صنعاء نيوز - المصدر: صنعاء نيوز

الخميس, 21-أبريل-2022
صنعاء نيوز/ نقل الصورة عادل الطشي -
صنعاء نيوز تسجل الاسبقيو .. وتنفرد بفتح ملف واحدا من ابرز واهم المعالم التاريخية والأثرية في بلادنا ..

المدرسة المنصورية العامرية بمدينة جبن .. احدى عجائب الفن المعماري اليمني الاصيل ..

تاريخ اسلامي يمني عريق ..و حضور شامخ يحاكي كل العصور .. ليروي عظمة الإنسان اليمني عبر الزمن ..

ابداع فريد .. فصارت رائعة الإنسان وتحفة الزمان .. فخامة في البناء ودقة في التفاصيل ..

ضخامة المبنى وروعة التفاصيل تسحر العقول و تسلب الالباب .. وزيارتها فخر لكل يمني ليتعرف على تاريخ حضارته و ملوك اليمن القدماء ..

عوامل الزمن حاولت النيل منها وابناء جبن يضربون اروع الامثلة في حبهم لتاريخهم وانتفاضة شعبية كبرى لترميمها والحفاظ عليها ..

اهمال الاعلام سببا في طمس تاريخنا ويتحمل مسؤولية تجهيل الشعب بآثاره ومقومات سياحته ..

تكاتف شعبي لامثيل له في اليمن من احفاد الملوك بمدينة جبن ..والتبرعات تنقذ المدرسة المنصورية من الاندثار وتعيد الحياة الى شرايينها ..


تعتبر المدرسة المنصورية العامرية بمدينة جبن واحدة من ابرز المعالم الاثرية التاريخية الاسلامية المتواجدة على ارضنا اليمنية المباركة ..

امر ببنائها السلطان عبدالوهاب بن داوود بن طاهر بن تاج الدين بن معوضة في العام 882 هجرية و تم الانتهاء من بناءها في العام887 هـ بعد عمل شاق ومضني استمر فيها خمس سنوات لإيجاد تحفة فنية معمارية اسلامية تزين مقر عاصمة الدولة الطاهرية وتكون مقرا للحكم فيها بمدينة الملوك مدينة جبن ..

وتعتبر المدرسة المنصورية اعجوبة معمارية منفردة تمتاز ببذخ النقوش والزخارف وتمثل تحفة فنية غاية في الابداع ..

تشعر عند زيارتك لها بنفس البنائين والنحاتين والمزخرفين وكأنهم تركوا ارواحهم تحرس ما ابدعوه في لمساتهم و اتقانهم لكل التفاصيل التي تبهر الناظرين ..

تعرضت مع مرور الزمن لعوامل التعرية والتي كادت ان تنال منها وتدخلها خانة التراث اليمني المنهار ولكن عزيمة الرجال من ابناء مدينة جبن من يستحقون ان نطلق عليهم لقب احفاد الملوك كانت بالمرصاد لعوامل الزمن وتصدت بكل وطينة لعوامل الزمن فتكاتفت الجهود من كل المخلصين الذين كانوا رجالا عند الشدة واظهروا معدنهم الاصيل بتحملهم مسؤولية انقاذ المدرسة المنصورية العامرية من الاندثار والدمار من خلال لجنة مجتمعية مشتركة هناك في امريكا تقوم بجمع التبرعات لتسلم لجمعية جبن الخيرية والتي بدورها تسلمها لمنظمة الايادي النقية لتقوم بتحويلها الى فرعها في صنعاء ومن ثم تودع في حساب المدرسة المنصورية لتتولى جمعية جبن التنموية مهمة التنفيذ المالي والاداري فيما تولت الهيئة العامة للاثار الاشراف على الجوانب الفنية ..

