الثلاثاء, 10-ديسمبر-2019
صنعاء نيوز - الدكتور عادل عامر

يعد الصرح الجامعي من الصروح التربوية التي تقوم بدور مهم في تربية النشء وإكساﺑﻬم عادات وسلوكيات صحيحة، صنعاء نيوز/ الدكتور عادل عامر -
الدكتور عادل عامر

يعد الصرح الجامعي من الصروح التربوية التي تقوم بدور مهم في تربية النشء وإكساﺑﻬم عادات وسلوكيات صحيحة، لذا اهتمت الجامعات والكليات التعليمية بوضع البرامج والأنشطة للطلاب؛ للاستفادة من شغل وقت الشباب بما يفيدهم وكذلك بقصد زرع وتنمية جوانب وأمور مهمة في شخصية الطالب،

فالعملية التعليمية ليست مجرد تلقين للدرس فقط وإنما هي عملية مفيدة لبناء شخصية الطالب من جميع النواحي وبث روح المسؤولية الاجتماعية والاعتداد بالذات وتحمل المسؤولية.

تلعب الأنشطة الطلابية داخل الجامعة وخارجها دوراً كبيراً في تهيئة الشباب للحياة العملية بعد التخرج، عبر اكتساب مهارات متنوعة بالمشاركة الفعالة في ممارسة أنشطة غير دراسية خلال سنوات الجامعة، وهذه المهارات تسهم في نضج الشخصية وزيادة معرفتها بالعالم خارج أسوار الجامعة،

فيستطيع الطالب التعامل بسهولة مع مكونات المجتمع، وتتنوع هذه الأنشطة بين معارض داخلية وورش عمل ورحلات خارجية ومبادرات مجتمعية.

فالطالب داخل الجامعة يستفيد من الأنشطة والبرامج المتاحة له ويتفاعل مع غيره من الناس من خلال هذه الأنشطة المتاحة، وبذلك يتبادل أنواع السلوك الإنساني مع غيره فيفيد ويستفيد من غيره ويتعلم أنواعًا من السلوك ويكتسب خبرات إيجابية من غيره من خلال ذلك التفاعل والأنشطة،

ويحاول أن ينمي لنفسه الإحساس بالمسؤولية والاعتماد على الذات من خلال هذه العمليات والأنشطة وهو يقوم بذلك من خلال المشاركة مع الآخرين من الجماعات الأخرى.

تلعب الأنشطة الطلابية داخل الجامعة وخارجها دوراً كبيراً في تهيئة الشباب للحياة العملية بعد التخرج، عبر اكتساب مهارات متنوعة بالمشاركة الفعالة في ممارسة أنشطة غير دراسية خلال سنوات الجامعة،

وهذه المهارات تسهم في نضج الشخصية وزيادة معرفتها بالعالم خارج أسوار الجامعة، فيستطيع الطالب التعامل بسهولة مع مكونات المجتمع، وتتنوع هذه الأنشطة بين معارض داخلية وورش عمل ورحلات خارجية ومبادرات مجتمعية.

وبالتالي فإن النشاطات غير الصفية ضرورة ملحة تتطلبها الحياة الجامعية فهي تعد مصدرًا من مصادر الكشف عن مواهب وإمكانات وميول الطلاب في شتى مجالات الأنشطة الثقافية والاجتماعية والرياضية المبنية على أسس إيمانية راسخة مستمدة من ديننا الحنيف.

لقد كان دور الجامعة في ضوء الفلسفة التربوية القديمة مقتصرا على استقبال الطالب وتزويده بالمعارف والمعلومات التي تنمي الجانب المعرفي لديه فقط وتكون عبارة عن عملية حشو منظمة ومخطط لها للمعلومات في ذهن الطالب دون الاهتمام بالجوانب الاخرى في شخصيته على الرغم من اهميتها الكبيرة لخلق وبناء الشخصية المتكاملة له ليكون عنصرا اجتماعيا فاعلا ومؤثرا في محيطه والوسط الذي يعيش فيه وبالتالي في مجتمعه الذي ينتمي اليه .

