صنعاء نيوز - جميل مفرح

الأربعاء, 23-نوفمبر-2022
صنعاءنيوز/ جميل مفرح -




الإمارات تعلن عن علاقات شبه أخوية مع اسرائيل وتقرر إعادة سفيرها إلى إيران.. والسعودية تفتح أجواءها للطيران الإسرائيلي تحت عنوان مغالط (السعودية تعلن فتح أجوائها لجميع الناقلات الجوية)!!.. وأمريكا توفد بايدن لزيارة المنطقة لصالح التوفيق بين ثلاثي الشر في المنطقة السعودية وإيران واسرائيل وتتقرب من الجميع لمواجهة روسيا والتضييق عليها..
والجميع يتفقون على ضرورة تمديد الهدنة في اليمن إلى أجل غير مسمى، أقصاه الترتيب لوضع جديد يتفق فيه الجميع على أن اليمن هو منبت الشر ومصدر الإرهاب ويستحق عقوبات دولية تصادر كل حقوقه الطبيعي منها والسياسي والاستراتيجي أيضاً، وحتى حقه في الاعتراف بأهمية وجوده في المنطقة والحياة برمتها..!!

ومثلما اتفقوا إدخالنا حرباً لا معنى ولا مبرر حقيقي لها، ها هم ما يزالون يتفقون على كل شيء يعنينا دون حضور لنا أو مشاركة منا.. ها هم يتفقون على التكرم علينا بإهدائنا مهلة لالتقاط الأنفاس لنعود فنقتتل فيما بينا.. وعلى ماذا ومن أجل من نتقاتل..؟!
لا لشيء.. فقط من أجل تموت أمريكا وإسرائيل وتتوقف السعودية عن أذيتنا في الشمال والتدخل في شئوننا، وأمريكا عن اعتبارنا مكب نفايات لأزماتها في المنطقة ووكراً للجماعات الإرهابية صنيعة استخباراتها، وتتراجع إيران عن مشروعها التوسعي في المنطقة عبر اليمن، وتكف الإمارات أذاها عن جنوبنا الطاهر وجزرنا ومواقعنا الاستراتيجية وسرقة هويتنا..

نعم هذه هي الحرب وهذه هي الأسباب التي صورتها لنا هذه الدول التي تنازعت وتقاتلت حينما اختلفت بأرواحنا ودمائنا وبأمننا وبسيادتنا وبقوام دولتنا المتواضع لتذروه هشيماً في مهب الريح، وستضحي بنا أيضاً وتتناسانا حين تتفق وقد بدأت معالم ذلك تلوح..

هه.. إنهم يبشروننا بأنهم سيهدوننا هدنة جديدة، وغداً سيتفضلون علينا بأخرى وبعد غد بأخرى إلى مدى غير محدود، حتى يشيع الله لنا ربما من أبنائنا وربما من أحفادنا رجالاً يستطيعون استساغة رفض الظلم ولديهم غيرة كافية على سيادتنا، ومشروعهم الحقيقي إعادة اليمن إلى المكان العالي الذي يستحقه ليس من الاهتمام وحسب، وإنما من الاحترام والإجلال، ليستعيد حقه الطبيعي ومكانته المفترضة بين هذه الكانتونات السياسية المستحدثة، التي تنتقم منه، ليس لشيء آخر غير كون الله حباه بموقع جغرافي استراتيجي وميزه بثقل متميز في صدر كل تاريخ عريق..

نحزن آسفين ونضحك ساخرين حين يجتمع هؤلاء الأثرياء ويتلاومون، ثم يتفقون بأن اليمن وحده من يقف وراء مشكلاتهم واختلافهم الذي لم يكن ضرورياً.. ونغضب كثيراً حين نجد من بيننا من لم يفهم بعد ما نتعرض له من استهداف وتدمير وتشضية من قبل هذه الكيانات القذرة، ثم يوافقها على ما تفعله بنا اليوم، ولن يستطيع غداً غير الموافقة على كوننا محور الشر ومصدر الإرهاب والخراب.

ههههه.. يا للسخرية.. إنها هدنة بينهم هم لا علاقة فاعلية لنا بها.. نحن فقط دم يسيل وروح تزهق وميدان يلتهم كل ذلك في صراعات مصالح تعنيهم هم بالدرجة الأولى ولا تعنينا بالمررررة.. نحن فقط علينا أن نظل نموت في سبيل تصفية حساباتهم، ولن يتوقف نزيفنا الموجع هذا حتى يأتي منا ومنا فقط من يوقف هذه المهازل الحمقاء ويعلن بأحقية مطلقة أمام العالم أجمع أننا يمنيون وأننا دائما ما ننسى أن نموت.

#اللعنة
تمت طباعة الخبر في: الجمعة, 29-مارس-2024 الساعة: 12:03 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.sanaanews.net/news-87425.htm