فظهرت الوطنية الحقة في تكاتف كل ابناء المنطقة عبر فتح باب التبرع لصيانة وترميم واعادة الحياة لشرايين المدرسة المنصورية العامرية التي قضى الكثيرين منهم حياته فيها .. فتجلت اروع صور الوطنية والمسؤولية من خلال المبادرات الطوعية للتبرع كل بما جادت به نفسه حتى الوصول للمبلغ المطلوب لتبدأ عملية وضع اللبنة الاولى في اعادة الحياة الى تفاصيلها عبر لجنة مشروع ترميمها والتي يرأسها ابن مدينة جبن ناصر الدرة – مدير المشاريع بجمعية جبن التنموية - الذي تحمل على عاتقه قيادة سفينة مشروع الترميم مستفيدا من ماضيه الذي قضاه كله في اروقة المدرسة المنصورية العامرية والتي جعلت منه خبيرا تاريخيا ملما بكل تفاصيلها وعلى دراية كاملة بدهاليزها ومطلعا على كل رموزها التاريخية وصار يحاكي كل اجزاء المبنى مكونا نظرة تاريخية شاملة لكل ما تحتويه ..

والتي للأسف الشديد يجهلها كل ابناء اليمن بسبب الاهمال الاعلامي لها والتي كان يجب عليه ان يجعلها في مقدمة اهتماماته لنقل الصورة الحقيقية لواحدة من ابرز معالم التاريخ الحضارة اليمنية والمتمثلة في الدولة الطاهرية وما قدمته لليمن من اثار وشواهد تدل على عظمة الانسان اليمني على مر العصور شانها شان الكثير من الموروث اليمني التاريخي المنتشر في كل بقعة من ارضنا الطاهرة ..

التقينا بالأخ ناصر الدرة وتجولنا معه في كل ارجاء المدرسة المنصورية العامرية واستمعنا منه لمعلومات تاريخية لأول مرة نتعرف عليها ونقلناها لكم في السطور القادمة والتي نتمنى ان تحقق المراد بطرح هذا المعلم التاريخي الاثري اليمني الاسلامي على طاولة الاعلام اليمني بكافة فئاته لكي تنال نصيبها من الاهتمام وتقديمها للعالم اجمع ..

ابداع الاجداد ..يسافر بنا عبر الزمن ..

ضخامة المبنى بأدواره الثلاثة والقباب والمنارة و الميضاء و الصعده والشماسي واعمدة الرخام ذي السحر الخاص بها التي بمجرد ان تلمسها وتشعر ببرودتها فتسافر روحك عبر الازمنة لتعود الى ما قبل الاسلام .. وتتخيل مدى الابداع والاتقان الذي وصل اليه الاجداد القدماء ..

ازدحام التفاصيل وكثرتها في المدرسة المنصورية ستشعرك بالذهول وخاصة بيت الصلاة بأبوابه السبعة ومشربياته في الناحية الشمالية وزخارف القباب والكتابات الجصية والمحراب وما ادراك ما المحراب .. فقد جعل منه غاية في الجمال والابداع وكأنه سيمفونية رائعة بتنسيق مذهل تداخل في التصاميم .. تجانس في التراكيب .. وانت تتقدم لتدخل في تجويف المحراب تشعر بالرهبة والدهشة وتحس بإشعاع روحي يتسلل الى اعماق روحك وعندما ترفع يديك بالتكبير يتجلجل صوتك بصدى داخل المحراب لتهتز اوتار قلبك الايمانية وبنظرة الى الواجهة الشمالية وما بها من زخارف واختام سليمانية تداخلت فيها المربعات والدوائر والمثلثات فكونت لوحدة جدارية غاية في الابهار والابداع .

تفاصيل الشماسي واعمدته الثمانية بكؤوسها وتيجانها ومشرنفاتها المكررة بإبداع وتناسق لتحيط بالشماسي من جهاته الاربعة وكأنها تيجان تجمل الصرح بظلالها اثناء حركة الشمس ..

المنارة بارتفاعها الشاهق روعي فيها التميز والانفراد فقد انتقل فيها البناء بين الشكل الرباعي الى الشكل السداسي واخيرا الدائري ..



