعة سلبية غير سليمة وغير ملائمة لحياتك لذلك أثار اهتمامي كثيراً هذه الفئة من الشباب الذين يحتاجون الى وعد ذاتي وأسري واجتماعي ونفسي، وحال شبابنا لا يسر صديق ولا عدو، لأنهم محتاجون الى مراقبة أسرية لاصقة وإرشادات وتوجيه معنوي حتى لا يتم لهم الاغتيالات المعنوية فهؤلاء لهم طموح وغايات وأهداف ورغبات واحتياجات، فقد ماتت كل هذه الأحلام عند أكثر شبابنا والسبب قد يكون التفكك الأسري أو عدم الاهتمام أو عدم المراقبة أو كثرة التفكير غير العقلاني وغير المنطقي لديهم،

حيث ان الشباب صار خيالهم واسعاً لا مبرر لهم، حيث ان أكثرهم يعيش كالطفل لا يعتمد على نفسه ولا يقوم بأي مسؤوليات تجاه نفسه والكثير لا يعلم ان السلوك المسؤول هو الذي يؤدي الى الصحة النفسية لأن في اعتمادنا على أنفسنا تتفاعل الأفكار مع الأحداث والعادات فتنسجم الآراء والأعمال معاً فتكون شخصية مميزة لا تعدو الا ان تكون شخصية قيادية في المجتمع والاغتيال موجود عند الأزواج في حالة عدم فهم الطرف الآخر فيعيش الزوج أو الزوجة اللذان انتباههما إحساس الاغتيال المعنوي معاناة نفسية قد تؤدي الى الانتحار والعياذ بالله،

فكثير من الحالات الزوجية قد عالجتهم من الاغتيال والتعسف والاحباط المعنوي بإعطائهم طريقة وبرنامجاً علاجياً يتناسب مع أحوالهم وظروفهم حتى يستطيعوا ان يقفوا من جديد وهناك اغتيال سياسي للطموح والآمال فكثرة المشكلات النيابية هي في الأصل عائدة على المواطن الكويتي لأنه يأمل وينتظر الفرج والخدمات من الحكومة ومن هؤلاء الذين منحوهم أصواتهم، ولأن المشكلات والمناحرات النيابية تؤدي الى كثرة الحلول وابطال المجلس وبهذا يتكون لدى المواطن المتفائل بمستقبله اغتيال معنوي

ونحن نتمنى من الحكومة والنواب التعاون المثمر حتى تتم الحياة بشكل أفضل من السابق والآن أعطي أحبائي القراء برنامجاً علاجياً لمن يشعر بالإحباط النفسي والاغتيال المعنوي وهو بتجديد الأولويات وتوليد الأفكار المناسبة وإدارة وتنظيم الوقت بما يتناسب مع الطموح والأهداف المعقولة وأنصح قرائي الأحباء بالمطالعة وتثقيف أنفسهم دائما لأن اكتساب المعلومات والمعارف تطلع جديد بمستقبل باهر يتلاءم مع البيئة المحيطة بالإنسان الطموح وان النجاح لا يتوقف عند الوصول الى غاية نبيلة فقط وإنما يتعداها الى رضا رب العالمين لأن قدراتها هو قناعة الإنسان الواضح وهي السعادة الحقيقية له في الدنيا والآخرة.

كانت الدولة هي البطل الرئيس الذي وفّر مناخ الاغتيال المعنوي للأطراف كلها ساعدت وسائل التواصل الاجتماعي في تفخيخ الالتئام المجتمعي فباتت مواقع التواصل الاجتماعي الفيسبوك وتويتر كالمنصات التي تقذف لهبها صباحاً ومساء على كل مخالف للرأي وللرؤية وللهدف وللعشيرة وللحزب والجماعة، إن صوت التخوين والتشنيع والتقزيم بل ودعاوى القتل هي التي أضحت البطل الرئيسي للمشهد.


والاغتيال المعنوي ربما يكون أقسى وأشد وطأة من الاغتيال الجسدي، فقد يغتال الشخص جسديا فيصبح بطلا في نظر الناس أو يتعاطفوا معه لأي سبب، ولكن في حالة الاغتيال المعنوي فالشخص يظل على قيد الحياة ولكن تلاحقه صورة ذهنية غاية في السلبية والتشويه ويصبح مرفوضا أو منبوذا في المجتمع.

