صنعاء نيوز - تعز عاشت عصرها الذهبي، في ظل الجمهورية والوحدة المجيدة، وكانت امنة مطمئنة، وأنجبت رجال مثقفين، وأدباء وفنانين

الثلاثاء, 06-ديسمبر-2022
صنعاءنيوز/ م/يحيى القحطاني -

تعز عاشت عصرها الذهبي، في ظل الجمهورية والوحدة المجيدة، وكانت امنة مطمئنة، وأنجبت رجال مثقفين، وأدباء وفنانين، شعراء وكتاب وأطباء، صحفيين ومهندسين، رجال مال وأعمال وسياسة وفكر وإعلام، ولكن منذ عام 2011 م عام النكبة اﻹخوانية، على اليمن اﻷرض واﻹنسان، والوطن اليمني كله، يمر بأزمة سياسية وفوضى خﻻقة، بإسم ثورات الربيع العربي، ولكنها في الواقع كانت ثورة الربيع الصهيوني .

البعض من محافظات الجمهورية، أمتصت أمواج الربيع والتأمر العبري، وخرجت بأقل الخسائر، ماعدا محافظة تعز التي تصدرت المشهد، وغرقت في الدم النازف، والنار والخراب والدمار، يوما أثر يوم، وسنه بعد سنة، فتحولت مدينة تعز، وقراها وأحيائها وشوارعها، إلى أوكار للكوابيس تسكن فيها اﻷرواح الشريرة، على لحوم اﻷبرياء ودمائهم، قتل وتدمير وفرقة وشتات، نتيجة للحقد والبغضاء والمناطقية والمذهبية، الذي جثم على قلوب بعض ابناؤها، بدﻻ من التسامح والحب والخير، مع بعضهم البعض ومع الغير .

فأصبحت تعزمنكوبة وجرح نازف، تأمر عليها ابناؤها ودمروها، بأيديهم ولايزالون الى هذه اللحظة، منذ أول شرارة انطلقت للفوضى والعنف والانقلاب، ونصبت أول خيام التأمر في ساحاتها، وانطلاق المظاهرات والمسيرات الراجلة إلى صنعاء، وترديد شعارات مناطقية ومذهبية، ﻻ تليق بتاريخ تعز وأهلها، وبالتأكيد لم يأتوا ابطال هذا القصة، من خارج تعز او كانو مستوردين، أو قادمين اليها من المريخ، ولكن كان هذا التصرف الارعن والاهوج، صادر وناتج من ابنائها، أمثال توكل كرمان وشوقي القاضي، وحمود المخﻻفي وغزوان المخﻻفي، وصادق سرحان، وأبو العباس، وعارف جامل .

هؤﻻء الطائفيين والمناطقيين، وغيرهم من رموز إخوان اليمن، ومن بقية الاحزاب اليسارية الأخرى، منذ بداية العدوان الخليجي اﻷمريكي عام 2015م وللمرة الثانية، جعلوا تعز هي المتصدرة للمشهد الدموي والكارثي، و حولو تعز من مدينة للعلم والتسامح والريادة، الى بيئية حاضنة للغلو والحقد، وفقاسة منتجة للارهاب والتطرف والعنصرية والبغضاء، قاموا بزعزعت اﻷمن واﻹستقرار، قتلوا المواطنين اﻷبرياء من داخل المحافظة ومن خارجها، بعد أن هدموا ونهبوا منازلهم ومحﻻتهم التجارية، ثم طبلو ورقصو على انغام زامل (يالبنطلون احنا اشتحطنا للركب) .

تركوها لمن أنتحروا على مشانق العمالة واﻹرتزاق، لقيادات المليشيات الحزبية والمناطقية وجماعات اﻹرهاب الداعشية، المكونة من لواء الصعاليك، ولواء القعقاع، وشباب دولة الخﻻفة، وشباب الشريعة، وكتائب الذئاب وأسود السنه، إلى أخر تلك المسميات التي ما أنزل الله بها من سلطان، والذين باعوها بالمال الخليجي المدنس، وأصبحو اثرياء في داخل اليمن وخارجه، كل تلك المجموعات اللصوصية واﻹرهابية، حولوا محافظة تعز، الى ساحة قتال في الشوارع والحارات، وقاموا بتهديم المدارس والمكاتب ومنازل المواطنيين، والقتل والسحل للجثث بالهوية، ولم يتعلم ابناء تعز أو يأخذون العبرة، من اقرب المناطق اليهم وهي محافظة أب، الذي اخرجها ابناؤها الى برالامان، وأصبحت مأوى للنازحين من تعز، ومن بقية محافظات الجمهورية اليمنية ..

يا أبناء تعز ان ماحصل ويحصل، في مدينتكم ومحافظتكم، من أعمال اجرامية بشعة، منذ 2015 وحتى تاريخة، قد شردت المواطنيين كنازحين في انحاء اليمن، وورثت لكم تركة ثقيلة ستكون له تبعاتها، ونتائجها الكارثية عليكم إقتصاديا وأمنيا وعلميا في المستقبل، وستكونون أنتم الضحية، ومن سيدفعون الثمن، فمن يرتكب الجرائم والسحل، وحصار تعز من جميع الجهات، هم صعاليك وإرهابيين من تعز، موجودين في الداخل والخارج، يتاجرون بدمائكم وأبنائكم، بينما هم يقبعون في فنادق الرياض وتركيا والدوحة والقاهرة، ويستلمون ثمن ذلك إستثمارات عقارية، وشركات تجارية، وشقق سكنية، ومطاعم سياحية، بمليارات الدوﻻرات .

ياأبناء تعز، هؤﻻء هم المستفيدون من تحويل محافظة تعز، إلى وكر للجماعات اﻹرهابية، والتفاخر بقتل الناس، وهم من أفشلوا مهمة شوقي هائل، لفك الحصار عن مدينة تعز، وهم لم ولن يهتمون بكم، ولا بمعاناتكم ولا بقتلاكم ولا بجرحاكم، عندما تتخلى دول العدوان الخليجي عنهم قريباً، يا أبناء تعز، العنف لايخلف إلا العنف، فحاولوا أن تصحوا من غفلتكم هذه، واطردو دواعش الارهاب والتطرف، الذين أدخلتموهم الى دياركم، فهم أقلية وانتم أكثرية، والقرار لم يزل بأيديكم، لكي تحافظون على ماتبقى من ابنائكم من القتل، ومحافظتكم من الدمار والخراب، والله من وراء القصد ..!!
تمت طباعة الخبر في: الخميس, 25-أبريل-2024 الساعة: 02:12 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.sanaanews.net/news-87639.htm