كنز عظيم .. كاد يندثر ..وعزيمة الرجال تعيد الحياة اليه

هذا الكنز العظيم كان قد اوشك على الاندثار فتداعى ابناء مديرية جبن في المهجر والداخل للإسراع في اعمال الترميم واعادة الحياة الى روح هذا المعلم التاريخي الاسلامي اليمني العظيم وقد استشعر كل ابناء المديرية ومحبي المدرسة المنصورية واجبهم الوطني والديني والاخلاقي فتم عمل الدراسات الهندسية بواسطة الجهة المعنية والممثلة بالهيئة العامة للآثار وتم التوافق بين جمعية جبن التنموية الشريك المنفذ ومنظمة الايادي النقية وجبن الخيرية وحلقة التواصل بين الداعمين والممولين والهيئة العامة للأثار.. وقد اثمرت كل هذه الجهود والتنسيقات والترتيبات بتنظيم الجهود لتنطلق عجلة اعمال الترميم ليبدأ حلم كل ابناء المديرية في الحفاظ على اهم معلم تاريخي في المديرية والذي يعد معلما تاريخيا يمنيا عربيا اسلاميا بامتياز ..

مدرسة علمية شاملة ودارا للقضاء ..وطلابها من انحاء العالم

واشار الدرة الى انها بنيت لتكون مدرسة لتلقي العلم ولكن ليس العلم الشرعي فقط وانما ما يسمى بعلوم الكيمياء وعلوم الفلك واللغة العربية والتربية الاسلامية بكل فروعها ودار قضاء للتقاضي بين الناس ..

المدرسة المنصورية استمرت لفترة طويلة تلقي اجيالا متعددة العلم فكان ياتي طلاب العلم للالتحاق بها من العراق والمغرب ومصر واي طالب يلتحق بها ويتلقى أي علم من العلوم يطلق عليه لقب الجبني .. فلان بن فلان الدمشقي الجبني .. والحرازي الجبني .. وهكذا أي انه ينسب للمدرسة التي تعلم فيها ..

انفراد بقراءة القرآن بالسند لرسول الله

واوضح في سياق حديثه الى انه في القرن الثامن الهجري انقطع سند الاتصال الى النبي صلى الله وعليه وسلم في قراءة القران الكريم في العالم الاسلامي بكله الا هنا في المدرسة المنصورية على يد ابراهيم بن احمد الحرازي الجبني وكان الوحيد الذي كان لديه السند بالقراءة التي تمتد للنبي صلى الله عليه وسلم ..

تحفة فنية جمعت ثلاث حضارات في انجاز يماني للزمن ..

مؤكدا انها تعتبر تحفة معمارية متميزة وفريدة من نوعها الى الاراضي اليمنية حيث تداخلت فيها ثلاث مدارس انشائية وهي النمط المملوكي الموجود في مصر والنمط الاندلسي والنمط المغولي ..

والتي جاءت نتاجا طبيعيا بعد الاطلاع على تاريخ الحضارات الثلاث فتمت الاستفادة من اشياء كثيرة كانت تميز تلك الحضارات لتخرج لنا الدولة الطاهرية بهذا الرمز التاريخي الاثري الاسلامي الذي جمع فنيات وجماليات تلك الحضارات في مبنى واحد والتي جعلت منها تحفة الزمان مترجمة عظمة وروعة ابن اليمن الانسان .. التي لم تكتفي بالاعتماد على الحضارات الثلاث تلك لتشييد هذا المعلم اليماني الشامخ عبر الزمن كشموخ جبال وقلاع وحصون مدينة الملوك ..

عبقرية الانسان تحكيها الاعمدة الرخامية التي تعود للحضارة السبئية

ونلاحظ ان عبقرية الانسان آنذاك تجاوزت حدود الزمان لتصل الى الاستفادة من اثار الدولة السبئية القديمة من خلال الاعمدة الرخامية التي تم نقلها من المعابد القديمة لمملكة سبأ لتزين جدران صحن المدرسة والتي بدورها تتولى مهمة استقبال الزائرين للمدرسة كفاتحة تاريخية عند الولوج من بابها الرئيسي لتسحر العقول وتسلب الالباب بروعتها وجمالها ودقة النقوش الزخرفية الموجودة فيها والتي تحكي تاريخا يمانيا اصيلا وتتولى ايضا الاجابة على كل التساؤلات حول اصلها وجنسيتها وعمرها الذي يصل الى 3500 سنة لتحكي تفاصيل استخدام الدولة الطاهرية لها بكل جمال وابداع لتزيين هذا المعلم التاريخي ..فنجد الاجابة على لسان الاخ ناصر الدرة الذي قدم لنا معلومة تاريخية نسمعها لأول مرة والتي فسرت العمر الحقيقي لها بقوله :

هذه الاعمدة الرخامية ليست طاهرية وانما تعود للعصر السبئي وقد يتساءل الكثيرون كيف عرفنا انها سبئية ؟؟

الاجابة على هذا السؤال نعرفه من عمرها الذي يمتد الى حوالي 3500 سنة حيث نجد في احدها نقش سلسلة واسفلها جرس ومن هنا نكتشف عمرها لأنه لا يوجد في الحضارة الاسلامية اجراس ..ما يثبت انها من اعمدة المعابد القديمة للدولة السبئية ..

