صنعاء نيوز - غيداء ريناوي زعبي تعود إلى الائتلاف الحكومي بعد اجتماع استمر لساعات مع وزير الخارجية الاسرائيلي.. بينت مُحرج ووزراء حكومته “خانوه” ونتنياهو يعود من بعيد

الإثنين, 23-مايو-2022
صنعاء نيوز/ -

غزة – خاص بـ”رأي اليوم”- نادر الصفدي:


بعد مناورة سياسية أعلنت اليوم النائبة عن حزب ميرتيس غيداء ريناوي زعبي وفي ختام لقاء استمر عدة ساعات عقدته مع رئيس الوزراء بالإنابة يائير لابيد العدول عن قرارها الانشقاق عن الائتلاف الحكومي.
وقال مصدر مطلع ان قرار عضو الكنيست زعبي جاء بعد أن تلقت تعهدات من لابيد بان تقوم الحكومة بإزالة حواجز بيروقراطية بغية تسريع تطوير مشاريع في المجتمع العربي.
كما حضر القاء الوزير عيساوي فريج وعدد من رؤساء السلطات المحلية العربية.
وواجهت الحكومة الإسرائيلية برئاسة نفتالي بينيت أصعب وأخطر الاختبارات الحساسة التي قد تُهدد بقائها وقد توصلها لمرحلة الانهيار التام والتشتت، وتُعيد من جديد لإسرائيل لعبة الانتخابات المبكرة التي اعتادت عليها في السنوات الأخيرة.
الجميع داخل الحكومة الإسرائيلية “المترنحة والضعيفة” يحاول الآن إنقاذ رأسه، فمن الوزراء من يجري لقاءات سرية بعيدًا عن علم رئيس الوزراء، وآخرين يبحثون عن تحالفات جديدة قوية، فيما فضل آخرون الذهاب للمرأة التي كانت قد تسبب فعليًا بهز عرش الحكومة الإسرائيلية وانهيارها وهي الفلسطينية وعضوة الكنيست المستقيلة عن حزب “ميرتس” غيداء زعبي.
موقع ” i24news ” العبري فجر مفاجأة في وقت سابق، حين كشف عن مفاوضات مكثفة وسرية يجريها يائير لابيد، وزير الخارجية الإسرائيلي، مع “القائمة المشتركة” داخل الكنيست، دون علم رئيس الوزراء نفتالي بينيت.
وأفاد الموقع بأن رئيس حزب “يوجد مستقبل” يائير لابيد، يجري مباحثات مع عضو الكنيست، أحمد الطيبي، وأعضاء “القائمة المشتركة” للتعاون داخل الكنيست، وذلك في مقابل تمويل طرق في بلدات عربية، مؤكدًا أن الطيبي طلب 200 مليون شيكل للمشروع، حيث تدار مفاوضات بين وزارتي النقل والمالية للموافقة على طلب عضو الكنيست، وذلك دون علم نفتالي بينيت.






