صنعاء نيوز - معاذ الخميسي

الأربعاء, 03-يونيو-2020
صنعاء نيوز/ معاذ الخميسي -

- ليس أصعب من الوفاء في هذا الزمن الأغبر الذي اختفت فيه المروءة والشهامة وانعدم فيه الوفاء..إلا في النادر الذي يحمل في طياته ما يسر القلب ويبهج النفس في تعاملات الرجال الأوفياء..والأنقياء..ممن لم تغلبهم الدنيا..ولم تؤثر فيهم المناصب..ولا المكاسب..ولا حتى درجة الدكتوراه.!!

- الوفاء..بضاعة فاخرة للنبلاء..والحكماء..وهو فعل نبيل وجليل لا يجيده سوى المتمسكين والمتشبثين بالقيم والمبادئ..والمسكونين بالحب..والود..والنقاء والصفاء..والمعروفين بمعدنهم الأصيل..وشعورهم الجميل..وما أقلهم حين يتواجدون وخاصة في هذا الوقت الصعب..وما أجلهم عندما تشعر بهم وبدفء أحاسيسهم وصدق مواقفهم وإن باعدت بينك وبينهم المسافات..وقَلّتْ اللقاءات

- الوفاء الذي أدهشني..متصل بطبيب يسكن في داخله إنسان مختلف لا يشبهه في أحاسيسه..وطباعه
..ونبله..وحبه..وحرصه إلا القليل..ولا يحتفظ من الأطباء بمعنى الوفاء الذي يعيش في قلبه وحياته وعلاقاته بالآخرين إلا أقل بكثير..لا لشيء ولكن لأن كثير من الأطباء فرطوا بالإنسانية..وضحكوا على القسم الطبي الذي أقسموه (بيمين مغلظة) وحولوا الطب..والمرضى..إلى(مغنم) وتجارة للتكسب والتربح دون أدنى إحساس بإنسانية التعامل..وأهمية حياة الآخرين..!!

- الطبيب الإنسان..المحب..الوفي..الأصيل..النقي..
الدكتور يحيى البابلي..رئيس هيئة الأدوية..ووكيل وزارة الصحة..ومستشار الصحة(سابقاً)..وعضو المجلس الطبي اليمني..والرجل الذي لم يفرط في صداقته ولا بأخوته مع أخي الدكتور المرحوم عبدالله حمود الخميسي رائد العمل الإنساني في اليمن ومؤسس جمعية الهلال الأحمر اليمني..ونقيب الأطباء السابق..ومستشار رئاسة الجمهورية..وعضو المجلس الطبي اليمني.

- الدكتور النبيل يحيى البابلي ومعه عدد من الأطباء الأوفياء والنبلاء لم يتناسوا الزمالة والصداقة والأخوة..وظلوا على تواصل للاطمئنان على صحة أخي الدكتور عبدالله الذي تعرض لحالات مرضية خلال العامين الماضيين ٢٠١٥ و٢٠١٦م..وحين أدخل العناية المركزة في أغسطس ٢٠١٧م بعد إصابته بجلطة دماغية كان أكثر ما أسعدني في أجواء الألم التي أحاطت بنا..ذلك الوفاء النادر الذي يحمله الدكتور البابلي وهو خلال عام أو أكثر يتواصل (يومياً) تلفونياً للاطمئنان..ويأتي للزيارة مابين فترة وأخرى..وبعد أن أدخل أخي العناية كان الدكتور البابلي يفتتح صباحات أيامه بزيارته ومتابعة حالته والتحدث مع الأطباء المعالجين..وبعد أن توفاه الله مازال الإنسان يحيى البابلي يتواصل ويسأل ويطمئن

- هذا هو الوفاء الذي لاتساويه أموال الأرض..وهو الذي نحتاجه في لحظاتنا وأيامنا وحياتنا..وأفراحنا وأتراحنا..ونجاحاتنا واخفاقاتنا..وصحتنا ومرضنا..
واستقرارنا وانكساراتنا..!

- واليوم يأتي خبر وفاة رجل النبل والوفاء قاسياً ومؤلماً لندرة الرجال من أمثاله..ولأننا سنفتقد واحداً من أنبل البشر..لكنه قدر الله ومشيئته..وليس لنا إلا أن نترحم عليه ونسأل الله له الجنة..ولا حول ولا قوة إلا بالله..وإنا لله وإنا إليه راجعون
منطقة المرفقات
تمت طباعة الخبر في: الجمعة, 19-أبريل-2024 الساعة: 09:58 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.sanaanews.net/news-71254.htm