أذن لابد للجامعة ومؤسساتها ان تأخذ بنظر الاعتبار ضرورة بناء شخصية الطالب في جميع الجوانب ونعني بها المعرفية والوجدانية والمهارية وبصورة متوازية ومتكاملة وبنفس الدرجة من الاهتمام وعدم التركيز على جانب معين واهمال الجوانب الاخرى او اعطائها اهمية اقل من غيرها لان ذلك سوف يشكل خللا واضحا في الشخصية الانسانية ونقصد بها شخصية الطالب وبالتالي قد يكون هذا الخلل مدمرا لها مما ينعكس بصورة سلبية على تصرفات الطالب وسلوكه ويعود بالضرر على المجتمع .

تتميز الجامعة بكونها مؤسسة اكاديمية كبيرة لها العديد من النشاطات والمسؤوليات وتتوفر فيها فرص كثيرة ومتنوعة لبناء شخصية الطالب المتكاملة فيما لو احسن الطالب استغلال هذه الفرص والامكانيات بالشكل الصحيح والمناسب له وعدم اضاعة وقت وجوده داخل اروقتها بدون فائدة حقيقية يحصل عليها نتيجة استخدامه لكل الامكانيات التي توفرها الجامعة لطلبتها .

ان اهم الجوانب في شخصية الطالب هو الجانب المعرفي والذي يتعلق بمقدار المعلومات والمعارف التي يكتسبها الطالب نتيجة دراسته في المؤسسات التعليمية ومنها الجامعات بصورة مقصودة وكذلك ما يتعرض له من مواقف حياتية يتعلم من خلالها بصورة غير مقصودة وتساهم في تغيير سلوكه واضافة ملكات معرفية جديدة الى حصيلته العلمية والثقافية .

حيث يعتبر من اهم مهام الجامعة هو تنمية هذا الجانب وتعزيزه وتطويره لدى الطالب خلال سنوات دراسته فيها عن طريق برامجها التدريسية التي تصممها وتنفذها لهذا الغرض .

ان الفلسفة التربوية للجامعة التي يفترض ان تتبناها الجامعة في ضوء فلسفة المجتمع وتقاليده والتي ينبغي ان تضع الخطط التدريسية التفصيلية الكفيلة لتنفيذ هذه الفلسفة العامة بصورة قابلة للتطبيق تحقق الهدف التي وضعت من اجله وبما يتلائم مع امكانيات الطالب المعرفية والعقلية ويتناسب مع المرحلة العمرية التي هو فيها وينبغي عليها ان تأخذ بنظر الاعتبار تزويد الطالب بأحدث المعلومات العلمية والتكنولوجية التي توصل اليها العلم في شتى بقاع العالم والاهتمام بحافات العلم وبصورة مبسطة وميسرة له لكي يستطيع استيعابها والاستفادة منها لخدمة مجتمعه من خلال استخدام مختلف الطرائق التدريسية المشوقة والممتعة والتي تجذب انتباه الطالب اثناء المحاضرة وتزيد من دافعيته للتعلم والاهتمام بالدراسة والاستزادة من هذه المعلومات وان تعلمه طريقة التفكير العلمي لكي يستطيع من خلالها حل المشكلات التي تواجهه بأسلوب علمي دقيق ومخطط له للوصول الى نتائج صحيحة وبالتالي اتخاذ القرارات المناسبة بهذا الخصوص . وان توفر احدث المصادر العلمية من مناشئها الاصلية وترفد بها المكتبات الجامعية وان تجعلها متاحة التداول لجميع الطلبة بصورة مجانية وميسرة .

ومن العناصر الاساسية لتحقيق هذا الغرض هو الاستاذ الجامعي الذي يكون له الدور الكبير والمميز في تكوين شخصية الطالب المعرفية وتنمية مواهبه العلمية والثقافية بدرجة كبيرة ومؤثرة لان الطالب وخاصة وهو في مرحلة الشباب يكون متأثرا كثيرا بشخصية الاستاذ الجامعي الذي ينهل منه المعلومات العلمية .

