صنعاء نيوز - سؤال أردني بعد جولات السفير السعودي الطازج: تذكير جديد بمليارات صندوق الاستثمار.. وكواليس الساسة تتحدث عن “لعنة” وتحذّر “لتعرفوا ماذا تريد الرياض راقبوا علاقتها مع أبو ظبي”

الخميس, 20-فبراير-2020
صنعاء نيوز -

.. سؤال أردني بعد جولات السفير السعودي الطازج: تذكير جديد بمليارات صندوق الاستثمار.. وكواليس الساسة تتحدث عن “لعنة” وتحذّر “لتعرفوا ماذا تريد الرياض راقبوا علاقتها مع أبو ظبي”

برلين – “رأي اليوم” – فرح مرقه:
يذرع السفير السعودي الطازج في الأردن نايف بن السديري البلاد ومؤسساتها جيئة وذهاباً، في محاولةٍ واضحة للتغطية على غياب النشاطات الثنائية بين الرياض وعمان، فيتنقل من مكتب وزير إلى آخر ومن مؤسسة تنفيذية إلى أخرى تشريعية، ضمن نشاطات يفترض أنها خارج اختصاصه باعتباره سفيرا عادياً، ولا مهمات “فوق اعتيادية” ولا تفويض له.
رغم ذلك، يبدي المسؤولون الأردنيون ترحيبا كبيرا لوجوده في البلاد ولزياراته، والتي لا يمكن التنبؤ بأن آخرها تلك التي اجراها لمجلس الملك في البرلمان ولقائه رئيسه فيصل الفايز، والأخير أصلا شاهد على عصر التذبذب في العلاقات بين الرياض وعمان.
السفير السعودي الجديد يبدي نشاطا بكل الأحوال أكبر من نشاط سفير عادي، ورغم انه لا يحمل أي صفة “غير اعتيادية أو فوق العادة” إلا انه يلتقي وزر الداخلية وقبله وزير الإعلام أمجد العضايلة والذي له بالضرورة بكل الأحوال باع طويل بالدبلوماسية، وقبلهما رئيس الديوان الملكي يوسف العيسوي ومستشار عاهل الأردن بشر الخصاونة ورئيس مجلس الأعيان فيصل الفايز وقبلهم جميعا وزير الخارجية أيمن الصفدي.
يحصل كل ذلك بينما تئن العلاقات السعودية الأردنية تحت وطأة الجمود، ولكن السفير على ما يبدو قرر أن يذيب بعض جليدها -وإن بلقاءات دبلوماسية- خصوصا بعدما راكمه سلفه السفير الأمير خالد بن فيصل من ارث معقّد في العلاقات.
يحضر السفير أيضاً عدداً من النشاطات والتي كان منها نشاط للفايز نفسه أيضا حيث إعلان كتابه، ليغرد وبصورة شبه منفردة بأن العلاقات السعودية الأردنية في أحسن أحوالها أو أنها على الأقل تحيا مرحلة من الانتعاش، التي لا مؤشرات عليها غير النشاط الاجتماعي للسفير نفسه.
هنا قد لا يفيد التذكير بوجود صندوق استثمار سعودي أردني وأن مشاريع متعددة كان يفترض لها ان تعبره بمال سعودي وسواعد أردنية ومنذ نحو خمس سنوات على الأقل.
تزامن توقف أو جمود العلاقات الأردنية السعودية مع اطلاق الصندوق المذكور أسهم بالاساس في التندر عليه بين السياسيين في صالوناتهم باعتبار انشائه كان “لعنة” على العلاقات البينية السعودية الأردنية، والتي تتعدد الملفات المعقّدة فيها اليوم، وهنا تبدأ بالخلاف حول صفقة القرن وتداعياتها، ولا تنتهي عند أردنيين لا يزالون محتجزين في السجون السعودية دون تهم واضحة.
الخبراء في العلاقات يؤكدون ان الرياض اليوم في ازمة أصلا، وان التباين في الاجندات بينها وبين الامارات بات يشكل نوعا من الازمة الداخلية لها وجعلها تتجه لخيارات مناكفة، فالرياض وقبل يومين فقط (الثلاثاء) بدأت مجلس تنسيق اعلى مع الجزائر، في خطوة لا يمكن إخراجها من سباق الاستقطاب السعودي الاماراتي، خاصة وان أبو ظبي تستثمر بخصم الجزائر في قيادة شمال افريقيا (أي القاهرة).
بهذا المعنى يرى المراقبون ان التحركات السعودية في الأردن وعبر السفير السديري تهدف لمحاولة تأسيس حقبة مختلفة من العلاقة بين الرياض وعمان تكمن أهميتها وركيزتها الأساسية في انها تأتي بعيدا عن الامارات أولا، وثانيا توحي بانفتاح غير مشروط على عمان رغم الزيارة القطرية المرتقبة من امير الدوحة تميم بن حمد ال ثاني.
هنا بالضرورة الحديث عن 3 مليارات رأس مال الشركة العائدة لصندوق الاستثمار لا يهدف الا لتصدر عناوين الاخبار، وفق ما يراه المراقبون فالمبلغ لم يتم التعامل به ولا بمشاريعه بعد، والتي- وعلى صعيد اخر- تتطابق إلى حد كبير مع مشاريع صفقة القرن في شقها الاقتصادي.
كل جولات ونشاطات السفير السديري، لها هدف يلتقطه الخبراء في العلاقات البينية، حيث احد السديريين تحديدا يجوب بلادا يحكمها الهاشميين ويخطب ودّ السياسيين فيها. هنا التفسيرات تتضارب، بين من يراها رسالة لفتح صفحة جديدة بين السديريين والهاشميين، أو من يراها رسالة دبلوماسية تخلو من الثوابت السياسية الحقيقية، ومن يراها أخيرا “جسّ نبضٍ” سعودي ضمن محاولة استقطاب جديدة لعمان الى جانب الجزائر. هنا وفي الرأي الأخير مطالبات لا تنتهي بالحذر من “مغامرة سعودية جديدة” خاصة بعدما تركت عمان كل حمولاتها في الفترة الأخيرة في الحضن الاماراتي أصلا.
تمت طباعة الخبر في: الخميس, 28-مارس-2024 الساعة: 10:22 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.sanaanews.net/news-69735.htm