صنعاء نيوز - 
تعمل تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي على تحسين أداء المؤسسات وإنتاجيتها عن طريق أتمتة العمليات أو المهام التي كانت تتطلب القوة البشرية فيما مضى.

الإثنين, 20-سبتمبر-2021
صنعاء نيوز/ الدكتور عادل عامر -
الدكتور عادل عامر

تعمل تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي على تحسين أداء المؤسسات وإنتاجيتها عن طريق أتمتة العمليات أو المهام التي كانت تتطلب القوة البشرية فيما مضى. كما يمكن للذكاء الاصطناعي فهم البيانات على نطاق واسع لا يمكن لأي إنسان تحقيقه. ... معظم الشركات جعلت من علوم البيانات أولوية بالنسبة لها وما زالت تستثمر فيها بشكل كبير.

الذكاء الاصطناعي هو الحدود الجديدة للإنسانية. بمجرد عبور هذه الحدود، سيؤدي الذكاء الاصطناعي إلى شكل جديد من الحضارة الإنسانية. المبدأ التوجيهي للذكاء الاصطناعي ليس أن يصبح مستقلاً أو يحل محل الذكاء البشري. ولكن يجب علينا أن نتأكد من تطويره من خلال نهج إنساني قائم على القيم وحقوق الإنسان. نحن نواجه سؤالًا حاسمًا: ما نوع المجتمع الذي نريده غدًا؟ تفتح ثورة الذكاء الاصطناعي آفاقًا جديدة ومثيرة، لكن الاضطراب الأنثروبولوجي والاجتماعي الذي يجلبه في أعقابه يتطلب دراسة متأنية.

فرصة هائلة للتنمية المستدامة

التحولات الناشئة عن الثورة التكنولوجية، وخاصة من التطورات في الذكاء الاصطناعي، لها صلة بكل جانب من جوانب ولاية منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو). يجري بالفعل النهوض بالتعليم بعمق من قبل الذكاء الاصطناعي. لن تكون أدوات التعليم—الطريقة التي نتعلم بها ونحصل بها على المعرفة وندرب بها المعلمين—هي نفسها قريبًا. من الآن فصاعدًا، يقف اكتساب المهارات الرقمية في صميم جميع برامجنا التعليمية. علاوة على ذلك، يجب أن "نتعلم كيف نتعلم" لأن سرعة الابتكار تعمل على تغيير سوق العمل بسرعة. ،

تعتبر العلوم الإنسانية مثل التاريخ والفلسفة والأدب اليوم، أكثر من أي وقت مضى حاسمة لقدرتنا على العمل في عالمنا سريع التغير. يتم بالفعل استخدام الذكاء الاصطناعي في مجال الثقافة على نطاق واسع. على سبيل المثال، في الصور المستخدمة لإعادة بناء التراث. يتم استخدامه في العلوم أيضًا، لا سيما في برامجنا البيئية والبحث تحت الماء. تعتمد الاتصالات والمعلومات أيضًا بشكل مباشر على التقدم المحرز في الذكاء الاصطناعي، خاصة فيما يتعلق بحرية التعبير والوصول إلى المعلومات.

في حين أن الذكاء الاصطناعي يمثل أصلاً مذهلاً للتنمية المسؤولة في مجتمعاتنا، إلا أنه يثير قضايا أخلاقية كبرى. كيف يمكننا التأكد من أن الخوارزميات لا تنتهك حقوق الإنسان الأساسية من الخصوصية وسرية البيانات إلى حرية الاختيار وحرية الضمير؟ هل يمكن ضمان حرية التصرف عندما تكون رغباتنا متوقعة وموجهة؟

كيف يمكننا ضمان عدم تكرار الصور النمطية الاجتماعية والثقافية في برامج الذكاء الاصطناعي، لا سيما عندما يتعلق الأمر بالتمييز بين الجنسين؟ هل يمكن تكرار هذه الدوائر؟ هل يمكن برمجة القيم، وبواسطة من؟ كيف يمكننا ضمان المساءلة عندما تكون القرارات والإجراءات مؤتمتة بالكامل؟ كيف نتأكد من عدم حرمان أي شخص، أينما كان في العالم، من فوائد هذه التقنيات؟

كيف يمكننا ضمان تطوير الذكاء الاصطناعي بطريقة شفافة بحيث يكون للمواطنين العالميين الذين تتأثر حياتهم به رأي في تطويره؟ للإجابة على هذه الأسئلة، يجب أن نميز بين الآثار المباشرة للذكاء الاصطناعي على مجتمعاتنا، عواقبه التي نشعر بها بالفعل، وتداعياته على المدى الطويل. وهذا يتطلب أن نشكل بشكل جماعي رؤية وخطة عمل استراتيجية.

أنشأت الحكومة المصرية المجلس الوطني للذكاء الاصطناعي في نوفمبر 2019 باعتباره شراكة بين المؤسسات الحكومية والأكاديميين والممارسين البارزين من الشركات الرائدة في مجال الذكاء الاصطناعي.

يرأس وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات المجلس الوطني للذكاء الاصطناعي، الذي يعد مسؤولًا عن وضع استراتيجية الذكاء الاصطناعي وتنفيذها وإدارتها من خلال تعاون وثيق مع الخبراء والجهات المعنية.