وبذلك قد يجعله قدوه حسنة يقتدي بها ويهتم بما يقوله له ويزوده بها من معلومات اثناء المحاضرة . فالطالب يعتبر الاستاذ الجامعي خزينا كبيرا من المعلومات التي ينبغي الاستفادة منه واستغلاله بأفضل صورة لبناء شخصيته في الجانب المعرفي .

وهنا يأتي دور الاستاذ الجامعي في تحقيق هذا الهدف من خلال استخدامه طرائق تدريسية كفؤة وفاعلة ومشوقة والاستفادة من التقنيات التربوية الحديثة واحدث الابتكارات العلمية لمساعدته في ايصال المادة العلمية الى ذهن الطالب بأفضل صورة واسرعها ومساعدته على الاحتفاظ بها لأطول مدة ممكنة وامكانية الاستفادة منها في حل المشكلات المستقبلية التي تواجهه

والجانب المهم الاخر في شخصية الطالب هو الجانب الوجداني او ما يسمى بالجانب النفسي والذي يعتبر من الجوانب الاساسية الذي ينبغي الاهتمام به وتنميته بالاتجاه الصحيح لغرض تعديل وتطوير سلوك الطالب بما يتماشى مع العادات والتقاليد الاجتماعية والدينية السائدة في المجتمع .

حيث يتمثل الجانب الوجداني بأفكار الطالب وآرائه واتجاهاته وميوله ومعتقداته ونظرته حول مختلف القضايا الحياتية التي يتعايش معها بصورة مستمرة او التي تصادفه بين مدة واخرى والتي تتطلب منه اعطاء رأي فيها او تكوين اتجاه نحوها .

وهذا الجانب مهم جدا في شخصية الطالب لأنه من خلاله يستطيع ان يكون مواطنا صالحا وانسانا ملتزما وفاضلا او يكون بالعكس من هذا . ويقع الجزء الاكبر في بناء هذا الجانب وتوجيهه بالاتجاه الايجابي على عاتق الجامعة بمختلف فعاليتها والاستاذ الجامعي .

فالأنشطة الطلابية في الجامعات تركز على أن تجعل الطالب هو محورها الرئيسي وهدفها المنشود، فتحقيق الجوانب الإيجابية في حياة الطالب هو هدف أساسي يوازي الدراسة الأكاديمية.

وتعتبر الأنشطة الطلابية ميداناً فعَّالاً وخصباً في تنمية العلاقات والقيم الاجتماعية والخلقية من خلال الخبرات العملية التي توجد في الأنشطة الجماعية مثل: المعسكرات ، والتمثيل المسرحي للمناهج ، والمقصف المدرسي ، وخدمة البيئة المحلية ، والأعمال التطوعية ، فهي تقدم فرصاً واسعة ومنظمة وهادفة لتنمية وتوثيق العلاقات الإنسانية بين الطلاب، وإكسابهم عادات ومهارات وقيم وأساليب تفكير لازمة لمواصلة التعليم ، وتحقيق المواطنة الصالحة لهؤلاء الطلاب . وقد توصلت دراسة (برجين Bergin) إلى أن الأنشطة الطلابية التي يمارسها طلاب المدارس العليا عقب الانتهاء من المدرسة تعد أكثر فاعلية وترفيهية وخاصة في مجال العلاقات الاجتماعية(26 : 459) .

وتؤكد الأنشطة الطلابية التعلم النظري وتعززه ، ويتحقق ذلك عن طريق ربط المعرفة بمدلولها العلمي بعيداً عن مقاعد الدرس ورتابة اليوم الدراسي . فيتعلم الطلاب من خلال الأنشطة أشياء يصعب تعلمها في الفصل مثل: التعاون مع الغير، وتحمل المسؤولية ، والصبر والمثابرة ، واحترام العمل اليدوي ، حيث تهيِّئ للطلاب مواقف تعليمية شبيهة بمواقف الحياة(11 : 47) .

