صنعاء نيوز/محمد العزيزي -

الرياضة اليمنية لها باع من الإبداع والحضور على المستوى المحلي والإقليمي منذ أربعينيات وخمسينيات القرن الماضي رغم الظروف التي مرت بها سواء على المستوى الاقتصادي أو على المستوى الثقافي، وأن توجد رياضة في مجتمع عاداته وتقاليده معقدة ومتشابكة ترفض أي سلوكيات أو أنشطة دخيلة عليه، وأيضا هو مجتمع منغلق على نفسه، ولذلك واجهت الرياضة والرياضيين عقبات وعثرات ومعارضة وصعوبات جمة في الحضور والنشأة والتطور.
وبالرغم من ذلك يظل الشاب اليمني مبدعاً بطبعه وفطناً بأدائه وفي مقدرته على تحقيق المستحيل مهما كانت الصعاب، اليوم سنتحدث عن منجز رياضي وإبداعي يمني أمام فريق انجليزي يمثل المملكة التي لا تغيب عنها الشمس.
البداية مع اللاعبين الذين واجهوا الفريق الانجليزي، واللاعبون هم: عبدالله أبوبكر حارس مرمى، صالح أبوبكر، محمد عباس إسحاق؛ محمد جمال محمد، عبدالرحيم جمال، أحمد طربوش الشرجبي، هادي بن هادي عبدالله، سلطان قاسم الصبري، عبدالله الحبيشي، عبدالكريم المرتضى (الصحفي في الجمهورية)، عبداللطيف السوداني، محمد الوتيري، لطف العمري، عزالدين المؤذن.. هؤلاء هم نجوم اليمن الذين خاضوا المباراة وفازوا على الفريق الانجليزي بنتيجة (2- صفر)، ولم يتبق من هذا الفريق على قيد الحياة غير لاعبان هما محمد الوتيري وعبدالله الحبيشي والبقية هم في ذمة الله، عليهم الرحمة جميعا.
كانت المباراة بين فريق انجليزي مع فريق يمني في الشطر الشمالي آنذاك وكانت في العام 1954م وعلى ملعب الشهداء حاليا، في مدينة تعز، وفي ختام المباراة كرم الفريقان من ولي عهد الإمام ومنح اللاعبون اليمنيون حبة جنيه ذهب لكل لاعب، وهم بالطبع لاعبو القلعة الحمراء نادي أهلي تعز أحد أهم وأقدم الأندية اليمنية بعد نادي التلال العدني أقدم الأندية اليمنية الجزيرة العربية.
الكابتن أحمد هزاع قاسم نصر أمين عام النادي الأهلي بتعز سابقا وهو واحد من الرياضيين القدامى وذاكرة رياضية يجب على وسائل الإعلام أن تستفيد منه للتوثيق عن الرياضية اليمنية، يقول عن هذا اللقاء الكروي اليمني الإنجليزي: إن المناضل الأستاذ أحمد طربوش وهو أحد مؤسسي النادي والحركة الرياضية اليمنية وأحد اللاعبين في تلك المباراة قال لهم في أحاديث ونقاشات مختلفة وكتبها أيضا في مذكراته أن الوفد البريطاني الذي جاء إلى الإمام في تعز طلب منه استلام المحميات أو السلطنات بالجنوب من البريطانيين، إلا أن الإمام رفض استلام المحميات بحجة عدم قدرته على ذلك وافتقاره للجيش والإمكانيات وبعد أن فشل الوفد البريطاني من الخروج بأي إنجاز سياسي أو بشيء من الإمام لتوطيد العلاقات، طلب الوفد إقامة مباراة بين فريق يمني وفريقهم الانجليزي وكان رد الإمام أنه لا يوجد فريق يمني.
كان المقدم الشهيد أحمد الثلايا كما يقول المرحوم طربوش حاضراً في اللقاء، فأشار على الإمام بأن الفريق هو النادي الأهلي فوافق الإمام وأقيمت المباراة بين الفريق الانجليزي والنادي الأهلي بتعز وفاز الأهلي (2 – صفر) بحضور الوفد البريطاني وجمهور غفير من المواطنين ويكون بذلك أهلي تعز هو أول ناد يمني يفوز على فريق انجليزي.
النادي الأهلي بتعز قلعة رياضية يمنية لها تاريخ عريق ومدرسة رياضية عتيقة تخرج منها كوادر ونجوم من ذهب ومر عبر هذا النادي العريق ولعب لأجله عدد من اللاعبين المتميزين الذين أبدعوا وقدموا أجمل اللحظات الكروية وذاع صيتهم في أوساط الجماهير في طول البلاد وعرضها.
كلمة حق وإنصاف لا بد منها أن الكابتن أحمد هزاع – أمين عام النادي الأهلي سابقا واحد من الشخصيات الرياضية اليمنية الهامة ويعد ذاكرة بل أرشيف في تاريخ الرياضة والرياضيين ولكل محطات ومراحل وأحداث الرياضة اليمنية، وهنا أدعو المعنيين ووزارة الشباب والرياضة إلى الاستفادة منه كمرجع رياضي ومرصد توثيقي ومعلوماتي عن التاريخ الرياضي لليمن، هي مجرد فكرة نطرحها على الجهات ذات الاختصاص لعل وعسى.