صنعاء نيوز - إحساس كل عضو في المجتمع أنه لا يعيش لوحده بل يعيش مع الجمع، فلابد من بناء قواعد سليمة للعلاقة معهم تقوم على أسس من القيم الإنسانية تدفع بأعضاء المجتمع

الأربعاء, 22-ديسمبر-2021
صنعاء نيوز/ بقلم: عمر دغوغي الإدريسي -


إحساس كل عضو في المجتمع أنه لا يعيش لوحده بل يعيش مع الجمع، فلابد من بناء قواعد سليمة للعلاقة معهم تقوم على أسس من القيم الإنسانية تدفع بأعضاء المجتمع إلى الإندماج في بوتقة واحدة، وتخطي الحالة الفردية إلى الحالة الجماعية ويصبح الفرد منتمياً إلى المجتمع بدلا من أن يكون منتمياً إلى ذاته، يأخذ بأخلاق المجتع ويسلك سلوكه، يتغنى بأعياده ويحزن بأيامه السوداء، وهذا هو التعايش بأبهى صوره الذي يريده منا الإسلام من خلال الكثير من تعاليمه ومبادئه فقد صدع قائلاً (يا أيها الذين ءامنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين) وكان رسول الله إذا فقد الرجل من اخوانه ثلاثة أيام سأل عنه فإن كان غائباً دعا له وإن كان شاهداً زاره وإن كان مريضاً عاده.
وكان(صلى الله عليه وآله وسلم) يردد قائلا (أمرني ربي بمداراة الناس كما أمرني بأداء الفرائض وأكثر من ذلك قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): "مداراة الناس نصف الإيمان والرفق بهم نصف العيش.
فهناك فائدة كبيرة من المداراة إنه ينقذ نفسه من المخاطر التي تهدده نتيجة علاقاته الاجتماعية المتوترة: (دار الناس تأمن غوائلهم وتسلم من مكائدهم).
والدفع باتجاه التعايش هو جزء من الاستراتيجية الاجتماعية في الإسلام فعندما يقول: (ليس شيء أدعى لخيرٍ وأنجى من شر من صحبة الأخيار وكأنه يريد لهذا المجتمع أن يتحول أفراده إلى صالحين من خلال معايشته لهم المعايشة الإيجابية باقتفاء أثرهم والأخذ بأخلاقهم وسلوكهم الصالحة.
وهذا مضمون حديث الإمام الصادق(عليه السلام): اتقوا الله وكونوا بررة متحابين في الله متواصلين متراحمين. ولما كان المجتمع من حيث الغنى والفقر على درجات وطبقات وكان لابد من معايشة أضعف هذه الطبقات ضماناً للأمن الاجتماعي قال رسول الله في هذا المعنى: (تمسكنوا وأحبوا المساكين وجالسوهم وأعينوهم، تجافوا صحبة الأغنياء وارحموهم وعفوا عن أموالهم).
لأنهم الطبقة المعدومة التي تحتاج إلى المساعدة بينما تأتي التوصية بالإبتعاد عن مرافقة أهل البدع بأنهم يثيروا الفتن في المجتمع ويدفع به إلى عدم الإستقرار والأمن.
ورد عن الإمام الصادق(عليه السلام): لاتصاحبوا أهل البدع ولاتجالسوهم فتصيروا عند الناس كواحد منهم.
فالمعايشة ذات بعدين؛ بعد سلبي وهو كل ما يثير المشاكل في المجتمع وبعد إيجابي بالالتصاق بكل ما يمسك الجماعة ويجعلها كتلة متراصة واحدة والتعايش بهذا المعنى له آثار أخلاقية، فمن آثاره تحمل الآخرين والصبر على اذاهم وقبولهم قبولا حسناً في مختلف الظروف والأحوال في الأحزان والمسرات ويصرح آية الله السيد صادق الشيرازي في إحدى محاضراته: (ان التعايش هو أساس بناء المجتمع الإسلامي) ويؤكد (بأن ما يحتاجه المسلمون حتى يتقدمون هو التعايش فيما بينهم... يتبع
بقلم: عمر دغوغي الإدريسي مدير مكتب صنعاء نيوز بالمملكة المغربية[email protected] https://www.facebook.com/dghoughi.idrissi.officiel/
تمت طباعة الخبر في: الأحد, 28-أبريل-2024 الساعة: 11:41 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.sanaanews.net/news-80877.htm