صنعاء نيوز - المصدر: صنعاء نيوز

الإثنين, 28-سبتمبر-2020
صنعاء نيوز/ م/ يحيى محمد القحطاني. -

تطل علينا مطلع اﻹسبوع القادم إطلالة غالية على قلوب جميع اليمنيين، إطلالة العيد ال 58 لثورة ال26 من سبتمبر الخالدة، عيد اليمن السعيد، الذي رسم بها اليمنين أروع معان الانتصار والشموخ والإباء، فلمثل هذا اليوم تنشرح صدور جميع اليمنين، وتسعد النفوس وتفرح القلوب، ويبتهج سرورا وطربا لهذا اليوم العظيم .

ففي فجر يوم السادس والعشرون من سبتمبر العظيم من عام 1962م، أطاحت كوكبة من أحرار اليمن، بحكم اﻹمام أحمد حميد الدين الرجعي المتخلف، الذي جعل اليمن تعيش في القرون الوسطى، ومتخلفة عن العالم بمئات السنين، وخيم عليها الثالوث الأسود "الجهل والفقر والمرض"، وظل طيلة حكمة لليمن، يعتمد على وجوده وبقائه، بالتجهيل ونشر الجهل والخرافة، ومحاربة التعليم والتنوير.

هذا المدخل أجده الأنسب لرواية جزء بسيط من فصول ثورة أنقذت شعبا وأحيت أمة، في جنوب جزيرة العرب، بعد أن دخل اليمن في عزلة وغيبوبة قسرية قرابة ألف سنة، كان حجم الأمية الألفبائية، عند قيام ثورة 26 من سبتمبر، تكاد تكون 99%، فيما قدّر عدد أطباء اليمن حينها بـ 15 طبيباً، وكلهم أجانب .

فيماكان عدد مدارس التعاليم الحكومية، لا يتجاوز عشر مدارس رئيسية، في صنعاء وتعز وحجة، وكانت اليمن بدون طرق، وﻻ مطارات، وﻻ موانئ، وﻻ جامعات، وﻻ مصانع، وﻻ مستشفيات، حتى الكهرباء لم يعرفها اليمنيين قبل الثورة، بإستثناء مولد كهربائي صغير، أهدته البعثة الروسية في الحديدة لسيف اﻹسﻻم الحسن .

وكان آلاف اليمنيين يقضون سنوياً بأبسط الأمراض، وقواتنا المسلحة تعرف بالجيش الحافي، وكل طيران اليمن هو ثلاث طائرات صغيرة "شبام وظفار وبلقيس"، خاصة باﻹمام وأفراد أسرته، وتجارتنا الخارجية هي استيراد الشموع وزيت الكيروسين، ولا شيء يدل على توجه سياسي أو إنساني جاد، لدى أسرة بني حميد الدين لبناء الدولة، والشيء الوحيد الذي كان ينتشر في كل اليمن، هو السجون والقيود الحديدية المرعبة .

وثورة ال26 من سبتمبر العظيم، كان من أنبل أهدافها وأسماها، إقامة حكم جمهوري شوروي عادل، يقوم على دعائم الديمقراطية في الحكم، والحرية في ممارسة كل الحقوق، والكفاية في الإنتاج القومي، والعدالة في توزيع الثروة، وتولي الوظائف العامة، وتكافؤ الفرص أمام جميع المواطنين، دون تميز بينهم على أي أساس، عرقي، أو مذهبي، أو مناطقي، أو سﻻلي، أو طائفي .

إﻵ أن ثورة 26 من سبتمبر عانت من التقرح واﻹندمال، دمار وهدم وتشويه لكل جميل أنتجته، نمت مراكز قوى فاسدة، وحكمت أحزاب سياسية عقيمة، فالقوي يأكل الضعيف، والفساد المالي واﻹداري أنتشرفي كل مرافق الدولة، المساواة بين اليمنيين انعدمت، العدالة ضاعت، مواجهة عدوان همجي سعودي إماراتي من البر والبحر والجو، وحصار كامل منذ أكثر من 2000 يوم .

قتلوا وجرحوا عشرات اﻷﻻف من اﻷطفال والنساء، وهدموا البنية التحتية لليمن، فقامت حركات تصحيحية سابقة وثورات تغييرية جديدة، ﻹنقاذ مسار الثورة وتنفيذ أهدافها الستة، وبالتأكيد سنكون جميعا سند وعون، لمن يعيد مسار ثورة 26 من سبتمبر، إلى الطريق الصحيح، وتنفيذ أهدافها ومبادئها كائنا من كان .

ومع ذلك سيظل عيد ال 26من سبتمبر، يبعث فينا جمال الحدث، ويعتبريوم ولد فيه اليمن من جديد، وفيه أشرقت أرض السعيدة بنور ربها، ورأت من آياته الكبرى، من جامعات ومستشفيات ومدارس وطرقات وكهرباء، وعرف العالم أجمع بدولة اسمها اليمن .

حيث لم يعرف العالم الخارجي، عن دولة اسمها اليمن، إلا بعدما حملها إليه يوم ال 26 من سبتمبرالعظيم، الذي جعل العالم ينظر ماذا تخبئ هذه الأرض في ثناياها، وكانت "ثورة 26 سبتمبر"، رحماً تخلق في داخلها، أبطال ثورة 14من أكتوبر المجيدة، الذين حرروا جنوب اليمن وأجبروا الاحتلال البريطاني على المغادرة، وأصبح اسم "سبتمبر" قرينا لكل جميل في اليمن .

فمرحبا بعيد ال 26 من سبتمبر عيدالأحرار، ومرحبا عيدنا المجيد، أنه عيد بلون أخر، بنكهة الدولة المدنية الحديثة، دولة النظام والقانون والمساواة، فهنيئا ليمننا السعيد يمن الإيمان والحكمة، يمن القوة والبأس الشديد، وكل عام ويمن الثورة والعزة والحرية والإباء والتاريخ والحضارة بألف خير .

وستبقى ثورة ال26 من سبتمبر من عام 1962م، شعلة ًمشعة ًبالنور، ونجم يهتدي به كل الثوار والأحرار، لبناء دولة اليمن الحديثة، ذات سيادة وحرية واستقلال، دولة المؤسسات والعدالة والديمقراطية والحقوق والحريات، دولة واحدة من صعدة حتى سقطرى، ومن المهرة حتى الحديدة، وسيبقى علم الجمهورية اليمنية يرفرف فوق جبالها، وكل ذرة رمل من ترابها الطاهر، عاش اليمن حرا أبيا، والعار للخونة والعملاء، والله من وراء القصد ..!!
تمت طباعة الخبر في: الجمعة, 29-مارس-2024 الساعة: 10:51 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.sanaanews.net/news-73049.htm