وتؤدي ممارسة الأنشطة إلى إشباع حاجات الطلاب إلى التجريب والاستطلاع وحب المغامرة، وتنمية الأصالة، والابتكار، والتدريب، والتمرس على القيادة ، ويؤدي النشاط أدواره ، ويحقق أهدافه عن طريق جماعات النشاط ، والتي تختصّ كل جماعة منها بنشاط معين . وأصبحت جماعات النشاط ، ضرورة حتمية تتطلبها الظروف المدرسية، كما أن النشاط وسيلة أساسية لتحقيق الكثير من أهداف التربية إذا نُظِّم تنظيماً صحيحاً تحت إشراف سليم وإدارة واعية(6 :147)

ومن ثم فينبغي الاستفادة من برامج الأنشطة في تحقيق الأهداف التربوية للمدرسة التي تغيرت وظيفتها من تلقين المعلومات إلى إعداد الطالب للحياة بحيث يسـاهم مسـاهمة إيجابية وفعالة ، وتدريبه على المهارات المطلوية لهذا الدور(19 : 1) . ويعني هذا أن التكيف مع البيئة ومع المتغيّرات المتلاحقة من الأهداف الرئيسيَّة للتربية حتى ينعم الإنسان بالاستقرار والانسجام ، ويضمن لنفسه استمرار الحياة وتطويرها . ولذلك ينبغي أن تعطي الأنشطة الاهتمام المناسب من جميع النواحي التخطيطيَّة والتنفيذيَّة والتوجيهيَّة والتقويميَّة داخل إطار من التفاهم المتبادَل ، والتنسيق بين المؤسّسات التعليميَّة ، وجميع جهات الاختصاص المعنيَّة .

ثالثاً : وظائف الأنشطة الطلابية :

تؤدي الأنشطة الطلابية عدداً من الوظائف المختلفة تتمثل في الوظائف السيكولوجية والتربوية والاجتماعية والصحية والاقتصادية التي تعبر عن بعض أهداف المرحلة الثانوية ، وتظهر هذه الوظائف أثناء ممارسة الطلاب للأنشطة غير الصفية . ويمكن عرض هذه الوظائف كما يلي :

1ـ الوظائف السيكولوجية :

تسهم هذه الوظائف في إشباع الدوافع الفردية، وإحلال السلوك السوي، والمساعدة في تصريف طاقة الفرد الزائدة، وتوجيهها وحسن استثمارها، وتحقيق التوازن النفسي للطلاب(10 : 571). ويتم تحقيق هذه الوظائف السيكولوجية عن طريق عدد من الأهداف التربوية وهي :

أ ـ الكشف عن قدرات واستعدادات وميول واتجاهات الطلاب، وذلك من خلال ملاحظاتهم أثناء ممارسة الأنشطة الطلابية المختلفة التي تكشف عن نفسية الطلاب كالنشاط الصحفي مثلاً .

ب ـ توجيه وإرشاد الطلاب إلى ما يشبع رغباتهم وميولهم ، وذلك عن طريق انضمام كلّ طالب إلى النشاط الذي يريده، والجماعة التي يرغب فيها، فقد توصلت دراسة (ال جويب- AL-GOaib) إلى وجود علاقة ذات دلالة بين ممارسة الأنشطة المدرسية وتحقيق حاجات الطلاب وهي : حاجات الأمن ، وتقدير الذات ، والحاجات الفسيولوجية ، وتأكيد الذات والدافعية(25 : 4476) .

ج ـ تنمية وإثراء هوايات الطلاب بعد توجيههم الوجهة السديدة ، وذلك بتقديم التوجيهات والإرشادات والممارسات الصحيحة لكلّ هواية .

د ـ محاولة التغلب على المشكلات النفسية والسيكولوجية عند بعض الطلاب مثل : الانطواء ، والخجل ، والميل للتمرد ، والجنوح إلى الشغب ، والضيق بالجو المدرسي ....الخ ، ويتم علاجهم عن طريق انضمامهم للعمل الجماعي واندماجهم فيه ، وملاحظتهم من جانب المشرفين والمعالجين ، مما يساعدهم على التغلب على مشكلاتهم النفسية .

