صنعاء نيوز/ بقلم : سري القدوة -
من خلال المتابعة والتحليل لنتائج الانتخابات الاسرائيلية وما عكسته تلك الانتخابات حيث تلوح في الافق ووفقا للتقديرات الاعلامية حيث تشير لعودة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى الحكم وهذا الأمر يدل على أن المجتمع الإسرائيلي يزداد يمينية وتطرفا وأن الائتلاف الذي قد يتشكل هو ائتلاف لضم الأراضي الفلسطينية وتطبيق صفقة القرن والاعتداء على الشعب الفلسطيني وبعد أن تمكن نتنياهو تحقيق تقدم بالانتخاب الإسرائيلية سارع بإعلان الحرب على الشعب الفلسطيني من خلال ما اسماه وأطلق عليه خطاب النصر ليكون بذلك أول رئيس وزراء يستمر في الحكم لمدة تزيد عن عشرين عاما ليتضح من نتائج الانتخابات الإسرائيلية فوز معسكر اليمين وبرنامجه القائم على الضم والتوسع الاستيطاني والتطهير العرقي وطرد للمواطنين والاستيلاء على الأراضي وهدم المنازل والاغتيالات وإنهاء حلم إقامة الدولة الفلسطينية وغيرها من البنود التي ظهرت بشكل واضح خلال حملته الدعائية والتي ترجمها عمليا من خلال تصريحاته العنصرية والمناهضة للعرب عندما تحدث عن ضم الأغوار والمستوطنات مستفيدا من دعم الولايات المتحدة والتي تمنح الاحتلال الضوء الأخضر لضم المزيد من الأراضي وتوسيع المستوطنات في الضفة الغربية.
ومما لا شك به بأن تلك التصريحات والمواقف التي وردت في خطاب نتنياهو والسياسات والخطوات التي سيقدم عليها في حال نجح في تشكيل الائتلاف الحكومي بعد ان كان السجن ينتظره وعدم استطاعته تشكيل الحكومة سابقا ليصبح المستفيد الاوحد من الدعم الامريكي ويمارس بشراسة اعمال القمع ضد الشعب الفلسطيني، ولولا التدخل الامريكي والدعم الذي قدمه ترامب والإعلان صراحة عن دعم مشاريع الاستيطان وتشكيل لجان امريكية اسرائيلية بهدف رسم الخرائط ضمن ما احتوته صفقة القرن الامريكية من مخططات تهدف الي مصادرة الاراضي الفلسطينية حيث ساهم هذا الدعم بشكل رئيسي في الانتصار الذي حققه، ووفر ايضا الاعلان المشترك لصفقة القرن في البيت الابيض من قبل (ترامب ونتناهو) فتح قنوات التطبيع مع بعض الدول العربية لتكريس الهيمنة لهذه السياسات المناهضة للحقوق الفلسطينية .
وفي ظل ما الت اليه الامور والتطورات لا بد من المجتمع الدولي التدخل العاجل لوقف هذا الطوفان والإسراع في الدعوة لعقد مفاوضات جادة فلسطينية إسرائيلية بإشراف دولي ومتعدد الأطراف لتحقيق السلام على أساس حل الدولتين لوقف مخطط ضم الضفة الغربية وإسقاط حل الدولتين وتقويض أية فرصة لإقامة الدولة الفلسطينية.
إن صفقة القرن هي صفقة فصلت على مقاس الاحزاب الاسرائيلية اليمنية المتطرفة وجاءت لخدمة نتنياهو وإعادة انتاج مهمات الاحتلال وفرض السيطرة الشاملة على الاراضي الفلسطينية وضم كل الاماكن الغير مأهولة بالسكان ورسم الخرائط الخاصة بصفقة القرن من قبل اللجان الامريكية الاسرائيلية على هذا الاساس وهذا يعنى شيئا واحدا ان الشعب الفلسطيني اصبح يعيش في سجن كبير ومعتقل بشكل جماعي ويخضع للاحتلال وتقييماته.
وبكل المقاييس تبقى نتائج الانتخابات الاسرائيلية هي شأن داخلي وما يهمنا فقط هو الحفاظ على الحقوق الوطنية الثابتة والمشروعة وفي مقدمتها القدس ومقدساتها، ولن نسمح لأي أحد بتصفية القضية الفلسطينية او النيل من الحقوق الفلسطينية الثابتة وخاصة حق العودة وتقرير المصير وحقوقنا بإقامة الدولة الفلسطينية والقدس عاصمتها، وان الشعب الفلسطيني سيبقى صامدا فوق ارضه متمسكا بثوابته الوطنية وسيفشل جميع المؤامرات الهادفة لتصفية قضيته الوطنية وسينتصر كما انتصر في كل المعارك التي خاضها دفاعا عن الحقوق الفلسطينية.
سفير النوايا الحسنة في فلسطين
رئيس تحرير جريدة الصباح الفلسطينية
[email protected]