صنعاء نيوز - 
الجهة أصبحت رأس الحربة من أجل الدفع بعجلة الاقتصاد في مختلف بقاع
العالم فالجهة أصبحت المسئول الأول

الأربعاء, 17-فبراير-2021
صنعاء نيوز/ بقلم: عمر دغوغي الإدريسي -


الجهة أصبحت رأس الحربة من أجل الدفع بعجلة الاقتصاد في مختلف بقاع
العالم فالجهة أصبحت المسئول الأول عن التنمية الاقتصادية وذلك بقوة القانون
فقد تم إعطاؤها دورا رياديا لتنظيم العمل الجماعي للجماعات الترابية الأخرى
فهي من يحضر المخطط الاقتصادي الجهوي وهي من ينسق مع الدولة عندما
يتعلق الأمر بالتخطيط على المستوى المركزي كما أن كل التشريعات تجعل من
والتنمية المستدامة مكن l’aménagement الجهة، الجهة المكلفة بتهيئة التراب
. المخطط الجهوي الذي أعطيت له طابعا توجيهيا وإلزاميا
تنظيمية على المستوى الدولي حسب الظروف التي تهيئها هذه الجهات: وجود
المشاريع ،partenariat الشراكة ،sous traitance مقاولات التعاقد من الباطن
بنية تحتية للمواصلات، يد عاملة متخصصة، ولعل هذا ،joint - venture المشتركة
بالصين Shanghai بإسبانيا أو شنغهاي Bilbao ما تمت ملاحظته في جهات كبيلباو
بالهند وبالتالي هنالك علاقة جدلية بين الجهوية الموسعة Bangalore أو بنكلور
والناجعة. الاقتصادية
في هذا الصدد نشير إلى الإجراءات التي أعلنها الوزير الأول الفرنسي في 23
فبراير 2018 لجعل الجهة أداة ناجعة لمساندة المقاولات الفرنسية،فالجهات
ستكون في قلب منظومة تشجيع المقاولات حيث يمكنهم أن يضعوا رهن إشارة
المقاولات الموجودة فوق ترابها مسارا موحدا لصادرات هذه المقاولات وآليات
مشتركة.
غير أن الدور الريادي للجهات تجاوز المحيط الجغرافي الداخلي ليشمل
فضاءات جهوية خارج الحدود وذلك في إطار تعاون اقتصادي جهوي يضم جهات
تنتمي لدول مختلفة مجاورة هذا الحيز الترابي الجهوي يأخذ منحى قويا في أوربا،
فدور الطرق البحرية وكذلك البنية التحتية الطرقية بالإضافة إلى قنوات الاتصال
المعلوماتية وغيرها تفسر هذا التعاون بين الجهات الأوربية، معاهدة مدريد
الموقعة بتاريخ 21 ماي 1980 والتي دخلت حيز التطبيق في 22 دجنبر 1981 تمت
بلورتها. بمعاهدة–إطار حول التعاون الأوربي للجماعات الترابية ولاسيما الجهات
تَجَمُّع الجهات المنتمية لدول مجاورة أصبح إذن وسيلة لِتَشَكل مراكز للنمو
ذات تشكيلات هندسية (ثلاثية أو رباعية) مختلفة تشكل مجموعات عابرة للحدود
والتي تضم جهات متقاربة من أجل تشجيع السياسات التي تركز على الاستثمار
الداخلي. والبنيات التحتية
فبالنسبة للفترة الممتدة من 2014 إلى 2020 أكثر من 10 ملايير أورو سيتم
منها 6.5 مليارات أورو interrégionale استثمارها في إطار التعاون لأقاليمي
ستخصص للجهات المجاورة للحدود. هذا سيضمن أقصى تأثير اقتصاد وسيسمح
باستعمال. فعال للاستثمارات
لكن ما تجدر الإشارة إليه هو أن التعاون بين الجهات داخل فضاء عدة
دول لا يشكل بأية حالة من الأحوال اختصاصا إضافيا للجهات التي يمكنها أن
تتعاون في إطار ما تنص عليه القوانين والأنظمة الجاري بها العمل لكل الدول
المعنية،وبالتالي فإن من واجب هذه الجهات أن تحترم التعهدات الدولية التي
التزمت بها الدول التي تنتمي لها،بالمقابل جعل المحيط الجغرافي الأوسع كمجال
للنهوض باقتصاديات هذه الجهات سيسمح لها في إطار الجهوية الموسعة أن تمارس
اختصاصاتها. وتقديم خبراتها
يمكن ملاحظته هو أن الشأن المحلي ما هو إلا استمرار للوضعية الموجودة في
أعلى هرم الدولة: فالدولة أي المركز تقوم بعملية انتشار على المستوى المحلي
من خلال مصالحها الخارجية كذلك هنالك اعتماد واتكال شبه كلي للجماعات
الترابية. على الدولة
على المستوى الإداري يلاحظ أن هنالك تجانس لهياكل وطرق عمل المصالح
الخارجية للدولة في حين أن تنظيم مصالح الجماعات الترابية وطرق عملها ليست
بنفس الانسجام المشار إليه آنفا. بالإضافة إلى ذلك تقريبا كل الدساتير بأوربا
تحتفظ للدولة باحتكار السلطة السياسية في حين أنها تحيل الجماعات الترابية
للقيام بأعمال إدارية. فالمواجهة بين الصالح العام الذي يؤول للدولة والمصلحة
المحلية المحدودة جغرافيا تجعل من عمل الأولى عملا سياسيا في حين أن ما هو
محلي يبقى محصورا في تلبية حاجيات الساكنة أو هكذا يُرَاد له حتى لا يتم
تسييس. العمل المحلي
إلا أن اكتساح الجماعات الترابية من طرف فئة عريضة من المهنيين والإداريين
ورجال التعليم بدأ يعطي وجها آخر للعمل المحلي ويسمح للحديث وبكل
مشروعية عن العلاقة الجدلية بين السياسة والإدارة على المستوى المحلي فالإدارة
المحلية أصبح بإمكانها الاعتماد إن لم يكن تحالف بينها وبين العاملين في إطار
المجتمع. المدني
هذا الفصل بين ما هو سياسي وإداري غير مطروح ببريطانيا، لأنه إلى جانب
جهاز » بالإضافة إلى « اختصاصات تشريعية » الاختصاصات الإدارية هنالك
قائم بذاته. أي أن هنالك فصل بين الاختصاصات والمستويات الشئ « تشريعي
الذي لا يمكن ملاحظته لا في النموذج الإيطالي ولا الإسباني ولا الفرنسي مما يعطي
للامركزية... يتبع البريطانية طابعها السياسي


بقلم: عمر دغوغي الإدريسي مدير مكتب صنعاء نيوز بالمملكة المغربية. omar.dghoughi1989@gmail.com https://www.facebook.com/dghoughi.idrissi.officiel/
تمت طباعة الخبر في: الجمعة, 29-مارس-2024 الساعة: 12:44 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.sanaanews.net/news-75118.htm