صنعاء نيوز - المدير التنفيذي لمشروع السائلة الكبرى يتحدث لـ”ٹ”: استراتيجية مواجهة الاحتياجات الطارئة لحماية مدينة صنعاء ..

الأربعاء, 11-نوفمبر-2020
صنعاء نيوز/ الثورة / افتكار القاضي -
المدير التنفيذي لمشروع السائلة الكبرى يتحدث لـ”ٹ”: استراتيجية مواجهة الاحتياجات الطارئة لحماية مدينة صنعاء
الطول المنفَّذ من مشروع القناة المفتوحة حتى الآن يبلغ 30 كيلو مترا
سائلة صنعاء مشروع استراتيجي لحماية المدينة من أضرار وكوارث السيول
متنفَّس جمالي وطريق معبَّد أسهم في الحد من الاختناقات المرورية في شوارع العاصمة
■ هناك تدخلات طارئة ونسعى لاستمرار المشرع حتى يشمل العاصمة بأكملها
■ السائلة صُمِّمت لاستيعاب سيول المساحة الحضرية للمدينة وليس لمناطق تفوق مساحة صنعاء
يعد مشروع السائلة الكبرى من أهم وأكبر المشاريع الخدمية والتنموية في العاصمة صنعاء كونها تمثل المصب الرئيسي للنواقل الفرعية لمياه الأمطار المتجمعة من محيط العاصمة وشوارعها ، كقناة مفتوحة على امتداد المدينة من الجنوب إلى الشمال ، كما أسهم بشكل كبير في تحسين التنظيم العمراني والمنظر الجمالي للمدينة، من خلال إنشاء المتنزهات والمسطحات الخضراء في بعض الأجزاء منها ، وفتح نافذة كبيرة للمرور عبر مدينة صنعاء القديمة وتخفيف الضغط على الاختناقات المرورية الحاصلة في شوارع العاصمة، وكان الهدف الأول للمشروع هو حماية مدينة صنعاء التاريخية من أضرار وكوارث السيول .
“الثورة” التقت المدير التنفيذي للمشروع المهندس عارف طاهر الشجاع.. وأجرت معه الحوار التالي للحديث عن مشروع السائلة والكثير من القضايا المرتبطة به وعن الاحتياجات والتدخلات الطارئة لحماية صنعاء من أضرار السيول .. إلى التفاصيل:



ما هي الأهمية الاستراتيجية لمشروع سائلة صنعاء التي ظلت حتى عهد قريب مكانا للنفايات وبؤرة لنقل الأمراض؟
– لا شك أن مشرع السائلة يعتبر من أهم المشاريع التي تعمل على حماية صنعاء من أضرار ومخاطر السيول.. فالأمطار والسيول التي تتدفق في نطاق أمانة صنعاء ومحيطها الجنوبي من محافظة صنعاء تصب في مجرى السائلة وهذا المشروع جنَّب الشوارع العامة والفرعية والأحياء والمنشآت الكثير من المخاطر والأضرار .
وتعتبر السائلة المصب الرئيسي للنواقل الفرعية ، حيث تعمل على استقبال مياه الأمطار الآتية من خارج محيط العاصمة ، وكذا من الشوارع ، وذلك على امتداد المدينة من الجنوب إلى الشمال وهي عبارة عن قناة مفتوحة بأعراض متفاوتة من 12 إلى 24مترا ، وتستخدم في معظم مقاطعها لعبور السيارات، وتشمل أعمال تأهيل المساحات الجانبية للقناه والشوارع الموازية لــها والساحات وتحسين شبكة الخدمات وتحسين الوضع الحضري لها على امتداد السائلة وهذا الحل الإنشائي والمعماري والتخطيطي، كان سببا في حماية المدينة من السيول وأيضا يمثل طريقاً مرورياً نافذاً، من شمال المدينة وجنوبها ..كما انه أصبح لوحة فنية من خلال خلق بعض الفرص والمساحات الحضرية كمتنفس للمدينة.
كم يبلغ طول مشروع السائلة المنفذ حتى الآن والتقسيمات المرتبطة به؟
– يصل الطول المنفذ حتى الآن من شارع الخمسين حتى منطقة الروضة وما بعدها إلى ثلاثين كيلومترا، تم تنفيذه على مرحلتين: الأولى من شارع الستين -دار الرئاسة حتى الحصبة ، بتمويل من المعونة السلعية، والمرحلة الثانية من الحصبة حتى مطار صنعاء بتمويل من الصندوق العربي.
ونسعى إلى أن يمتد هذا المشرع ويستمر حتى يشمل العاصمة صنعاء بأكملها ، وكل ذلك يعتمد على التمويل الذي سيمكننا من العمل دون توقف من فترة لأخرى.