وقد يتساءل البعض لماذا قلنا الحضارة السبئية وليس الحميرية ؟

نجيب على هذا السؤال من خلال النقش الموجود عن رأس النسر والذي كان يعتبر رمزا للحضارة السبئية ..

ونجد في العمود المقابل نقش لرأس ثور سبئي يمتاز بعدم وجود القرن الذي امتازت به الحضارة الحميرية ..

حيث يشاهد المتأمل لهذا النقش كل تفاصيل وجه الثور ونجد اسفله نقش دائري يوضح نوعية المزروعات التي كانت موجودة في ذلك العصر ..بحيث ترمز كل نقشة الى ثمرة معينة مما كان يزرع آنذاك ترجمة للمعلومات التي لدينا ان الدولة السبئية كانت تعتمد على الزراعة بشكل وثيق ..

مميزات فريدة .. ومسميات خاصة خالدة عبر الزمن ..

منوها الى ان العمارة الاسلامية تتميز بوجود اسم خاص لكل شئ فيها .. وقد تميزت مكونات المدرسة المنصورية العامرية بتنوع كل جزء فيها مع مسماه الخاص فنجد الرواق الموجود عند باب المصلى الرئيسي من جهة الصحن الذي يحاط بمجموعة من الاعمدة الرخامية المرصوصة بهذه الطريقة المحيطة به من جميع الجهات تسمى البائكة ونرى في اعلى سقف الصحن ما يسمى بالمشرنفات وعلى يمين وشمال الداخل من باب الصرح الى الصحن نجد ما يسمى بالمكاتب او القلة ..ونجد الرواقين الشرقي والغربي يحيطان ببيت الصلاة ..

ونلاحظ في المدرسة المنصورية ان كمية الاضاءة فيها كبيرة جدا لوجود نوافذ كبيرة في جوانبها تسمح بدخول الضوء والهواء بكمية كبيرة ما يدفعك للإحساس بانها مكيفة وهي في الاصل ليس فيها أي تكييف وانما يحدث تلطيف الهواء بفعل تلك النوافذ المتقابلة شرقيا وغربيا ..وكما يشاهد الزائر للمدرسة وجود الصحن والصرح ..

فالصرح مفتوح من كل الجهات ويكون قبل البوابة الرئيسية للدخول الى صحن المسجد الذي يكون مغلقا من ثلاث جهات ومفتوحا من جهة الصرح للدخول والخروج ..

منارة بديعة .. والمقرنصات تفسر اسرار تكوين المبنى ..

وعند النظر الى المنارة نجد فيها لمسات معمارية بديعة و فنية قلما نجد نظيرا لها ..

وليس أي شئ موجود فيها اعتباطا بل لهدف معين فنجد المقرنصات وما ترمز اليه وهو ما يجهله الكثيرون ..

فالمنارة التي تحمل مقرنصة واحدة فهذا دليل على ان هذا المسجد للصلاة ..واذا وجدت الثانية فهذا المسجد للصلاة ومدرسة .. واذا شاهدت المقرنصة الثالثة فهذا المسجد للصلاة ومدرسة ودار للقضاء .. واذا وجدت المقرنصة الرابعة فهذا يعني انها دارا للسلطان ايضا ..واذا وجدت الخامسة فهي مكان لصلاة الجمعة ..

هذا كل ما يخص الجزء الخارجي من المدرسة .. والان سندخل الى بيت الصلاة لمشاهدة ما يحتويه من نقوش ابداعية وتاريخ عريق تجعل منه مفخرة تاريخية يمنية اسلامية ..

تاريخ يحكي نفسه عبر الزمن ..

