الإثنين, 03-أغسطس-2020
صنعاء نيوز - 
الغوغائيون، مصطلح يستخدم في وصف جماعة من الناس، ينظرون للأمور والأحداث، ويفسرونها بطريقة بعيدة كل البعد، عما هو حقيقي، صنعاء نيوز/ م/يحيى محمد القحطاني . -



الغوغائيون، مصطلح يستخدم في وصف جماعة من الناس، ينظرون للأمور والأحداث، ويفسرونها بطريقة بعيدة كل البعد، عما هو حقيقي، ويعملون على الدفاع عن آرائهم، بطريقة تفتقر لأبسط مقومات التفكير العقلاني، فلا يمكن أن نتصوّر أن البلدان المنكوبة، يفتقر أهلها إلى الوعي ..

لكن الذي يمكن تصوّره وإثباته، أن هذه البلدان سقطت في يد الغوغائيين، أما اﻷفراد الذين لديهم وعي، ليس أمامهم إلا البقاء في منازلهم، ومشاهدة الغوغائيين وهم يأخذون الوطن إلى المجهول، والموت الخفي يلتقط الأنفاس، عن طريق الفيروسات واﻷوبئة بشتى أنواعها، وآخرها جائحة كورونا، وإنقطاع الرواتب منذ أكثر من أربع سنوات ..

ويظل حالنا كما هو علية، فالأحزاب والجماعات بمختلف مسمياتهم وتوجهاتهم، مشغولين في عملية تقسيم الكعكة وتوظيف عناصرهم، بالرغم أننا كنا نعول عليهم نشر ثقافة التسامح والمحبة والوئام، بين أبناء المجتمع اليمني الواحد، هؤلاء الديماغوجيين، تحولوا إلى وسيلة لتقطيع، أوصال هذا الشعب وتفتيته، وزرع الأحقاد والضغينة بين صفوفه، ودفعوا باليمن إلى مهاوي الضياع والخسران ..

هؤﻻء الغوغائيون، جعلوا من اليمن دولة فاشلة، منذ سنين طويلة، فوقعت مظالم ومفاسد، أخذت مكاسب ومغانم، صودرت حقوق وحريات، صراع على السلطة، أزمات سياسية متﻻحقة، فأفقدونا الدولة الديمقراطية الناشئة، وأفقدونا الوحدة اليمنية، قاموا بتهديم كل شيئ في الدولة، من مؤسسات دستورية، ومؤسسات مجتمع مدني، أختاروا طريق القتل والدمار، بديﻻ عن التعايش والحوار والقبول باﻷخر ..

وبالتأكيد فأن ما ينفع الناس سيأتي، عندما يتنحى الغوغائيين، ويتقدم العقلاء، وتقوم الدولة المستقرة، وكما يقول التاريخ فإن الثورات في بداياتها، يلتقط زمام قيادتها الديماغوجيون، فيصعّدون ويبيعون الناس الشعارات والأحلام والأوهام، وفي النهاية يبوؤون بالفشل الذريع، ليأتي من بعدهم، من لديه القدرة على بناء الدول، وإقامة جسور العبور، إلى الدولة الديمقراطية العادلة والمستقرة ..

فلولا الغوغائيين، الذين التفوا حول هتلروهتفوا له، إلى أن أصبح زعيماً بلا منازع، لما وقعت الحرب العالمية الثانية، وسنجد الغوغائيين هم سبّب، في كل ما جرى بين المسلمين منذ1400سنة، فقد قتلوا الخليفة عمر ابن الخطاب وهوا يصلي في المسجد، وقتلوا الخليفة عثمان وهو يقرأ كتاب الله، وقتلوا الخليفة علي وهو يصلي في المسجد، وقد تستمر نتائج فعلتهم الغوغائية، إلى أن تقوم الساعة ..

فغوغائية المتسترون بالدين، سيناريو لا يتبدل في جميع الأديان والبلدان، وكذبة الصيرفة الإسلامية والاقتصاد الإسلامي، وحش متولد من الفكر السياسي السني، الذي سلوه ليدغدغوا به، عواطف المسلمين لأغراض سياسية، والمظاهرات وشعار الموت لأمريكا وإسرائيل، هي من سيوف الفكر السياسي الشيعي ..

وبالدعم اللامحدود من أمريكا وإسرائيل، ومن فرنسا وبريطانيا، بجميع أنواع اﻷسلحة، قد شجع الغوغائيين من آل سعود، وآل نهيان، ومرتزقة الداخل والخارج، بالقيام بعدوان بربري ظالم وهمجي، ضد اليمن أرض وإنسان، منذ أكثر من خمس سنوات، استخدموا صواريخ وقنابل عنقودية، وفراغية، وإنشطارية، وغيرها من القنابل والصواريخ، المحرم إستخدامها دوليا ..

قصفوا ودمروا كل شي في اليمن، مستشفيات، مدارس، وجامعات، منازل مواطنين، حتى بيوت الله من المساجد، لم تسلم من همجيتهم، قتلوا وجرحوا أكثر من مائة ألف من النساء، واﻷطفال، وكبار السن، وشردوا المﻻيين من قراهم ومدنهم، حصار ظالم على اليمنيين من الجو والبحر والبر، ارتكبوا أكثر من 60 مجزرة بشعة، يندى لها الجبين اﻹنساني ..

وعلى ضوء ما سبق، فعلينا كشعب وأمة، الدفع بإتجاه حوار، يفضي إلى أمن وسلامة اليمن واليمنيين، خير من تأجيج نار الحرب فيما بيننا، ليس لنا فيها ﻻ ناقة وﻻ جمل، ولا تثمر إلا ويلات ومآسي وثأرات فيما بيننا، وأن ندفن مع من سقطوا في معاركنا أحقادنا وثاراتنا، لأنها فؤوس تفتح لنا قبورا جديدة في المستقبل ..

وعلى كل القوى السياسية اليمنية، أن يؤمنوا بأن كل اليمنيين، شركاء في هذا الوطن، وﻻيمكن ﻷحد إقصاء أو إلغاء أحد، وأن التعصب الأعمى لا يثمر إلا الشر، وأن محاولات أية فئة متعصبة للقضاء على الآخرين، أو إخضاعهم بالقوة والتهديد، قد فشلت عبر تاريخ اليمن كله، وعليهم أن ﻻ يستبدلوا الدكتاتوريين بالغوغائيين باعتبارهم وجهان لعملة واحدة، والله من وراء القصد ..!!
تمت طباعة الخبر في: الجمعة, 29-مارس-2024 الساعة: 04:02 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.sanaanews.net/news-72344.htm