هـ ـ تنمية الروح الرياضية ، والتدريب على القيادة الواعية والتبعية المستنيرة ، وتنمية سمات القيادة لدى الطلاب مثل : المرونة وتحمل المسؤولية ، والاتزان الانفعالي والروح المرحة ، ويتم ذلك كله من خلال الألعاب الجماعية مثل : الأنشطة الرياضية والرحلات والمعسكرات وغيرها .

و- السمو بغرائز الطلاب وإعلائها ، والاستفادة بطاقاتهم في العمل المثمر البناء ، وتوجيه قدراتهم الوجهة السليمة(15 : 7) .

ز- تقوية الشعور الديني وتعويدهم التمسك بالفضائل الخلقية ، والرضا والثقة بأنفسهم وضبط انفعالاتهم ، وكراهية الرذائل واستهجانها ، ويتم ذلك عن طريق ممارسة الأنشطة الثقافية بأنواعها المختلفة ، والتي تسهم في تنمية هذا الجانب الأخلاقي .

ح- إتاحة الفرصة للطلاب للانتفاع بأوقات الفراغ في اللعب الهادف، والترويح عن طريق مزاولة الهوايات التي تتناسب مع ميول الشخص وقدراته(12 : 65) .

ط- المسـاهمة في خلق الإبداع والابتكار ، نظراً للتحرر من قيود المكان ، والاستقلال والاتساع والامتداد، ويتم ذلك عن طريق الأنشطة الفنية المختلفة، وبعض جوانب النشاط الثقافي مثل: إخراج الصحف المدرسية المكتوبة والمطبوعة والمصورة .

ي- تنمية الذوق والوجدان والشعور بالجمال ، والتذوق الفني ، ويتم ذلك من خلال الخروج إلى البيئة ، وممارسة الفنون على اختلافها ، ويتم تدريب الطلاب من خلال الأنشطة الفنية على الموازنة والتحليل والنقد، وتقدير الأعمال الفنية المختلفة .

2ـ الوظائف التربوية :

تسهم الأنشطة الطلابية في توفير خبرات حسية للمعارف التي يدرسها الطلاب، حتى يزداد وضوحها وفهمها ورسوخها ، لأن الدراسة النظرية تحتاج إلى أساس واقعي ليزداد معناها ومغزاها. كما أن الخبرة الذاتية والممارسة والنشاط ييسر للطلاب تعلم الكثير من المهارات والاتجاهات التي لا يمكن أن تتحقق عن طريق الدراسة النظرية وحدها(24 : 11) .

ويمكن للأنشطة الطلابية تحقيق الوظائف التربوية التالية :

أ ـ تأكيد الجانب المعرفي بشكل تطبيقي : حيث تتيح مجالات النشاط المختلفة الفرصة للاستفادة من مجموع الخبرات التي يكتسبها الطالب بطريقة عملية ، ويتم ذلك عن طريق جماعات الأنشطة العلمية مثل : جماعة التاريخ ، والجغرافيا ، والعلوم والبيئة ، وغيرها من الجماعات .

ب ـ تهيئة مواقف تعليمية للطلاب شبيهة بمواقف الحياة ، ويترتب على ذلك استفادة الطالب مما تعلمه عن طريق المدرسة في المجتمع الخارجي، وانتقال ما تعلمه إلى حياته الواقعية . وتسهم الأنشطة بأنواعها المختلفة في تهيئة مثل هذه المواقف التعليمية .

ج ـ تدعيم المناهج الدراسية والتعمق فيها : حيث تتيح الأنشطة الفرص أمام الطلاب لاستيعابها والاستزادة من المعارف والخبرات والمهارات المتصلة بها عن طريق ممارسة الأنشطة المختلفة .

د ـ المساهمة في التقدم الدراسي للطلاب: فقد دلت نتائج بعض الدراسات أن الطـلاب الذين يمارسون نشاطاً حراً موجهاً في وقت فراغهم هم المتقدمون دراسياً(2 : 4) .