عند الدخول من البوابة الرئيسية لبيت الصلاة يستقبلك العمود الموجود على يسارك والذي يحمل اسم المدرسة واسم بانيها السلطان المنصور عبد الوهاب بن داوود عز نصره .. هذه الجملة التي نجدها في كل كتابات تاريخ الدولة المملوكية والتي تكتب بنمط الخط المملوكي وهذا يقودنا لاكتشاف وجود ثلاثة انواع من الخطوط هنا في المدرسة المنصورية وهي الديواني والثالث والنسخ ..

ومما يبهر العقل ان كتابة الآيات على الجدران لم يتم بشكل اعتباطي فنجد على سبيل المثال الآيات القرآنية المنحوتة في مكان السجود بالمحراب وهي قوله تعالى يا أيها الذين امنوا اركعوا واسجدوا واعبدوا ربكم وافعلوا الخير لعلكم تفلحون ..

ظنها الجميع نقوش وزخارف .. فكشفت الابحاث انها آيات قرانيه

و نجد في حاشية المحراب قمة الابداع الزخرفي الهندسي الجميل حيث كنا نظن انها نقوش عادية ولكن بعد الفحص والتدقيق والاستعانة بالخبراء وجدنا ان هذه النقوش هي اية قرانيه بقوله تعالى انما يعمر مساجد الله من امن بالله واليوم الاخر ..

وكان هذا الجزء قد سقط من مكانه بسبب عوامل الزمن فقام مهندسو المشروع بإعادته الى مكانه بطريقة احترافية كبيرة وغير عادية ..

ومع مرور الزمن انتهت واجهة المحراب بصورة كاملة مع وجود بقايا ما كان يسمى بالمبخرة التي يوضع عليها البخور والسراج ..

كتابات السقف .. بجهد جبار تمت اعادتها كما هي ..

ونشاهد في السقف والجدران تلك الكتابات التي سقطت قد تمت اعادتها بصورتها السابقة من خلال عملية الشف والتي هي عبارة عن ورق خاص يقوم المهندسون بتثبيتها وكتابة النقوش والآيات عليها ومن ثم تأتي بعدها عملية النحت ..

وفي الاعلى اعدنا صنع القمريات مع الحمايات الخشبية لها من الخارج مع مراعاة دخول الضوء منها ..

اضاءة عصرية بنمط تاريخي ..

وعن جوانب الاضاءة في بيت الصلاة اوضح الدرة انه تمت مراعاة ان تكون الاضاءة مواكبة للجانب العصري مع الاحتفاظ بالنمط التاريخي له ..

حيث تمت مراعاة ان تكون الشبكة متكاملة لكل المبنى سواء في الداخل او الخارج و في الحديقة و الساحات الخارجية و المنارة والقباب حيث قمنا بالاستعانة بمهندس كهربائي متخصص من العاصمة صنعاء يعتبر خبيرا في الكهربائيات باليمن ..

حيث قمنا بتوفير مقومات الاضاءة بالكهرباء و ماطور احتياطي والطاقة الشمسية التي ستغطي اسقف الحمامات .. كما قمنا بربط المبنى كاملا بكاميرات المراقبة من جميع الجهات مع غرفة التحكم ..كما تم توفير شبكات مكبرات الصوت والاذاعة الداخلية ..

جديدنا العصري ..حديقة عصرية متنفسا لزوارها ونافورة خارجية

موضحا انه تم اعتماد فكرة جديدة لإضافتها لمكونات المبنى وهي انشاء حديقة في محيط المبنى لم تكن موجودة من سابق لتكون متنفسا للمصلين والجالسين بالمسجد حيث ستتزين بالأشجار والورود .. كما قمنا بتوفير شبكة ري خاصة بها باستخدام ماء وضوء المصلين وليس مياه الحمامات حيث ستقوم شبكة خاصة انشئت لهذا السبب بتدوير تلك المياه لتخزن فيما بعد وتستخدم في ري اشجار الحديقة ..

ايضا تم اعتماد فكرة ايجاد نافورة مياه في المحيط الخارجي للمبنى لمعرفتنا بمدى المنظر الجمالي الذي تضيفه نافورات المياه في أي مكان تتواجد فيه ..

غرف ارضية منهارة صارت فصولا ومتحفا ..

