صنعاء نيوز - إن المنهج الرباني الذي نزل على عبده ورسوله محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم  من الرحمن الرحيم الذي جعل الشورى مُلزمة منذ خلق السموات

الخميس, 20-فبراير-2020
صنعاء نيوز/ بقلم الشيخ عزيز بن طارش سعدان -


الأستاذ أحمد: بسم الله نبدأ درس اليوم

إن المنهج الرباني الذي نزل على عبده ورسوله محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم من الرحمن الرحيم الذي جعل الشورى مُلزمة منذ خلق السموات والأرض وجعل الإنسان خليفته فيها، إن الشورى رحمة بعبادة من جبروت الطواغيت الذين حكموا الإنسان في عصور غابرة لقوله تعالى ( اذْهَبَا إِلَىٰ فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَىٰ (43) فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَّيِّنًا لَّعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَىٰ (44) قَالَا رَبَّنَا إِنَّنَا نَخَافُ أَن يَفْرُطَ عَلَيْنَا أَوْ أَن يَطْغَىٰ (45) قَالَ لَا تَخَافَا ۖ إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَىٰ (46)فَأْتِيَاهُ فَقُولَا إِنَّا رَسُولَا رَبِّكَ فَأَرْسِلْ مَعَنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ وَلَا تُعَذِّبْهُمْ ۖ قَدْ جِئْنَاكَ بِآيَةٍ مِّن رَّبِّكَ ۖ وَالسَّلَامُ عَلَىٰ مَنِ اتَّبَعَ الْهُدَىٰ (47)إِنَّا قَدْ أُوحِيَ إِلَيْنَا أَنَّ الْعَذَابَ عَلَىٰ مَن كَذَّبَ وَتَوَلَّىٰ (48) قَالَ فَمَن رَّبُّكُمَا يَا مُوسَىٰ (49) قَالَ رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَىٰ كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَىٰ (50) قَالَ فَمَا بَالُ الْقُرُونِ الْأُولَىٰ (51))وقولة تعالى ( اذْهَبْ إِلَىٰ فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَىٰ (17) فَقُلْ هَل لَّكَ إِلَىٰ أَن تَزَكَّىٰ (18) وَأَهْدِيَكَ إِلَىٰ رَبِّكَ فَتَخْشَىٰ (19) فَأَرَاهُ الْآيَةَ الْكُبْرَىٰ (20) فَكَذَّبَ وَعَصَىٰ (21) ثُمَّ أَدْبَرَ يَسْعَىٰ (22) فَحَشَرَ فَنَادَىٰ (23) فَقَالَ أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَىٰ (24) فَأَخَذَهُ اللَّهُ نَكَالَ الْآخِرَةِ وَالْأُولَىٰ (25) إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَعِبْرَةً لِّمَن يَخْشَىٰ (26) وقوله تعالى{ إِنَّ الْمُلُوكَ إِذَا دَخَلُوا قَرْيَةً أَفْسَدُوهَا وَجَعَلُوا أَعِزَّةَ أَهْلِهَا أَذِلَّةً وَكَذَلِكَ يَفْعَلُونَ }) ( قال ابن عباس أي إذا دخلوا بلداً عنوة أفسدوه أي خربوه وجعلوا أعزة أهلها أذلة أي وقصدوا من فيها من الولاة والجنود فأهانوهم غاية الهوان إما بالقتل أو بالأسر قال ابن عباس قالت بلقيس (إِنَّ الْمُلُوكَ إِذَا دَخَلُوا قَرْيَةً أَفْسَدُوهَا وَجَعَلُوا أَعِزَّةَ أَهْلِهَا أَذِلَّةً ۖ )قال الله عز وجل (وَكَذَٰلِكَ يَفْعَلُونَ) ولكن الشورى هي المنقذة من حكم الطواغيت في كل عصر وزمان وقد جات الشورى على لسان ملكة اليمن الذي ذكرها الله سبحانه وتعالى في القران الكريم وهي بلقيس التي شاورت قومها قائلة (يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ) أي مجلس البرلمان في عصرها والملاء أي القادة وعظماء الحكم آنذاك حيث قال الله سبحانه وتعالى واصفاً ذلك الحوار العظيم (قَالَتْ يَاَيُّهَا الْمَلَؤُا أَفْتُونِى فِى أَمْرِى مَا كُنتُ قَاطِعَةً أَمْراً حَتّى تَشْهَدُونِ) - أي تكونوا على اطلاع والقرار بيدكم - إن ذلك الحوار الذي جاء بين الملوك وكبار الأمراء قمة الشورى ولا مكان للطواغيت في هذا الكون، إن الشورى ملزمه حتى بين الزوج وزوجته من أصغر شيء إلى أكبر شيء بينهم لقوله عز وجل (ۗ فَإِنْ أَرَادَا فِصَالًا عَن تَرَاضٍ مِّنْهُمَا وَتَشَاوُرٍ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا ) وقد ترك الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم ولاية الأمر بعده لمن تولي الأمة الإسلامية من صحابته العظام وتولى الأمر بعدة أبوبكر الصديق بالبيعة المطلقة وكانت أعظم شورى وأعظم حوار في تاريخ الأمة الإسلامية في سقيفة بني ساعده، وكذلك تولى الخلفاء الراشدين ذلك الأمر بالشورى والبيعة المطلقة ولا أظن أن الصناديق في هذا العصر أصدق من تلك البيعة العادلة التي كانت في عهد الخلفاء ولكن ضاعت في عصر من العصور ودخلت الأمة الإسلامية في ظلمات لعدم تمسكهم بالشورى والعدل والعزة والكرامة لهذه الأمة وقد ضاعت على الامة العربية والاسلامية عند مقتل الخليفة الرابع وتحولت الأمة الى خُدّاماً وليس أحراراً وعليهم السمع والطاعة لطغاة الامة العربية والاسلامية، وأُلغيت مبادئ الشورى التي جاء بها نبي الرحمة لتسود في المجتمع المسلم، وأخذت الأحداث في التقلبات حتى وصل طغاة العصر إلى قيادة البلدان العربية والإسلامية بعد مخاض عسير بين القوة السياسية في الحربين العالميتين الأولى وثانية ووقعت الأمة العربية والإسلامية تحت الاستعمار المباشر لفترة من الزمن وفق اتفاقية سايكس بيكو والأن نحن تحت الاستعمار وعملاه، ان تسلط الغرب والشرق الذين لديهم حماة لمصالحهم من أبناء الأمة العربية والإسلامية وبذلك الغرب والشرق سلبوا الحرية منا التي منحنا إياها رب الكون. وهناك ترابط وتشابك للذين يستقرون بالخارج الذين يريدون أن يعيدوا الظلم والاستبداد كما كان في الاستعمار المباشر وفصل القمة عن القاعدة وهذا ما يخطط له الاستعمار وأعداء الأمة العربية والإسلامية. إن الشورى في الإسلام هي أساس الحكم ولولا ذلك لم يكن لهذا الدين أن يصمد طوال أربعة عشر قرناً وسوف يستمر حتى قيام الساعة وعندما قُبضت روحه ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ إلى الرفيق الأعلى ترك ولاية الأمر بعده لمن تُوليه الأمة على الخلافة وتبايعه، وقد تولاها من تولاها من الخلفاء الراشدين بالبيعة العامة ولم يتركها لأحدٍ بعده إلا لمن توليه الأمة وقد كان يقول الخليفة أعينوني على ذلك بخير وإذا عصيت الله فلا طاعة لي عليكم أي في حالة خروجه عن مبادئ الإسلام التي علمهم إياها رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم. وكانوا يخشون أن يُصيب أي من مخلوقات الله على وجه الأرض أذى أو أن تتعثر دابة في الطريق فيحاسبهم الله عليها، ذلك ما علمنا التاريخ وفي وقتنا الذي نعيشه الأن نريد أن يُطبق علينا الحكم الإسلامي ونحن والحمد لله ليس لدينا أي ديانات غير الإسلام وإذا وجدت فهي أقلية قليلة جداً لا تعد وعلينا أن نُذّكر بالمنهج الرباني (فَذَكِّرْ إِن نَّفَعَتِ الذِّكْرَىٰ (9)) ولعلها عبرة لمن اعتبر للذين لا يخافون الله ولم يمشوا على المنهج الرباني بقوله تعالى (وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَىٰ (40) فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَىٰ (41)يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا (42) فِيمَ أَنتَ مِن ذِكْرَاهَا (43) إِلَىٰ رَبِّكَ مُنتَهَاهَا (44) إِنَّمَا أَنتَ مُنذِرُ مَن يَخْشَاهَا (45)كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَهَا لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا عَشِيَّةً أَوْ ضُحَاهَا (46))



