صنعاء نيوز -  وزيرة إسرائيلية طموحة نكَأت جُرح “رامون والأغوار”: شكرت المغرب وقريبة من الإمارات وأغضبت الأردن وأرهقت السّلطة الفلسطينية ولاعبت السعودية وأوامر في عمّان ورام الله بالحذر

الثلاثاء, 06-سبتمبر-2022
صنعاء نيوز/ -

رام الله- خاص بـ”رأي اليوم”:
لماذا تقدّمت وزيرة المواصلات الإسرائيلية ميراف ميخائيلي بشُكر علني لملك ومملكة المغرب بعد حادثة الازدحام الشهيرة على جسر الملك حسين في الأغوار الأردنية في شهر تموز الماضي؟
هذا سؤال يتجاهل المراقبون والمتابعون طرحه سعيا لتقليص حجم الإثارة فيما يمكن اعتباره سؤال مركزي ومفصلي على هامش كل الجدل المتدحرج ابتداء من رحلة مطار رامون الاسرائيلي الشهيرة التي أغضبت الاردن والسلطة الفلسطينية مرورا بكل التفاصيل المزعجة والإشكالية المرتبطة بفتح مفاجئ وفوري لملف الجسور والمعابر الأردنية ولاحقا بخطّة تطوير وتحسين تلك المعابر ضمن تفاعلات معركة شرسة مع الإسرائيليين تجري خلف الستارة والكواليس.
الوزيرة الإسرائيلي ميراف ميخائيلي تُشرف على ملف النقل والمواصلات ولديها فيما يبدو أصدقاء نافذون في العاصمة المغربية الرباط يحاولون مساعدتها في الصعود السياسي وتأمل هي أن تساعدهم في برمجيات التطبيع الابراهيمي التي تتخذ مع مملكة المغرب اليوم نمطا قريبا من النمط الإماراتي والبحريني.
خلف الستارة والكواليس تستعين الوزيرة الإسرائيلية بشبكة صداقاتها وعلاقاتها المغربية.
وخلف نفس الستائر والكواليس يستعين رموز التطبيع الابراهيمي المتحمسين في الرباط بالوزيرة ميراف لهدفين الأول هو الصعود بنجوميتها أكثر في المرحلة اللاحقة، والثاني هو الاستثمار فيها ضمن مدرسة براغماتية في الرباط وأبو ظبي تبالغ الآن في الرهان على الابراهيميات أو الاسرائيليات.
لذلك يصف مصدر دبلوماسي غربي تلك الوزيرة الإسرائيلية بانها حيوية وطموحة وكانت نجمة اساسية في استفزاز الأردن والسلطة الفلسطينية في ملف رامون الاسرائيلي خلافا لأنها طامحة بدور إقليمي على عدة روافع هذه الأيام.
لعبت تلك الوزيرة دورا اساسيا في إنتاج حالة الازدحام على الجسور والمعابر الأردنية في شهر تموز الماضي.
واستنادا إلى العالمين بخلفيات تحركها ناكفت الحكومة الأردنية وتقصدت التدخل لإنتاج ازدحام المعابر في عطلات الصيف في شهر تموز لان عمان لا تمنحها المرونة اللازمة في فتح باب التواصل والعلاقات والاتصالات فيما تفتح لها الابواب بكفاءة في ابو ظبي مع انها حاولت التأسيس لحالة جديدة تماما قوامها إنتاج واقع قانوني بخصوص الطيران يفتح المجال تماما امام طائرات الكيان في الأجواء السعودية وهو امر يبدو ان سلطات الرياض تنبهت له أيضا وحرمت الوزيرة ميخائيل من إكمال برنامجها في هذا السياق.
الوزيرة المتشددة صهيونيا ما توصف هي التي ابتكرت برنامج تسهيل السفر للفلسطينيين عبر مطار رامون وتسيير رحلات بحافلات يشرف عليها المنسق العام للجيش الإسرائيلي ورعت افتتاح مكتب خاص يمنح التراخيص للركاب الفلسطينية وبسرعة قياسية وهي التي شكرت العاهل المغربي على تدخّله لوقف ازدحام الجسور في تموز الماضي.
فعلت الوزيرة الإسرائيلية لأسباب انتخابية في المقام الأول ولأنها راغبة في البقاء في موقعها الوزاري بعد انتخابات نوفمبر المقبلة.
فوق ذلك يصفها دبلوماسيون غربيون بأنها معجبة ومتمسّكة بسيرة جولدا مائير.
وتعتبر نفسها نسخة محتملة منها وهي بالتأكيد طامحة بأن تصبح رئيسة لوزراء الكيان إذا ما تحسنت فرص حزب العمل مستقبلا ونجاحها في هذا المخطط تطلّب معاقبة الأردنيين ومناكفة السلطة الفلسطينية وتشكيل لوبي اصدقاء لها في المغرب والإمارات ومحاولة اقناع السعوديين بفتح أجوائهم وفي السطر المخفي تشبيك علاقات قوية مع كل من أبو ظبي والرباط خلافا لركوب موجة برنامج تحسين النقل والسفر الذي يقترحه الرئيس الأمريكي جو بايدن.
وتجعل كل هذه الاعتبارات وزيرة المواصلات الاسرائيلية المتسبب الاكبر للمتاعب على الجسور والمعابر وفي مطار رامون والخصم الأبرز لعمان ورام الله في هذا المسار حيث تمارس الضغوط عن بعد بهدف تليين وتطبيع العلاقات معها شخصيا وهو ما تنبهت له اصلا قيادة السلطة الفلسطينية عندما صدر عن الرئيس محمود عباس أمر بعدم حضور اجتماع اقترحته حكومة المغرب مؤخرا لوزراء النقل في إسرائيل والمغرب والسلطة ومصر والأردن أيضا تحت عنوان وضع خطة نقل اقليمية تشمل الموانئ والسكك الحديدية في محيط فلسطين المحتلة.
تمت طباعة الخبر في: الجمعة, 29-مارس-2024 الساعة: 10:02 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.sanaanews.net/news-85808.htm