صنعاء نيوز - بقلوب حزينة تلقينا نبأ وفاة الشاعر القومي العتيد مجاهد العشماوي"ابن النيل" في العاصمة صنعاء التي احبها

الإثنين, 06-ديسمبر-2021
صنعاءنيوز / د. عبد الحفيظ النهاري - من صفحته على الفيس -
بقلوب حزينة تلقينا نبأ وفاة الشاعر القومي العتيد مجاهد العشماوي"ابن النيل" في العاصمة صنعاء التي احبها واتخذ منها موطنه الاول، تعازينا لزوجته، ولأولاده، وللاستاذ/ إبراهيم العشماوي في طنطا، وكافة آل العشماوي في مصر.
ابن النيل قصة نضال طويلة جمعتنا به جملة المنعطفات القومية والوطنية طوال ثلاثين عاما.
نذر نفسه وشعره منذ شبابه للقضية الفلسطينية، شارك في جبهات النضال ضد إسرائيل في لبنان، وشهد الاجتياح الاسرائيلي للبنان، وكان يقص علي هول مشهد انتشال أشلاء ضحايا صبرا وشاتيلا ومشاركته في ذلك الحدث الأليم وفي مواجهة العدوان الصهيوني السافر بقيادة النافق آرييل شارون.

كان من الشباب القومي الناصري الجسورين، الذين ناهضوا اتفاقية السلام المصري مع إسرائيل، وبسبب مشاركته في مظاهرات 1977 ضد السادات، حكم عليه بالسجن، فاتجه إلى سوريا والتحق بالمقاومة الفلسطينية، وبعد انتقال القوات الفلسطينية بقيادة الزعيم ياسر عرفات إلى اليمن وتجميعها في معسكر صبرا وشاتيلا،، لحق بها المجاهد ابن النيل.
ولم تنتهي فترة الحكم الغيابي عليه الا في أواخر عهد مبارك، حيث بشرني مبتهجا بذلك، وقام بزيارة لأهله في مصر بعد اكثر من ربع قرن من الفراق والغياب.
إلا أن عودته إلى النيل لم تغره عن حياته التي ألفها و اعتادها في صنعاء، والتي تقاسمنا الكثير من تفاصيلها، حيث اصبح ابن اليمن بامتياز.
ولطالما حدثني عن عهد عبد الناصر وقراره التاريخي الخاص بالاصلاح الزراعي، وإعادة الاعتبار للمواطن المصري، وللفلاح المصري، و وتحقيق سيادته على أرضه، وتعزيز مواطنته واستقلاله وحريته وكرامته، ورفض استغلاله.
وقد تاثر كثيرا بذلك القرار لأنه كان مهندسا زراعيا، واستلم وظيفته في احد أرياف مصر الزراعية بعد تخرجه، والتصق بطبقة الفلاحين الذين يفخر بكونه واحدا منهم.
اشتهر بكتابة قصائده بالعامية المصرية، على منوال بعض شعراء العامية المصرية، بالرغم من اضطلاعه الكبير باللغة العربية، وفصاحة خطابه، و ربما كان ذلك تأكيدا على هويته المرتبطة بالأرض و بالوطن في اغترابه الطويل.

كتبنا قصائدنا معا، واقتبسنا أجواءنا الشعرية المشتركة.
كان أنيقا في حديثة وفي حياته، وفي شعره، وكان صوته الإذاعي الذي صدح به في إذاعة المقاومة الفلسطينية، وإذاعة دمشق، يدهشني ويطربني، وكان إلقاؤه للشعر مميزا، وكنت أحب ان أسمع قصائدي بصوته الشجي.
كان أديباومناضلا صلبا وجسورا، وكانت له قدره نوعية على كسب الصداقات، وإقامة علاقات نضالية وأدبية وفكرية وتقدمية عالية،.
قاسم اليمنيين افراحهم واتراحهم بروح الاندماج الكامل والهوية القومية والوطنية المشتركة. جمعتني به رفاقية طويلة، ومحطات نشاط مشترك في الحزب الاشتراكي اليمني، ثم في المؤتمر الشعبي العام، وفي جامعة صنعاء، وفي التربية والتعليم.
كان يتمتع بصحة جيدة ورشاقة خاصة ولم يشك من اي مرض مزمن، عدا مرضه الأخير بالسرطان، كما علمت.
انشغل كثيرا بمرض زوجته أم عادل وعبد الناصر، وخالد، بالسرطان، حتى توفاها الله.
وبعد ان أصبح له أحفاد من عادل وعبد الناصر، وبعد ان شب خالد، انفتح له افق حياة جديدة تتلاءم مع قلبه المتدفق بالحب، باقترانه بالفنانة التشكيلية الأنيقة سوزان، العدنية الأصل،
وباقترانه بسوزان اصبح هذا الثنائي يعرف ب"سوزانيل" ربطا بين سوزان وابن النيل.
وصارت لمسات سوزان الفنية تظهر على ملامحه وعلى حياتهما ومسكنهما الجميل.
وعاش حياة جديدة عامرة بالحب، وأصبح لنا مقيل اسبوعي منتظم، مع عدد قليل من الأحبة.
كانت تغريني طريقته الأنيقة في تعاطي القات، وحضوره المدهش في حديث المقيل، وكنا نحلق معا في سماء الشعر والادب والفن وفي السياسة أيضا.
هناك مراسلات شعرية مشتركة بيننا سانشرها لاحقا.
رحم الله الفقيد وتغشاه برحمته الواسعة.
تمت طباعة الخبر في: الخميس, 28-مارس-2024 الساعة: 12:14 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.sanaanews.net/news-80570.htm