صنعاء نيوز -  صديقي الطيب: انهكتنا دموع الملايين منا؛ وهدنا الترحال الذي لا ينقطع فينا؛ وباعدتنا جغرافيا الألم وصقيعنا النفسي

الخميس, 25-نوفمبر-2021
/ محمد اللوزي _ من صفحته على الفيس بوك -

صديقي الطيب: انهكتنا دموع الملايين منا؛ وهدنا الترحال الذي لا ينقطع فينا؛ وباعدتنا جغرافيا الألم وصقيعنا النفسي، وتفاهات المواقف التي لا تستقر على ما يجعل الإنسان وديا .وهاانت يا صديقي بعد كل هذا النكد الطويل ومرارات الأيام وجحافل المدججين بموتنا توشك أن تفر إلى جنونك الذي يباعد بينك وبين نكد الساسة واحتكارهم لكل ما يمت بصلة إلى الإنساني، ليبقى أسير معانيهم ومايعتقدونهم من ضياع واجب الإتباع ..صديقي الطيب جدا .دعني أسألك مالذي جعل كل هذا العبثي يطالنا؟ والعالم يترنح اويفقد توازنه ليجعلنا في حالة شرود لا ينتهي، وألم يلاحق أنفاسنا يوقعنا لفرط مجيئه في بلادةحقيقية .ودعني اسأل ؛هل كنا نستحق كل هذا الإحباط والدم والدموع وسؤ الظن وارتباك القصيدة وذبول الوقت قبل ان يجيئ ؟أسألك وأنا على يقين أنك في شدوه تام لاتحفل حتى بنفسك بين ركام الموتى الذين تحصدهم الفكرة ويدمر هم ارتيابهم من كل شيئ، وكأنهم خلقوا هكذا في حالة انجذاب إلى العدمي بلا مبالاة منقطعة النظير ;وياصديقي الخارج من وقته إلى نسغ حلم، كيف لي أن أراني فيك وقد مزقتنا سياط الخبز وفاكهة الموت المؤجل واخذتنا سنوات الجنون المحلق على رؤسنا إلى مستوى البكاء؟!.البكاء علينا؛ ممافينا ؛من طالعنا النحس ؛ من سطور تعبر عن ندم، من رفقة لم تعد تجد نفسها ؛من اصدقاءكانوا وغابوا في الزحام ؛من الزهرة التي لانطالها وتنعدم تماما من حياتناليحل بدلا عنها رائحة البارود؛ واخفاقات الحل من أجلنا .صديقي المرهق مثلي تماما، اتراني احدق في الوقت بشكله الصحيح!؟هل أجيد التأمل فيه واقرإء خيبتنا بدقة عالية ؟أم مازال هناك الكثير من التدفق الكبير للمعاناة قابل للحضور دفعة واحدة اوبترتيب ينظمه الساسة ودهاقنة الموت وأصحاب البوار الفكري .؟في كل الأحوال لا شيئ يستحق الانتظار من أجله وكل ما في الأمر أننا أمام موت مؤجل وسفر يقطع الأنفاس وملاحقة أمل لاغب لا يستطيع المجيئ أو هو مجرد بكائية على جدارية حزن.أيها النقي في صداقته أذكر أيام الولع بالقصيدة، بتفكيك معناها، بطلعها النضيد، بجماليا الصورة وعبق الوقت، واستلذ برهة من زمن كان خدعة كبرى فينا؛ أحيانا أسرف في الضحك مماكنا فيه؛ وأخرى ادخل في البكاء أصرخ من أعماقي على زمن كان فيه الإنسان قابلا للتكون وصار منهارا أمام جحافل المبندقين ولعلعة الرصاص، وخيبة الوردة من نفسها حين يغادرها الكل لتبقى يتيمة الشذى، كأننا لانستحقها فعلا .صديقي ارهقتنا المعاناة؛ غياب الانقى منا؛ مغادرة الأروع عنا ؛لنضيع في مساحات وجع وصحارى العرب التائهين في كل شيئ، إلا من إجادة الدمار الرهيب وإجهاض الحلم قبل أن يبزغ خيطه ؛ ليبقى البؤس وحده مرتعنا الوخيم .أيها الصديق تعب أنا تعب. تعب .
تمت طباعة الخبر في: الأربعاء, 24-أبريل-2024 الساعة: 11:05 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.sanaanews.net/news-80370.htm