مسؤوليات المجلس

§ وضع الاستراتيجية الوطنية للذكاء الاصطناعي

§ تحديد آليات المتابعة لتنفيذ الاستراتيجية الوطنية للذكاء

الاصطناعي بطريقة تتوافق مع أفضل الممارسات الدولية في هذا المجال

§ تحديد الأولويات الوطنية في مجال تطبيقات الذكاء الاصطناعي

§ اقتراح سياسات وطنية وتقديم توصيات ذات صلة بالأطر الفنية والقانونية والاقتصادية لتطبيقات الذكاء الاصطناعي

§ تعزيز التعاون في هذا المجال على المستويين الإقليمي والدولي، بما في ذلك تبادل أفضل الممارسات والخبرات

§ تحديد تطبيقات الذكاء الاصطناعي التي تقدم حلولًا وخدمات ذكية وآمنة ومستدامة

§ مراجعة البروتوكولات والاتفاقات الدولية في مجال الذكاء الاصطناعي

§ التوصية ببرامج بناء القدرات وتعزيز مهارات ومعارف الكوادر الوطنية

يتمثل الهدف الرئيسي للمجلس في تنسيق الجهود الوطنية ووضع استراتيجية مصر للذكاء الاصطناعي وتطوير التطبيقات المختلفة ذات الصلة بالذكاء الاصطناعي والتوصية ببرامج بناء القدرات وتعزيز مهارات ومعارف الكوادر الوطنية.

في إطار توجه الدولة بقوة نحو التحول الرقمي حيث تسعى وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات من خلال تنفيذ استراتيجية مصر الرقمية دمج واستخدام التكنولوجيات الحديثة في مختلف المعاملات الرقمية وعلى رأسها تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي

تحرص الدولة المصرية على مواكبة التطورات الحديثة في مجالات تكنولوجيا المعلومات المختلفة من خلال تسريع تبني التقنيات الناشئة وبما يساهم في تطوير مختلف القطاعات، ولذلك نحن متحمسون للغاية لدعم هذا الحدث المتخصص والهام للمساعدة في تحفيز نمو مناخ أعمال تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي في مصر." وحققت مصر تقدمًا ملحوظًا في مجال الذكاء الاصطناعي، حيث كشف تقرير مؤشر «جاهزية الحكومة للذكاء الاصطناعي» الصادر عن مؤسسة «أكسفورد إنسايت» ومركز أبحاث التنمية الدولية عن تقدم ترتيب مصر فى المؤشر العام لتصبح في المركز رقم 56 عالميًا بين 172 دولة، مقارنة بالمركز رقم 111 بين 194 دولة في عام 2019.

وتستهدف الفاعلية استكشاف سوق الذكاء الاصطناعي في مصر في ظل التحول الرقمي الذي تشهده البلاد، وبحث مدى تطبيق استراتيجيات الذكاء الاصطناعي لمجابهة التحديات الناجمة عن جائحة كورونا وكذلك مناقشة كيفية تهيئة وخلق نظام جيد وبيئة عمل ملائمة لاحتضان ونمو المشروعات التكنولوجية الناشئة.

أن الذكاء الاصطناعي يُعد أسرع التكنولوجيات تطورًا وتأثيرًا على المجتمعات ولاسيما على التكنولوجيات الأخرى نفسها وأن الشركات والجهات التي لا تسعى لتبني التكنولوجيات الحديثة والذكاء الاصطناعي لمساعدتها على الابتكار والتطور الدائم سيتلاشى دورها ومكانها في المستقبل.

ويُعد الذكاء الاصطناعي أحد أهم الأولويات على أجندة الحكومة المصرية في الوقت الحالي حيث تحسن ترتيب مصر 55 مركزًا خلال عام واحد فقط كما تبذل وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات جهودًا ضخمة للتوسع في تبنى التكنولوجيات الحديثة وتطوير البنية التحتية للاتصالات، بالإضافة إلى تهيئة البيئة التشريعية والقانونية التي تحوكم استخدامات الذكاء الاصطناعي وذلك من خلال إصدار قانون حماية البيانات الشخصية الذي ينظم العلاقة بين مالك البيانات والمستخدمين.

جدير بالذكر أنه من المتوقع أن يساهم الذكاء الاصطناعي في اقتصاد منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بحوالي 320 مليار دولار بحلول عام 2030، وبزيادة سنوية تقدر بنسبة تتراوح بين 20٪ و34٪.

الذكاء الاصطناعي الفائق أو الخارق، هو الذكاء الاصطناعي الافتراضي الذي لا يحاكي أو يفهم فقط الذكاء والسلوك البشري، ASI هو الذي تصبح فيه الآلات مدركة لذاتها وتتفوق على قدرة الذكاء والقدرة البشرية.

لطالما كان الذكاء الخارق مصدر إلهام للخيال العلمي، حيث تجتاح الروبوتات البشرية أو تقلبها أو تستعبدها، يرى مفهوم الذكاء الاصطناعي الخارق أن الذكاء الاصطناعي يتطور ليكون قريباً جداً من المشاعر والخبرات البشرية، بحيث لا يفهمها فقط، بل يثير المشاعر والاحتياجات والمعتقدات والرغبات الخاصة به.
تمت طباعة الخبر في: الجمعة, 26-أبريل-2024 الساعة: 05:56 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.sanaanews.net/news-79145.htm