هـ- استشارة الدافعية لدى الطلاب في التعلم داخل الفصل الدراسي : فتحاول الأنشطة تحقيق مفهوم التعلم الذاتي، والتعلم المستمر، والتعلم بالنشاط، وقد يتحقق ذلك بممارسة جوانب الأنشطة المختلفة ، مثل : النشاط الفني ، والنشاط الثقافي خاصة في بعض أنواعه وهو النشاط الصحفي عن طريق تحرير الصحف المدرسية التي تعتمد على جمع المعلومات من مصادرها المختلفة .

و- المساهمة في إكساب الطلاب بعض القدرات العقلية، والأخذ بالأسلوب العلمي في التفكير، وتنمية الاتجاهات الإيجابية، والمهارات العملية،مما يساعدهم على مواجهة المواقف الجديدة ، والتعامل معها بطريقة صحيحة .

ز- دفع الملل والرتابة التي يتعرض لها العمل المدرسي اليومي ، وإضفاء جو من الترويح والتجديد والمرح والسرور على الحياة المدرسية(22 : 64) .

ويتحقق ذلك بممارسة الأنواع المختلفة من الأنشطة الرياضية، والاجتماعية، والفنية .

3ـ الوظائف الاجتماعية :

تسهم الأنشطة الطلابية في إشاعة جو من الصداقة والتعاون بين أفراد المجتمع المدرسي عامة، وبين أفراد الجماعة التي تمارس نشاطاً واحداً، خاصة والتدريب على مجال الخدمة العامة، وممارسة الديمقراطية، وتحمل المسؤولية، والثقة بالنفس، واحترام الأنظمة والقوانين ، والتوفيق بين صالح الفرد والجماعة .

ويمكن تحقيق الوظيفة الاجتماعية للأنشطة الطلابية عن طريق هذه الأهداف :

أ- إعداد التلاميذ للمواطنة السليمة وذلك بتعريفهم واجباتهم ومسؤولياتهم، ويتم ذلك من خلال ممارسة الأنشطة الاجتماعية مثل: الرحلات، والمعسكرات وغيرها ، وتعويد الطلاب الممارسة الديمقراطية للحياة من خلال تبني مواقف مشابهة لها .

ب- تأكيد النواحي الأخلاقية كالصدق والأمانة ، والسمع والطاعة ، والعمل مع الجماعة ، وتنمية ذلك لدى الطلاب وذلك عن طريق إقامة العلاقات الاجتماعية الطيبة .

ج-تنمية مهارات العمل الاجتماعي، والعمل التعاوني ، وتقوية العلاقات الاجتماعية ، ويكون ذلك من خلال تفاعل الطلاب مع بعضهم أثناء الأعمال الجماعية ، وكذلك تفاعلهم مع مدرسيهم عند الممارسة، وبعث روح التعاون الخلاق والتنافس الشريف .

د- المساهمة في تكوين الاتجاهات المرغوب فيها اجتماعياً ، وتربية الطالب على احترام القانون، ويتم ذلك من خلال إدراكه بالممارسة أن ما وضع من قوانين و أنظمة أداة لتيسير العمل لا أداة للقهر و التسلط . ويتحقق ذلك في الأعمال التي تقتضي القيادة وإصدار الأوامر مثل: الكشافة والجوالة والتدريب على بعض الألعاب الرياضية .

هـ- تأكيد القيم الإنسانية والاجتماعية لدى الطلاب ، وتدعيم روح الأسرة داخل المجتمع المدرسي ، والتعامل مع هيـئات التدريس على أساس الاحترام الواجب والتقدير .

و- تدريب الطلاب على العمل التطوعي ، وأعمال الخدمة العامة في المدرسة والبيئة المحيطة والمجتمع ، وتدريبهم على أساليب العمل الجماعي في جو تعاوني ديمقراطي .