وعمليات الاغتيال المعنوي ليست عمليات نظيفة في مجملها، فهي تستغل أحط ما في الإنسان (الذي يمارس الاغتيال) من صفات، إذ يحمل في نفسه الكراهية التي تصل لدرجة العنصرية تجاه الشخص المقصود (أو المجموعة أو الهيئة المقصودة) وهذا يدفعه لإسقاط كل ما لديه من نقائص وانحرافات وتشوهات وتصورات مريضة عليه، ولا يكتفي بذلك بل يتربص بالشخص ويتجسس عليه ويتتبعه ويبحث في تاريخه القديم والحديث عله يعثر على زلة يستخدمها للتشهير به وفضحه وإهانته،

وإذا وجد تلك الزلة فإنه يوسع دائرتها ويضيف إليها من قريحته العدوانية ما يجعلها خطيئة لا تغتفر، وحتى إذا لم يجد تلك الزلة فإنه يختلق مجموعة من الأكاذيب والشائعات ويظل يرددها بكل الوسائل المقروءة والمسموعة والمرئية حتى ينال من خصمه. والشخص الذي يمارس الاغتيال المعنوي تعرفه ببعض العلامات منها إلحاحه المستمر على تشويه ضحيته، وابتعاده عن الموضوعية،

ومبالغاته الواضحة، وتسليطه الضوء على عيوب الضحية طول الوقت بحيث لا يرى فيه إلا العيوب والخطايا والتشوهات ويعجز عن رؤية علامة إيجابية واحدة فيه، كما تعكس لغة الجسد لديه حالة من الغضب والقرف والاشمئزاز والعدوانية والعنصرية بينما هو يتحدث عن ضحيته أو ضحاياه.

لذلك يجب ان يتم زيادة الوعي السياسي في المدارس والجامعات والمساجد، وعبر بناء منصات وصفحات على مواقع التواصل هدفها تعزيز الوعي السياسي والتحصين المجتمعي ودحض الشائعات. و تثقيف القادة وذويهم وضبط ايقاع تصريحاتهم الاعلامية وسلوكهم الاجتماعي بما يتوافق وحالة العوز والجوع والفقر التي يعاني منها شعبنا.

و ترسيخ مبادئ العدالة الاجتماعية في إدارة الشأن العام، وتعزيز مبادئ الشفافية ومحاربة الفساد، وينبغي أن لا نخجل من القول أننا حاكمنا فاسداً فنحن لسنا مجتمعاً ملائكياً ولكن هذا سيعزز من ثقة الشعب بقادته، ويفشل مخططات العدو.

والتواصل مع كافة المضللين ممن يعتقدون أن صفحاتهم هي لمحاربة شبهات الفساد، وأن ربطهم لفساد شخص ما، بفصيل ينتمي إليه أو قريب منه، هو يخدم الممول الذي من المحتمل أن يكون تابع لجهة استخباراتية ما. و دراسة وتقييم أسباب ودوافع ما وصلنا إليه واتخاذ الاجراءات الكفيلة التي من الممكن أن تحافظ على ما تبقى لنا من أمل.



الدكتور عادل عامر

دكتور القانون العام

ونائب رئيس اتحاد الاكاديميين العرب

وعضو المجلس الأعلى لحقوق الانسان


مدير مركز المصريين للدراسات السياسية والقانونية والاقتصادية والاجتماعية

مستشار وعضو مجلس الإدارة بالمعهد العربي الأوربي للدراسات السياسية والاستراتيجية بفرنسا

مستشار الهيئة العليا للشؤون القانونية والاقتصادية بالاتحاد الدولي لشباب الأزهر والصوفية

مستشار تحكيم دولي محكم دولي معتمد خبير في جرائم امن المعلومات

نائب رئيس لجنة تقصي الحقائق بالمركز المصري الدولي لحقوق الانسان والتنمية

نائب رئيس لجنة حقوق الانسان بالأمم المتحدة سابقا

عضو استشاري بالمركز الأعلى للتدريب واعداد القادة

عضو منظمة التجارة الأوروبية

عضو لجنة مكافحة الفساد بالمجلس الأعلى لحقوق الانسان

محاضر دولي في حقوق الانسان

01118984318

01555926548

01024975371

01277691834

























2 Attachments
تمت طباعة الخبر في: الجمعة, 29-مارس-2024 الساعة: 01:27 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.sanaanews.net/news-67573.htm