صنعاء نيوز - اليمين المُتطرّف يُسيطِر على مِئات الصّفحات التي تبُث الكراهية ضِد المُسلمين وبعض الشخصيّات مِثل إلهان عمر ورشيدة طليب وجيرمي كوربن

الأحد, 08-ديسمبر-2019
صنعاء نيوز -
اليمين المُتطرّف يُسيطِر على مِئات الصّفحات التي تبُث الكراهية ضِد المُسلمين وبعض الشخصيّات مِثل إلهان عمر ورشيدة طليب وجيرمي كوربن وتتّخذ من إسرائيل وأمريكا وبريطانيا مقَرًّا لها.. كيف نرُد على هذه الحمَلات؟ ولماذا استهدفوا وأغلقوا صفَحاتنا؟

نُواجِه في هذه الصّحيفة “رأي اليوم” ومِثلنا الكثير من العرب والمُسلمين مُضايقات تصِل في بعض الأحيان إلى درجة الاستِهداف المُباشر، وحجب مواقع شخصيّة أو تابعة للصّحيفة، لأنّنا نُمارس حقّنا المشروع في التّعبير عن آرائِنا، ولاحظنا أيّ انتقاد لدولة الاحتلال الإسرائيلي وجرائِمها في حقّ أهلنا في الأرضي المُحتلّة، أو ذِكر اسم السيّد حسن نصر الله يدفَع إدارة “الفيسبوك” على سَبيل المِثال إلى إغلاق صفحاتنا.
مُؤخّرًا لم تعُد هذه الإدارة تلتزم بإلغاء أو تعطيل الحِسابات التي تُروّج للعُنف أو الكراهية، بل بدأت أيضًا تُغلِق مجموعةً من الحِسابات بناءً على أفكار تتعارض مع السّياسات الأمريكيّة، ومن هُنا يُمكن تفسير إغلاق حِسابات قادة المُقاومة الفِلسطينيّة في حركة “حماس” وحسابات مَحسوبة على “حزب الله”، أو نُشطاء في الحِراكات الشعبيّة في العديدِ من الدّول.
شركة “فيسبوك” ليسَت وحدها في هذا التوجّه، فحتى “تويتر” باتت تسير على النّهج نفسه أيضًا، وجرى إغلاق مِليارات الحِسابات أو حذف المُتابعين، الأمر الذي دفع الملايين إلى التوجّه إلى بدائِل ومِنصّات أُخرى.
لا نُجادَل مُطلقًا في أنّ “الفيسبوك” و”تويتر” أغلقت مِليارات الحِسابات التي تُحرِّض على العُنف والكراهية، مِثلَما أغلقت أيضًا مواقع للجُيوش الإلكترونيّة التي استخدمتها حُكومات عديدة، وعربيّة خاصّةً، للسّباب والشّتائم وتشويه المُعارضة، ولكن هذا لا يُخفِي انحِيازها في مُعظم الأحيان للسّياسات الأمريكيّة والإسرائيليّة وإغلاق أبواب حُريّة التّعبير المَشروعة أمام من يُوجِّهون انتقادات إليها مِثلنا.
وربّما يُجادِل البعض بأنّ إدارة “الفيسبوك” أغلقت حساب بنيامين نِتنياهو، رئيس الوزراء الإسرائيلي، ولكنّ هذا الإغلاق كان ليومٍ واحدٍ ولذَر الرّماد في العُيون.
صحيفة “الغارديان” البريطانيّة وفي تحقيقٍ استقصائيٍّ جَريءٍ لها، كشَفت كيف تجنِي شبكة التواصل الاجتماعي الأشهر في العالم “فيسبوك”، الملايين من أرباحها من خلال صِناعة الكراهية ضِد الإسلام والمُسلمين، ونشَرت الصّحيفة ما وصَفتها بـ”المُؤامرة السريّة” التي تمكّنت من خلالها مجموعة من أكبر تنظيمات وصفَحات اليمين المُتطرّف من السّيطرة على مواقع “الفيسبوك” وبثّ الكراهية ضد الإسلام مُقابل تحقيق الشّركة الأرباح.
ورصَد التّحقيق الاستقصائيّ ما وصَفه بـ”إدارة حسابات غامِضة” التي تتّخذ من إسرائيل وأمريكا وأستراليا وبريطانيا وكندا والنمسا ونيجيريا مَقرًّا لها لإدارة المِئات من الصّفحات ذات الفِكر اليميني المُتطرّف التي يُتابعها الملايين من أجل نشر رسائل تبُث الكراهية ضِد المُسلمين والمُهاجرين ذوي الأُصول المُسلمة في الدول الأوروبيّة، واستهداف عدد كبير من المنشورات لتشويه صورة عدد من السّياسيين ذوي الأُصول الإسلاميّة مِثل صديق خان، عُمدة لندن، وإلهان عمر، عضوة الكونغرس، وزميلتها رشيدة طليب، وجيرمي كوربن، زعيم حزب العمّال البريطاني، عندما جرى نسب تقرير مُزوّر له يقول فيه “اليهود كانوا مصدر الإرهاب العالمي”، ومنشور مُزيّف آخر لرئيس الوزراء الكندي جاستين ترودو يقول فيه “يُمكِن لداعش أن تغزو كندا”.
وأكّدت “الغارديان” “علمت إدارة الفيسبوك بوجود تلك المُؤامرة انتشار تلك الشبكات السريّة ولكن لم تتحرّك لأنّ تلك المُنظّمات تدفع مُقابل حملات إعلانيّة ودعائيّة ضخمة جدًّا ولم تتّخذ أيّ إجراءات عِقابيّة بحقّها”، وقال متحدّث باسم “فيسبوك” ردًّا على هذه الاتّهامات “لن تسمح لأيّ جهة أن تُشوّه صورة الآخرين أو تَبُث خِطابًا مُعاديًا لهم وسنعمل على تحسين قُدراتنا لمُواجهة أيّ تكتيكات خِداع جديدة”.
نحنُ في “رأي اليوم” سنستمر في سياستنا التي تنتقد مظالم الشّعب العربيّ الفِلسطينيّ تحت الاحتِلال لأنّنا نرى أن هذا من أبرز واجباتنا كإعلاميين وكُتّاب، مهما كانت النّتائج، وسنرحل إلى أيّ بدائل أُخرى لأنّنا نحمل فكرة، ونعتنق مبدأ الحُريّة والعدالة الاجتماعيّة، ونعمل من أجل أن يطّلع الجميع عليها، من يتّفق أو يختلف معها، فهذه رسالتنا ولن نَحيدَ عنها.
“رأي اليوم”
تمت طباعة الخبر في: الجمعة, 26-أبريل-2024 الساعة: 08:33 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.sanaanews.net/news-68723.htm