ز- دعم اتجاهات التكيف مع الآخرين ، وإيثار المصلحة العامة على المصلحة الشخصية، والعمل على صالح الجماعة، واحترام الآخرين، والمشاركة وتحمل المسئولية(3 : 15) .

ويتم تحقيق ذلك عن طريق ممارسة بعض أنواع النشاط الاجتماعية مثل : جماعة الهلال الأحمر ، وجماعة أصدقاء السائح ، وجماعة النادي الاجتماعي المدرسي . وتحقق الأنشطة الطلابيَّة بذلك وظيفتها الاجتماعية التي تؤدي إلى تماسك المجتمع المدرسي وترابطه .

4ـ الوظائف الصحية :

تسهم بعض الأنشطة الطلابية في تحقيق الوظائف الصحية للطلاب ، والتي تعني تنشئة الطلاب تنشئة بدنية قوية وسليمة ؛ وذلك باتباع العادات الصحية السليمة ، والتخلي عن العادات السيئة التي تضر بالصحة . ويمكن تحقيق ذلك عن طريق بعض الأهداف التي تتمثل في :

أ ـ تنمية المهارات الجسمية والحركية ، وتنمية الثقافة الرياضية ، ويتم ذلك عن طريق ممارسة الألعاب الرياضية بأنواعها المختلفة .

ب- تنمية اللياقة البدنية، والاتجاهات الرياضية المرغوب فيها، والاشتراك في المباريات التي تهدف إلى مثل هذه التنمية وكذلك ممارسة الجوالة والكشافة .

ج ـ التوعية بأخطار الأمراض المختلفة ، وكيفية الوقاية منها ، والتعاون مع السلطات الصحية في الكشف عن الحالات المرضية لدى الطلاب عن طريق الجماعة الصحية في المدرسة(7 : 65) .

د ـ الاهتمام بالنظافة في المدرسة سواءً نظافة الطلاب أم مرافق المدرسة المختلفة ، واشتراك الطلاب في الجماعة الصحية .

هـ- توقيع الكشف الطبي الدوري على الطلاب للوقاية من الأمراض المعدية المختلفة .

و- التوعية بضرورة اتباع العادات الصحية في المأكل والمشرب والمذاكرة .

5 ـ الوظائف الاقتصادية :

وهذه الوظيفة وإن كانت ليست وظيفة أساسية من وظائف الأنشطة الطلابية إلا أنها تتحقق من خلال ممارسة بعض أنواع تلك الأنشطة مثل : التربية المهنية، والتدبير المنزلي ، والهـدف منها تزويد الطلاب ببعض المهارات العملية المفيدة التي تنفعهم في حياتهم المستقبلية .

ويمكن تحقيق هذه الوظيفة عن طريق ما يأتي :

أ ـ تزويد الطلاب بالمهارات الحرفية والخبرات العملية فيها ، وذلك من خلال الاشتراك في أسرة التربية المهنية ، أو التدبير والاقتصاد المنزلي للبنات .

ب ـ تدريب الطلاب على حب العمل واحترام العاملين ، وتقدير العمل اليدوي ، فالممارسة الفعلية للنشاط العلمي يوضح للطالب قيمة هذا العمل اليدوي في الإنتاج ، ومدى ارتباطه بالعلوم النظرية والتطبيقية وعدم انفصاله عنها بل إسهامه في تطويرها وتقدمها(16 : 173) .

ج ـ إعداد بعض الطلاب ممن لديهم مواهب ومهارات ليكونوا قوة عاملة منتجة في المجتمع ، وذلك عن طريق تنمية مواهبهم وصقلها من خلال ممارسة الأنشطة الفنية بأنواعها المختلفة كجماعة الصيانة والاصلاحات المدرسية .

رابعاً : أنواع الأنشطة الطلابية :

تتنوع الأنشطة الطلابية حتى تعبر عن نفسها ، وتحقق وظائفها المتعددة ، وهذا التنوع يكون وفقاً لاهتمامات الطلاب ، وطبيعة المرحلة التي يمرون بها ، والجو المدرسي ، والفلسفة السائدة في المجتمع وينبغي أن تتعدد الأنشطة أكثر في المرحلة الثانوية ؛ بحث تقوم بمراعاة احتياجات الطلاب المختلفة ، ومراعاة الفروق الفردية بينهم .

