صنعاء نيوز - حسن الوريث

الأحد, 05-أبريل-2020
صنعاء نيوز/ حسن الوريث -
.. كورونا بين أسواق القات وخدمة الجمهور ..

نسيت ان أخبركم أنني اتفقت مع العصفورة ان تأتي كل يوم كي أطمئن عليها وفي نفس الوقت نبحث معها عن مواضيع تهمنا حول فيروس كورونا وكيف نعمل على تعزيز الوعي المجتمعي لمواجهته وتجنيب بلادنا هذا الوباء وبالفعل فقد التزمت بالاتفاق ولم أكد اعود إلى البيت حتى كانت سبقتني وبدأت الحديث مع ابني وصديقي الصغير عبد الله وقد سمعت بعض الحوار بينهما حيث كانا يتحدثان عن وباء كورونا والإجراءات الاحترازية والقرارات التي أتخذتها الحكومة في هذا الجانب .
عندما راتني العصفورة بادرت بالسؤال اين كنت ؟ قلت لها كنت في العمل فاعادت لي السؤال .. الم تتخذ الحكومة قرار بتقليص عدد الموظفين إلى 20 بالمائة بسبب كورونا والخوف منه فلماذا لا تأخذ لك إجازة وترتاح في البيت ؟ فقلت لها .. طبيعة عملي كصحفي وإعلامي تقتضي تواجدي في العمل بشكل دائم وانا ضمن العشرين بالمائة الذين تم ابقائهم في العمل .. وعموما أخبريني عن سبب حديثك مع صديقي الصغير في موضوع كورونا ؟ قالت لي العصفورة.. اليوم مررت من بعض الشوارع في صنعاء وشاهدت سيارات الشرطة وهي تلاحق بائعي القات في الشوارع وهم يهربون منها من شارع إلى شارع وعندما يذهب أفراد الشرطة يعودون وهكذا يلعبون لعبة القط والفأر.
قلت لها لقد اقرت اللجنة العليا لمكافحة الأوبئة إغلاق أسواق القات في أمانة العاصمة ونقلها إلى أماكن خارجها بعيدا عن التجمعات في خطوة تنم عن بعض الغباء اولا على اعتبار ان الناس الذين سيتجمعون في هذه الأسواق سيعودون إلى التجمعات في المدينة وإلى اهاليهم ولن تتحقق الفائدة من نقل الأسواق لأن التجمعات ظلت كما هي وثانيا وهو الأهم ان هذا القرار لم ولن يتم تطبيقه طالما وهناك من يستغل هذه الإجراءات لابتزاز الناس اما ثالثا فالحكومة لم تدرس البدائل المناسبة لقرار نقل هذه الأسواق بشكل واقعي لكنها اتخذت القرار ورمت به إلى ملعب أمانة العاصمة التي بدورها رمت به إلى المديريات وما أدراك ما المديريات وهكذا كل واحد يرمي بالمسئولية على الآخر والمهم ان هذا القرار تبخر وانتهى ومازالت أسواق القات تعج بالمواطنين ومن يريد أن يتأكد عليه ان يذهب إلى باب السباح وبعض الشوارع التي انتقل إليها بائعي القات وسيجد كيف ان قرارات الحكومة تنتهي وتتبخر بل وهناك من يتحدى وهناك من يستغل الأمر لمزيد من الكسب .
قالت لي العصفورة أتصدق انني تجولت في أكثر شوارع العاصمة صنعاء فوجدت ان معظم أسواق القات مازالت في مكانها وبعضها زاد ازدحاما والكل يتحدى الحكومة وأمانة العاصمة اما بماله الذي يدفعه للبعض او بتساهل المسئولين وعدم قيامهم بواجباتهم وتنفيذ القرارات لحماية الناس ..قلت لها كلامك صحيح فكل شيء كما هو ولم يتغير لسببين الأول عدم دراسة القرار بكل أبعاده ومتطلباته حتى ينجح تنفيذه والثاني وجود البعض ممن يستغلون هذه القرارات الابتزاز والاستفادة وهكذا تكون قراراتنا وكأنها لم تكن .. فقالت لي العصفورة هناك شيء مهم أيضا لم يتم التطرق إليه وهو موضوع خدمة الجمهور في الوزارات والمؤسسات المختلفة والازدحام الشديد فيها .. قلت لها يبدو كلامك صحيح فمكاتب خدمات الجمهور تحتاج إلى معالجة حقيقية وليس مثل أسواق القات .. قالت لي اليوم وقبل أن احضر إليك في البيت مررت بجوار وزارة الصناعة والتجارة قلت يمكن القاك هناك فوجدت أشخاص كثير متجمعين امام أحد الموظفين وهو يقوم بتسجيلهم للدخول إلى إدارة خدمة الجمهور في الوزارة وعندما اقتربت قليلا وجدت أنهم داخل الإدارة يتجمعون حول الموظفين وقلت في نفسي لابد أن أخبرك بهذا الموضوع ربما توصل الأمر إلى المسئولين في الوزارة .. فقلت لها هل فقط هذا الأمر في وزارة الصناعة والتجارة؟ قالت في معظم الجهات التي مررت بها نفس الشيء التجمعات في ادارات خدمة الجمهور وليس هناك اي إجراءات إحترازية او تنفيذ لقرارات الحكومة .. وكان ابني وصديقي الصغير بجواري يستمع إلى العصفورة وهي تتحدث عن أسواق القات ومكاتب خدمة الجمهور .. فقال اذا لا فائدة من اي إجراءات أو قرارات إحترازية فمعظمها لا يتم تطبيقها أو تنفيذها وتظل حبر على ورق .. فردت العصفورة بقولها.. كلامك صحيح يا صديقنا الصغير فما فائدة قرارات لاتنفذ ؟ قال لها صديقي العزيز اعتقد ان على الحكومة ان تكون أكثر جدية في تنفيذ الإجراءات الاحترازية لمواجهة كورونا حتى لا يدخل إلينا من باب أسواق القات أو مكاتب خدمات الجمهور .
تمت طباعة الخبر في: الأربعاء, 24-أبريل-2024 الساعة: 08:09 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.sanaanews.net/news-70450.htm