مصير على المحك
وجاءت مطالب الطيبي ورناوي زغبي بعد تخطيط حزب المعارضة الإسرائيلية “الليكود” لطرح مشروع حل الكنيست في بلاده، على خلفية انسحاب عضوة البرلمان من الائتلاف الحكومي، الخميس الماضي.
وفي حال إقرار حل الكنيست، سيجرى التصويت عليه بالقراءة التمهيدية، ثم يتم لاحقا التصويت بـ 3 قراءات متتالية، قبل أن يتم حل الكنيست فعليا، والدخول في مرحلة انتخابات للبرلمان الإسرائيلي (الكنيست) مرة أخرى.
ونقلت الصحيفة العبرية عن ميكي زوهار، عضو الكنيست عن حزب “الليكود” المعارض، أنه حان وقت إسقاط حكومة نفتالي بينيت.
وكانت عضو الكنيست عن حزب “ميرتس” اليساري، زعبي، قد أعلنت انسحابها من الائتلاف الحكومي في البلاد، لتصبح العضو الثالث الذي ينسحب من هذا الائتلاف، قبل ان تتراجع عن استقالتها بعد اجتماع استمر عدة ساعات مع وزير الخارجية الاسرائيلي.
وكانتت صحيفة “هآرتس” قد رسمت سيناريو جديد صباح اليوم الاحد قبي الاجتماع بين الزعبي ولابيد حين كشف مسؤول في الحكومة، عن إحراز تقدم كبير في الاتصالات لحل الأزمة بين زعبي والتحالف الحكومي برئاسة بينيت، وقال المسؤول للصحيفة العبرية، إنه بموجب الاتفاقات ليس من المتوقع أن تستقيل زعبي من الكنيست، كما أنها ستدعم التحالف.
وتجري منذ يومين، محاولات مُكثفة من قبل مركبات الحكومة الإسرائيلية، لإقناع زعبي من حزب “ميرتس”، للعدول عن قرارها الاستقالة من الحكومة.
ونوّهت صحيفة “هآرتس” إلى أنه في صلب التفاهمات بين زعبي وبين أطراف الحكومة، كانت تعهدات اقتصادية للمجتمع العربي.
ومن ضمن التفاهمات، سيتم تحويل أموال لبناء أقسام جديدة في مستشفيات الناصرة، وفقا لما ذكر المسؤول الحكومي، وأضاف المصدر أنها “تريد ‘كريديت‘ على عدة قضايا وأيضًا تريد اهتمام ولفت انتباه، إذن نعطيها، وهكذا تكون الأزمة من خلفنا”.
وفي محاولة للضغط على زعبي، تظاهر العشرات من الإسرائيليين أمام منزلها في مدينة “نوف هجليل” القريبة من مدينة الناصرة، حاملين لافتات كتبوا في بعضها “لا تفككوا حكومة التغيير” وفي أخرى “لا تعيدوا لنا نتنياهو”.






وخرجت زعبي إلى المتظاهرين، وقالت لهم: “لبيد طلب أن ألتقي به اليوم سألتقي به ظهرا. سأقابله وأسمع وأرى وأتحدث، وسنرى ما سيحدث. أعرف أهمية الديمقراطية بالنسبة لنا جميعا (..) أعدكم بأننا سنجد حلا للأزمة القائمة” على حد ما ورد بصحيفة The Times of Israel الإنجليزية اللغة اليوم.
والذي دفع زعبي للاستقالة، هو “اتخاذ رؤساء الائتلاف مواقف متشددة من قضايا هامة للمجتمع العربي، والمشاهد التي أتت من الحرم القدسي لرجال شرطة عنيفين أمام جمهور المصلين بشهر رمضان، إضافة لجنازة الصحافية شيرين أبو عاقلة، لذلك وصلت إلى استنتاج واحد: لن أستمر” طبقا لرسالة بعثت بها إلى رئيس الوزراء نفتالي بينيت حين استقالتها يوم الجمعة الماضي.
بالاستقالة أصبحت الحكومة مهددة بالسقوط بعد أن وضع تشكيلها قبل 11 شهرا بائتلاف من 8 أحزاب يمينية ووسطية وإسلامية ويسارية، نهاية لثلاثة أعوام من جمود سياسي شهدت إسرائيل خلاله 4 انتخابات. إلا أن الائتلاف كان مدعوما بأغلبية ضئيلة جدا في الكنيست، ولا تجمعها إلا الرغبة بإطاحة بنيامين نتنياهو الذي كان يواجه تهما بالرشوة والاحتيال في المحكمة.
وإذا لم يتوصل لابيد إلى حل اليوم مع زعبي، ثم صوّت 61 لحل الكنيست بجلسة الأربعاء المقبل، فإن إسرائيل قد تتجه مرة أخرى إلى انتخابات، يتوقعون أن تجري بأوائل سبتمبر المقبل، وستكون الخامسة في 40 شهرا، أو أن تتراجع غيداء عن الانشقاق إذا تمت تلبية لائحة بمطالب ستتقدم بها لفائدة المجتمع العربي، عرف منها زيادة التمويل الحكومي للمستشفى الفرنسي في مدينة الناصرة، لبناء جناح جديد فيه.
من جانبه أكد إياد حمدان، المختص في الشأن الإسرائيلي، أن حكومة نيفتالي بينت أصبحت بدون أغلبية في برلمان الاحتلال (كنيست)، وأوضح أن فرص سقوطها تتزايد أكثر فأكثر، بعد إعلان عضو الكنيست من حزب “ميرتس”، غيداء زعبي، انسحابها من الائتلاف الحاكم.
وتأتي استقالة زعبي، بعد شهر تقريبا من استقالة عضو آخر في الائتلاف الحاكم، وهي النائب عيديت سيلمان.
وعدّ المختص في الشأن الإسرائيلي، إياد حمدان، استقالة زعبي “حدثًا مفاجئًا على الساحة الحزبية الإسرائيلية، كونها يسارية”، موضحًا أن “أقطاب اليسار يرفضون عودة اليمين لسدة الحكم، بعد سعي الائتلاف الحفاظ على الحكومة، إثر استقالة عيديت سيلمان قبل نحو شهر، وهو ما فتح شهية نتنياهو للعودة للحكم”.
وبيّن أن “استقالة زعبي لا تعني سقوط الحكومة، لكن ذلك يعرضها لخطر الانهيار؛ لأن الحكومة لا تستطيع تمرير تشريعات بالكنيست وهي تعتمد على 59 عضوا، بينما المعارضة حاليا تضم 60 عضوا”.
ولفت حمدان الانتباه إلى أن “حزب ليكود اليميني سيعمل على سحب الثقة عن حكومة بينيت”، موضحًا أنه “عند حجب الثقة سيتولى يائير لابيد رئاسة الحكومة، إلى حين تشكيل حكومة جديدة يوافق عليها الكنيست حسب اتفاق بينت لابيد”.
ورأى حمدان، أن “إسرائيل ستغرق في انتخابات متتالية خلال فترات قصيرة؛ لأن من الصعب على حزب ليكود تشكيل حكومة يمينية، بسبب انقسام الأحزاب اليمينية على شخص نتنياهو، واختلاف المزاج والتناغم بين الأحزاب اليمينية”.