وتمارس هذه الأنشطة داخل المدرسة و خارجها ، ويكون ذلك بصورة فردية أو جماعية .

ويمكن تقسيم الأنشطة الطلابية التي ينبغي أن تمارس إلى خمسة أنشطة : ثقافية ، واجتماعية ، ورياضية ، وفنية ، وعلمية ، ويندرج تحت كل واحد منها مجموعة من المجالات والأنشطة الفرعية .

وفيما يلي عرض لأنواع هذه الأنشطة :

أ ـ الأنشـطـة الثقـافـيَّـة :

تتعدد جماعات الأنشطة الثقافية ، وتتنوع مجالاتها وأنشطتها الفرعية ؛ بهدف إكساب الطلاب مهارات وقدرات مختلفة مثل : التحدث في الإذاعة المدرسية ، والمشاركة في النشاط الصحفي عن طريق إعداد وإخراج الصحف المكتوبة والمطبوعة والمصورة وتحريرها ، وإلقاء الخطب في المناسبات المختلفة ، وكتابة الشعر والنثر ، وتوطيد الصلة المتبادلة بين المجتمع المدرسي والبيئة المحيطة من خلال دعوة المتخصصين في مجالات العمل المختلفة بغرض إلقاء المحاضرات والأحاديث النافعة والندوات الهادفة التي تعالج مشكلات البيئة المدرسية . وينبغي أن تشتمل الأنشطة الثقافيَّة على عدة جماعات فرعية ، وهي :

(1)- الجماعات الدينية :

تهدف هذه الجماعات إلى تعميق الثقافة الدينية لدى الطلاب، وإعداد القدوة الحسنة منهم ، وتنمية قيادات طلابية لها القدرة على الدعوة المستنيرة ، وخدمة القيام بالعبادات في المدرسة ، وفي المناسبات الدينية المختلفة . وينبغي أن تشمل هذه الجماعات ما يأتي :

جماعة التربية الخلقية : تهدف هذه الجماعة إلى غرس بعض القيم الخلقية والشجاعة الأدبية والروح الرياضية والولاء للجماعة ، والبعد عن الأخلاق الرذيلة ، وتقوية جانب المراقبة الداخلية عن طريق الضمير ، وتعمل على تحقيق أهدافها من خلال تشجيع الأعضاء على التعبير عن آرائهم في المواقف المختلفة، ومراقبة المباريات الرياضية ، واختزال السلوك غير الرياضي(5 : 173) .

جماعة البر والإحسان : تقوم هذه الجماعة بالمساهمة في جمع التبرعات المالية والعينية ، وحسن توزيعها على المحتاجين من الطلاب وغيرهم ، والتمرس على أعمال الإحسان إلى الآخرين بأشكال مختلفة .

جماعة المصلى :تهدف هذه الجماعة إلى أداء فريضة الصلاة داخل المدرسة، والتدريب على قراءة القرآن، وآداب الاستماع إليه ، وتنظيم المسجد وتنظيفه، ومناقشة المسائل الدينية والأخلاقية والاجتماعية في جلسات حوارية وتثقيفيَّة ووعظيَّة، وعقد لقاءات دينية مع بعض الشخصيات ذات الإلمام بالعلوم الشرعيَّة .

جماعة المسابقات والحفلات الدينيَّة : تقوم هذه الجماعة بدور تثقيفيّ هامّ ، حيث تعدّ المسابقات الدينيَّة في مجال القرآن الكريم والحديث الشريف، وفروع الدين الأخرى، والبحوث المختلفة وتعطى للفائزين فيها جوائز تشجيعيَّة وشهادات تقديريَّة .

(2)- جماعة المحاضرات والندوات والمناظرات :

تمت طباعة الخبر في: الخميس, 28-مارس-2024 الساعة: 04:01 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.sanaanews.net/news-68755.htm