فيما يتعلق بعرض السائلة نجد أنه لم يأخذ مسارا واحداً، حيث يضيق في أماكن ويتسع في أماكن وامتدادات أخرى؟
– عرض السائلة يتغير تبعا لعدة عوامل تخطيطية وهندسية وهيدروليكية، بمعنى أنه عندما يمكن زيادة العرض وتتوفر الإمكانية ننفذ وفقا لهذا ونتحكم بارتفاع الجدران وبمعنى اشمل تحقيق السعة للتصريف تأتي من خلال تحقيق المقطع الهيدروليكي لها ،وهناك بعض الاستثناءات فرضتها ظروف المكان ،مثل بعض الأجزاء في سائلة صنعاء القديمة ،فلم نستطع التوسع أكثر مما هو عليه الآن نتيجة قرب المساكن من مجرى السيول .
ماهي الأسباب التي أدت إلى ارتفاع منسوب مياه الأمطار في الآونة الأخيرة في محيط السائلة المطلة عليها صنعاء القديمة؟
– ضيق مجرى السائلة عند العقد القديم الذي هو أشبه بعنق الزجاجة لمجرى السائلة لا يسمح إلا بمرور حجم معين من السيل وهنا نجد أن السيول ترتفع بشكل كبير قبل الجسر ليتجاوز مداخل الشوارع المؤدية للأحياء ويسبب غرق وفيضان لتلك الإحياء، مع العلم أن الجسر هذا لا يمثل التراث ولا يحمل أي قيم معمارية أو جمالية ، فهو عبارة عن كتلة من الأحجار والردم متشبعة بالرطوبة، والتي يمكن أن تسقط في أية لحظة ..وكل السكان المحيطين به يعتبرونه عبئاً على المكان بسبب الأضرار التي تحدث بسببه ،وهنا انتهز الفرصة لدعوه الأخوة بالهيئة العامة للمدن التاريخية باعتبار هذه المنشأة احد أسباب تدمير المباني التراثية واتخاذ البدائل والحلول السريعة.
وأقترح أن يتم تحديث وتطوير العقد القديم وتعديل بعض الجدران المنفذة وعمل بوابات للحماية في الشوارع المنخفضة على ضفاف السائلة وتحويل بستان العمري والهبل إلى أحواض للتحكم وتنظيم تدفق السيول.
هل المشروع يرتبط بسائلتي سواد حنش ونقم؟
– طبعا المشروع مرتبط بسائله سواد حنش التي تبدأ من جولة عصر حتى منطقة الحصبة وسائلة نقم وقناة الدائري وكل القنوات والشبكات الفرعية والثانوية بطول ٦٠ كيلومتراً وكلها مرتبطة بالسائلة.
ماذا تتضمن استراتيجية مواجهة الاحتياجات الطارئة لحماية مدينة صنعاء من أضرار السيول 2020 – 2023م؟
– تم استيعاب هذه الاستراتيجية ضمن مصفوفة مشاريع للتدخلات بحيث تتضمن تدخلات ومشاريع طارئة خلال العام الجاري، التمويل المتوفر بإجمالي 19120000 دولار ومشاريع وتدخلات غير متوفر التمويل بإجمالي يصل لأكثر من 7 ملايين دولار.
كما تتضمن الاستراتيجية تدخلات ومشاريع خلال 2021-2023م بتكلفة إجمالية تصل إلى 84 مليون دولار ولا يتوفر لها التمويل، ومن المشاريع التي تم استكمالها تنفيذ أعمال ربط القناة الرئيسية وتوسعة الحوض والربط مع القناة الرئيسية جوار كلية الزراعة ،وتحسين ورفع كفاءة قنوات التصريف المنطقة الشرقية (نقم – شارع تعز – شارع خولان ) والمنطقة الغربية ( السنينة – شارع الستين –عصر).
وإعادة تأهيل وصيانة القناة الرئيسية من شارع الخمسين حتى الحصبة.
كما تتضمن الاستراتيجية تدخلات ومشاريع متوسطة المدى خلال الأعوام 2021-2023م ومنها على سبيل المثال ،مشروع شبكة تصريف مياه الأمطار المنطقة الوسطى – الحي السياسي – والحي الصناعي – فج عطان ، ومشروع شبكة تصريف مياه الأمطار المنطقة الجنوبية )جولة الثقافة – شارع الأربعين – 22 مايو وكذا مشروع شبكة تصريف مياه المطار في المنطقة الغربية )الأكمة – شارع هائل وكذا منطقة شملان وادي شاهر ومشروع شبكة تصريف مياه الأمطار المنطقة الشرقية – الكلية الحربية ، وشبكة تصريف مياه الأمطار المنطقة الشرقية – سعوان ، وغيرها من المشاريع والتدخلات متوسطة المدى ، وتقدر التكلفة الإجمالية لهذه المشاريع التي تحتاج إلى تمويل بـ 84 مليون دولار كما أشرنا.