الأستاذ أحمد: الحمدلله انتهينا من الدرس والأن نفتح باب النقاش بين الحاضرين.

حامس: الذي فهمنا من الدرس عمل فرعون الذي جعل أهل مصر أذلة وعبيد وعلى واستكبر في الأرض وقال إنه ربهم الأعلى وأن جميع الأنهار تجري من تحته، فهكذا هم الطغاة في كل عصر ومكان وهم وجوه قبيحة ونتنة والأمة الاسلامية تحتاج إلى توجيه شامل من أجل التحرر والعزة لأبنائها ولا يكون ذلك إلا برجوع روح الإسلام التي اوصلتهم للحداثة والعزة بعون الله سبحانه وتعالى.

خالد: تطرق الأخ حامس إلى عمل فرعون وقومه ولكن أنا سوف أتحدث عن بلقيس وعدلها حيث أن بلقيس أبت أن تتخذ القرار من ذات نفسها بل أرجعت الأمر إلى قومها وشاورتهم ليدلوها إلى الصواب ولكنهم تحدثوا بلغة العزة والقوة (قَالُوا نَحْنُ أُولُو قُوَّةٍ وَأُولُو بَأْسٍ شَدِيدٍ وَالْأَمْرُ إِلَيْكِ فَانظُرِي مَاذَا تَأْمُرِينَ)، نلاحظ أن الشورى كانت سائدة بين الفرقاء في ذلك العصر.

عامر: إن درس اليوم كان فيه شيء من الوضوح عن حكام العرب وأنهم جاؤوا عن طريق الاستعمار فهم عملاء له فكيف نريدهم أن يقدموا شيء للأمة وهم خدام لأعداء الأمة.

[email protected]

بقلم الشيخ عزيز بن طارش سعدان شيخ قبلي الجوف برط ذو محمد
تمت طباعة الخبر في: السبت, 20-أبريل-2024 الساعة: 12:35 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.sanaanews.net/news-69734.htm