مبينا في سياق حديثه الى انه توجد العديد من الغرف الارضية بالدور الارضي والتي تسمى بالمنازل وللأسف الشديد كانت مليئة بالثعابين والفئران والمجاري والقوارير وكانت اشبه ما تكون الى بيوت الرعب ..

فقد قمنا بتنظيفها مع المهندسين والعمال مستخدمين الكشافات الضوئية مع جهلنا بما يمكن ان نجده فيها تحت سقوف مهددة بالانهيار في اية لحظة ..

فقمنا بصيانتها وتنظيفها واعادة صبغها بمادة الجص وصارت مهيئة تماما لاستخدامها مستقبلا كفصول دراسية او متحف خاص بالمدرسة والذي سنحرص على اقامته ليحكي تاريخ المدرسة المنصورية وما قمنا به من عملية ترميم وصيانة مع مقترح وضع صور كل من قام بعملية الترميم لكي تكون ذكرى وتوثيق لكل الفترات الزمنية ..

متحف مستقبلي يحكي تاريخ المنطقة ..

لافتا الى اعتماد فكرة جمع كل الاثار المتعلقة بالدولة الطاهرية ووضعها في المتحف التي يمتلك الاهالي بعضا منها كالدروع والسيوف والرماح والذي سيكون مقره في الدور الارضي ..هذه الاثار والاسلحة الحربية القديمة المنتشرة في اوساط المجتمع الجبني والتي اكشتفنا واحدا منها من خلال الصدفة عندما وجدنا احد الاهالي يستخدم رمحا قديما لعملية صيانة في بيته وهو لا يعرف ما هو وانه يعود للدولة الطاهرية ..

كل هذا يترجم حرصنا على جمع كل ما نستطيعه من اثار تحكي تاريخ مدينة جبن التي نعرف انها كانت مقرا للحضارة السبئية والقتبانية والحميرية وجمعها في متحف واحد سيكون قبلة للزائرين وشاهدا عصريا على تاريخ المنطقة وعظمة من سكنوها ..

اندهاش واعجاب ..

وحول بدايات فكرة الترميم وخضوعها لإشراف ومتابعة الجهات الرسمية في بلادنا اوضح الدرة انه تم التواصل مع الهيئة العامة للآثار التي كلفت لجنة من الفنيين والخبراء للنزول الى مدينة جبن والاطلاع على محتويات الملف الذي قدمناه لهم بفكرة الترميم وطريقة التنفيذ والصورة المستقبلية التي سيخرج بها المشروع بعد الانتهاء منه فلاحظنا ان اعضاء من الخبراء والفنيين قد انتابتهم الدهشة وتملكتهم كل صور الاعجاب والانبهار بكمية الاثار الموجودة وسيل المعلومات التاريخية التي تمتاز بها المنطقة والتي للأسف لم تجد من يتناولها بصورة منصفة ويقوم بنقلها للعالم والتي يتحمل مسؤولية ذلك الاعلام بكل اشكاله والذي للأسف لم يسلط الضوء على تاريخ جبن واثار جبن والملوك التي سكنت جبن ..

ختاما ..

احفاد الملوك التكاتف عنوانهم .. وحب الوطن مسؤوليتهم الكبرى..

وختاما .. لابد من الاشادة بكل ما يقوم به ابناء جبن من مشاريع تنموية والتي اثبتت حب وولاء ابناء جبن لمدينتهم وتنوعت صور خدمتهم لها وما ادراك ما هو حب جبن باختصار نفس الملوك لازال موجود فيها ..فقد قاموا بشق الطرقات وشيدوا المدارس وتكفلوا بدفع مرتبات المعلمين بعد انقطاعها وفي القطاع الصحي نجد اكثر المرضى الذين يسافروا للعلاج في الخارج على حساب ابناء جبن ونجدهم ايضا في الحركة الرياضية من خلال تنظيم دوري سنوي يجمع كل ابناء المديرية في اجمل صورة ..

واذا احتجتهم للآثار تجد ابناء جبن اول من يلبي وهم في الصدارة دائما وصلت مشاريعهم الخيرية الى كثير من المحافظات في دلالة واضحة لحب الخير المغروس في نفوسهم ..
تمت طباعة الخبر في: الجمعة, 26-أبريل-2024 الساعة: 02:22 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.sanaanews.net/news-83168.htm