مشروع الإنذار المبكر.. ماذا يتضمن؟
– مشروع الإنذار المبكر يتضمن منظومة إنذار صوتي وسمعي وإشعارات عبر وسائل الاتصالات المتوفرة وغيرها من الوسائل الكفيلة بتنبيه السائقين والمستخدمين وأصحاب القرار والجهات المعنية بالحماية والسلامة والإنقاذ وكذلك يوفر مجموعه بيانات مطريه للجهات المعنية
لماذا لا توجد فرق إنقاذ خاصة تنتشر على ضفاف السائلة أثناء تدفق السيول؟
– هذه مسألة تخص الدفاع المدني ومشروع السائلة ليس سلطة تنفيذية معنية بهذه المهمة.. إدارة مشروع السائلة له صلاحيات ومهام محددة ولكن على الجهات المعنية بذلك أن تقوم بنشر فرق إنقاذ على ضفاف السائلة في موسم هطول الأمطار توخي لحدوث حالات غرق للعابرين في السائلة ومركباتهم أو تضرر منازل المواطنين القريبين من محيط السائلة
قنوات التصريف في السائلة ..هل هي كافية لتصريف مياه الأمطار؟
– عندما تكتمل ستكون كافية ولا نستطيع أن نقيِّم أداء الشبكة الداخلية وهي غير مكتملة ولم ينفذ أي مشروع جديد فيها من ١٣سنة لعدم توفر الاعتمادات الحكومية وما نقوم به من أعمال وترميم في السائلة هو بتمويل ودعم خارجي عبر الصندوق العربي للتنمية
هل التمويل الذي تعملون من خلاله يتضمن أيضا استكمال القنوات؟
– نفذنا شبكة منطقة حدة ضمن التمويل الخارجي بطول ٦كيلومترات ضمن تمويل مشروع حماية صنعاء من أضرار السيول المرحلة الخامسة وبقية الشبكة لصنعاء موجودة على الورق بانتظار الحصول على مصادر التمويل .
هل مشروع السائلة صُمِّم لاستيعاب السيول الكبيرة الآتية من خارج المدينة؟
– السائلة مدروسة ومصممة لاستيعاب السيول للمساحة الحضرية لمدينه صنعاء ..وليس لمناطق ومساحات تفوق مساحة صنعاء مرتين ..بالإضافة إلى أن المشروع لم يكتمل وكذلك لا بد من عمل منظومة خارج مدينة صنعاء للتحكم بالتدفق والسيول بما يناسب السائلة ..
ما هي الصعوبات والإشكاليات التي توجهونها في تنفيذ المشروع؟
– (ملكيه الأرض.. الخدمات العشوائية، مياه، هاتف ،كهرباء ، صرف صحي) وغيرها من الصعوبات التي تقف حجر عثرة والتي تسببت في إيقاف العمل مرارا ، فهذه المشاريع نفذت على مراحل متفاوتة بدون اعتبار لمجرى السيول في معظم حالاتها أيضا عبث المستخدمين والمجاورين لوادي السائلة والبسط على ارصفة السائلة وتحويلها إلى استخدامات تجارية وسكنية بشكل عشوائي ومشوه ..أيضا رمي القمامة في مجرى السيل وتشويه جدرانها بالكتابات والعبث فيها ..وغيرها من السلبيات والسلوكيات السيئة التي تفسد وتشوه المنظر الجمالي للسائلة.
برأيك ما هي الحلول للتغلب على هذه الإشكاليات التي تعيق استكمال هذا المشروع الحيوي وإظهاره بالشكل المطلوب؟
– هناك الكثير من الإشكاليات التي ذكرتها سابقا ولكن التغلب عليها يتطلب الأخذ بعين الاعتبار بالمقترحات التالية والتي تتمثل في عدد من النقاط منها شق الطرق الجانبية لمجرى السائلة الشمالية وإزالة المباني المخالفة وحل مشكلة استملاك الأراضي وحجزها في المناطق المقترحة لتنفيذ الحواجز المائية، العمل على إصدار تشريعات قانونية للحفاظ على مجاري السيول الطبيعية عند إعداد مخططات وحدات الجوار وتفعيل مبدا الحصاد المنزلي لمياه الأمطار للتنمية المستدامة وتطبيق مبدأ التنسيق وارتباطه بمفاهيم التخطيط والتنمية الحضرية لمدينة صنعاء في مختلف القطاعات ، وتنفيذ المرحلة الثانية لنظام الإنذار المبكر للحد من الخسائر والأضرار، والعمل على إنشاء سد الخارد للاستفادة من المياه وتغذية المياه الجوفية وتبني سياسة إعلامية للتوعية المجتمعية بمخاطر السيول وكيفية مواجهتها.
هل هناك رسالة تود توجيهها من خلال هذا اللقاء؟
– رسالتي لكل الجهات المعنية ..السيول القادمة من خارج أمانة العاصمة يجب أن يتم حجزها خارج النطاق الحضري للاستفادة منها والسماح بدخول الكميات التي تستوعبها شبكة أمطار صنعاء ومجاريها .قيادات ومسؤولو وزارة الزراعة وحوض مياه صنعاء والهيئة العامة للموارد المائية وهيئة السدود ومشاريع الحصاد وهيئة التخطيط العمراني ..كلهم معنيون بهذه المسؤولية الوطنية التي تجعل من صنعاء مدينة سكنية آمنة.
تمت طباعة الخبر في: الخميس, 25-أبريل-2024 الساعة: 07:44 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.sanaanews.net/news-73639.htm