مفاجأة عودة نتنياهو
هذا وأظهر استطلاع للرأي نشره “راديو 103″، صباح اليوم الأحد، أن المعسكر الداعم لرئيس حزب الليكود بنيامين نتنياهو، سيحصل على 60 مقعدا، بينما ما يسمى معسكر التغيير سيحصل على 53 مقعدا دون أن يتمكن حزب “ميرتس” تجاوز نسبة الحسم، بحال أجريت انتخابات جديدة.
ويأتي إجراء هذا الاستطلاع بعد رسالة الاستقالة من الائتلاف الحكومي التي قدمتها زعبي، عن حزب “ميرتس”، وفي ظل محاولات شركاء في الائتلاف إقناعها عن التراجع عن قرارها.
وبحسب نتائج الاستطلاع، حصل المعسكر الداعم لنتنياهو على 60 مقعدا، إذ حصل الليكود على 36 مقعدا، فيما حصل تحالف “الصهيونية الدينية” على 9 مقاعد، وشاس 8 مقاعد و”يهدوت هتوراة” 7 مقاعد.
وفي الجانب الآخر من الخارطة السياسية، حصل ما يسمى “معسكر التغيير” على 53 مقعدا دون أن يتمكن ميرتس من تجاوز نسبة الحسم، وتوزعت المقاعد على النحو التالي “يش عتيد” حصل على 18 مقعدا، حزب العمل 8 مقاعد، و”كاحول لافان” 8 مقاعد، وحزب “يمينا” 6 مقاعد، و”يسرائيل بيتنو” 5 مقاعد، و”تكفا حدشاه” 4 مقاعد، والقائمة الموحدة 4 مقاعد، بينما القائمة المشتركة التي لا تنتمي إلى أي من المعسكرين حصلت على 7 مقاعد.
وأظهر استطلاع الرأي، أنه في حال التوجه إلى انتخابات مبكرة في هذه المرحلة، فإن حزب ميرتس سيدفع الثمن السياسي الأكبر، ولن يتمكن من تجاوز نسبة الحسم، كما أظهرت النتائج أنه لا يطرأ تغيير جذري على الخريطة السياسية للأحزاب ما يعني بقاء أزمة الحكم في ظل عدم وجود أغلبية لأي معسكر لتشكيل الائتلاف الحكومي.
وفي المقابل، يواصل نتنياهو مساعيه لإسقاط الحكومة، حيث يكثف جهوده لإقناع عضو الكنيست عن حزب “يمينا”، نير اورباخ ، بالانسحاب من الائتلاف الحكومي وعدم التصويت لصالحه في الكنيست ما يعني ازدياد فرص إسقاط الحكومة في التصويت على حل الكنيست وحجب الثقة المتوقع الأربعاء المقبل.
تمت طباعة الخبر في: الجمعة, 29-مارس-2024 الساعة: 08:39 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.sanaanews.net/news-83748.htm