صنعاء نيوز - في جميع دول العالم، الذين وصلوا إلى المريخ، أو في طريقهم إلية، المجتمع المدني لديهم هو مضمون الدولة الحديثة

الجمعة, 24-يونيو-2022
صنعاءنيوز / م/ يحيى محمد القحطاني -


في جميع دول العالم، الذين وصلوا إلى المريخ، أو في طريقهم إلية، المجتمع المدني لديهم هو مضمون الدولة الحديثة، والدولة الحديثة هي شكله السياسي، وهما معاً يشكلان النظام الديمقراطي العادل، الذي يعتبر الأساس في بناء (الدولة اليمنية الحديثة والديمقراطية العادلة) ..

لكن اﻷنظمة الدكتاتورية المتخلفة، في الوطن العربي بشكل عام، واليمن بشكل خاص، أدت إلى تعطيل الجانب الإبداعي لدى الفرد، وإلى تعطيل القدرة الإنتاجية للمجتمع، فأنهار المشروع الوطني المرتبط بها، بعد أن أصيبوا حكامنا، بمرض المُلْك الذي لا يَبْلَى، ولم يقبلون التنحّي عن الملك، إلا إذا أتاهم الموت ..

لذلك فلا زال الخوف على تحقيق، الدولة اليمنية العادلة قائم، والسؤال عن مستقبلها مطروح، في ظل أحزاب شمولية، وجماعات دينية، وجماعات إنفصالية، تحت مسمى (دول التحالف ( واﻹنفصال الشيطاني)، الحاكمية لله(مرجعية جماعة أهل الحل والعقد)، الحق اﻹلهي (مرجعية ألأمام الغائب )، الذين حولوا مسار الدولة اليمنية الحديثة، منذ عشرات السنين، في إتجاه اﻹنحرافات في وظائفها، والتغييب اﻹجباري للديموقراطية والعدالة اﻹجتماعية.

فغاب المشروع الوطني، وغابت الديمقراطية العادلة، وانتصرت مشاريع القوى الظلاميه، الذين يعيشون في الأرض فساداً، ونهب المال العام والخاص، وقتل النفس التي حرم الله قتلها إﻻ بالحق، منذ عام النكبة اليمنية (2011 م) ..

جميع هؤﻻء لا يجيدون من فنون السياسة، سوى التمادي في الخصومات، والتنكر للوعود، وتغليب قيم العنف والثأر، على قيم الحوار والسﻻم، وضرب الخصوم بكل السبل، المشروعة وغير المشروعة، للإنفراد بالحكم والاستحواذ، على كل مفاصل الدولة، وإقصاء ألآخرين المختلف معهم، من الحياة السياسية والوظيفية، تطبيقا لشعارهم (من لم يكن معي فهوا ضدي) ..

جميع هؤﻻء بدون إستثناء، يعتبرون الدولة المدنية الحديثة، نظام علماني يتعارض مع الدين، وجميعهم لم ولن يؤمنوا بمبادئ الديمقراطية العادلة، ولم ولن يتشبّعوا بقيَمها المُثلى، ولم ولن يقبلون بالتداوُل السلمي للسلطة، عن طريق اﻹنتخابات الحرة وصناديق اﻹقتراع، وسيظل حالنا في عهدهم، كما كان في عهد اﻷنظمة السابقه (الخطبة الخطبة والجمعة الجمعة)..

ولذلك فعلى قيادات اﻷحزاب والجماعات بمختلف مسمياتهم، الذين فقدوا مقومات بقائهم الدستوري والقانوني، وادخلوا اليمن في حرب ﻻ تبقي وﻻ تذر، اهلكت الحرث والنسل وضيعت اﻷرض واﻹنسان، أن يغادروا المشهد السياسي، فهم من صنعوا كل هذه الفوضى السياسية، ومارسوا الفساد كل بدرجته، وأوصلوا اليمن إلى هذا المنعطف الخطير .

فمن حق الشعب اليمني المكافح والصابر، أن يعيش حياة أمنة في دولة ديمقراطية عادلة، يحكمها أهل العلم والمعرفة واﻹبداع، خالية من الطائفية والمناطقية والعنصرية، ومن الفساد والفاسدين، يكون فيها الناس سواسية أمام القانون، وفي ألاختيارللوظيفة العامة، المبني على مبدأ التخصصات والقدرة والأمانة، والله من وراء القصد ..!!
تمت طباعة الخبر في: الأحد, 28-أبريل-2024 الساعة: 10:07 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.sanaanews.net/news-84342.htm