السبت, 18-يونيو-2011
صنعاء نيوز -  دعونا من كل شيء.. من الثورة.. والتغيير.. والشباب.. والمشترك.. والأجندة السياسية.. والمطامع الحزبية.. والتسابق المحموم في شوارع مليئة بالدماء.. واللغات المستخدمة ترهيباً وتهديداً صنعاء نيوز/معاذ الخميسي -




{ دعونا من كل شيء.. من الثورة.. والتغيير.. والشباب.. والمشترك.. والأجندة السياسية.. والمطامع الحزبية.. والتسابق المحموم في شوارع مليئة بالدماء.. واللغات المستخدمة ترهيباً وتهديداً ووعيداً ووقاحة.. وما إلى ذلك من حالات الصخب والإثارة والزيف والدجل التي تشعلها وسائل إعلام قفزت على المهنية وسقطت في ما هو أبشع من الرذيلة.. وتجاوزت فنون العمل الإعلامي إلى جنون العمل الإجرامي.. وبدلاً من أن تصنع الخبر.. صنعت الكوارث بما تيسر من الدماء والأشلاء!
> حاولوا أن لا تتذكروا ما مرّ من الفوازع والزوابع.. وتلك الأيام التي كنّا وما زلنا نستيقظ مع ما تستفتح به من القلق وننام مع ما تقدمه من الرعب لتبدو ساعاتنا وأيامنا وشهورنا ملفوفة بالمخاطر وبقطعة قماش بيضاء يسمونها (الكفن)!
> لنعتبر التغيير أمراً ملحاً.. والمطالب (حقاً) لن نقول أريد به باطل.. والمشترك واقع حزبي يفترض القبول به رغم أن لا خلاف على ذلك والخلاف الذي لن نناقشه أو نحلل أدواته هو كيفية تقديم نفسه ووسائله في الوصول إلى ما يريد!
> دعونا من الخلافات.. والمماحكات.. والتجنيات.. والاتهامات.. والعداء الذي وضع الأخ وأخاه بين (فوهتيّ) رصاص؟؟ طبعاً وأعداؤنا الحقيقون.. ومن ناصرهم من الصهاينة.. والغرب وأعوانهم.. يتفرجون.. يضحكون.. يتمتعون بعبارة.. برافو.. ويستخدمون كل أدواتهم من أجل المزيد!!
> فقط ..لاحظوا إلى أين وصلنا.. وحاولوا أن تفكروا بتجرد.. وبتعمق.. وبدافع ذاتي إيماني أخوي إنساني.. وقبل كل ذلك عقائدي!!
> اقرأوا ما استطعتم من مشهد جمعة رجب التي كنّا إلى وقت قريب نحتفل بها كعيد للمسلمين.. وكنّا في سنوات مضت (كصغار) ننتظرها لنفرح.. ونعيش فيها أجواء العيد بكل تفاصيله الجميلة.. وفي هذا العام وهذا الشهر استقبلناها بفاجعة.. وكارثة.. في القيم والأخلاق والأعراف والمبادئ والعادات!!
> الرئيس علي عبدالله صالح..في الأول والأخير.. هو إنسان.. وروحه ليست بيد أحد غير الله سبحانه وتعالى الذي أتاه الملك ومتى ما أراد أن ينزعه سينزعه.. وهو وحده لا شريك له يؤتي وينزع مُلكاً أو روحاً مهما عمل البشر.. ومهما دبر المدبرون.. ومهما فعل الكائدون.. ومهما بلغت المكائد أو عظمت وسائل الغدر.. فكل شيء له قدر ومحكوم بالمشيئة الإلهية..
> وأن ينجو الرئيس ومعه كبار قادة الدولة فمعنى ذلك يدركه الصغير والكبير ولا يحتاج إلى شرح أو تفصيل.. وربما أن أبسط الاستنتاجات تقودنا إلى التأكيد بأن اليمن (أرضاً وإنساناً) نجت من مؤامرة اغتيال ومخطط حرب ستأكل الأخضر واليابس!
> الطّامة.. وما قد لا يصدقه عقل.. ولا يفكر به حتى أعداء الأمة العربية والإسلامية أن يصل الإجرام إلى قصف مسجد من مساجد الله.. وأن يتجاوز من دبر ونفذ ذلك الاعتداء ومحاولة الاغتيال والانقلاب الأديان والأخلاق والأعراف وبسابقة خطيرة لم تحصل من قبل!
> فعلاً مشهد جامع النهدين أدمى القلوب والمصلون في ركوعهم وسجودهم يُقصفون.. وكتاب الله الكريم يتطاير ويُمزق.. والدماء تُسفك.. والأرواح تُزهق.. في واحد من أطهر الأماكن وأقدسها.. وأولئك من أعداء الأمة ومن معهم وفي خطِّهم وصفِّهم بالتأكيد عاشوا يوماً سعيداً.. تلذذوا بما حصل.. وفرحوا.. واستبشروا.. ولسنا ندري ما نصيبهم في ذلك .. لكننا نعلم بأن الصهاينة وهم أبشع من يمارس القتل والبطش والإرهاب والتنكيل والتعذيب.. لم يغتالوا الشيخ المجاهد أحمد ياسين في المسجد وهو يؤدي صلاة الفجر بل انتظروا خروجه وقصفوه!
> كنّا نحسب أن بيت الله هو المكان الآمن.. فمن دخله كان آمناً مطمئناً.. لكن الحسبة منذ الجمعة الماضية تغيرت.. وتبدلت.. وأنذرت الأمة اليمنية والعربية والإسلامية بإرهاب جديد.. وحال خطير لم نكن نتوقعه على الإطلاق.. وأكثر من ذلك ألماً وحسرة وقهراً أن نجد من يهلل له ويحوله إلى مناسبة للفرح.. وأين.. بين ظهرانينا.. وداخل بيتنا اليمني الواحد.. يا الله ما أفظعها من فاجعة وما أشدها من كارثة.. لا تقتل بشراً ولا شجراً محكومين بالفناء.. بل تغتال حرمة ديننا ومقدساتنا.. وتختطف الإيمان من القلوب.. إيمان الاعتزاز بالدين.. والعقيدة.. والقرأن.. والشريعة.. والمسجد الذي قصفوه ودمروه.. ومن بداخله.. لنجد من يهلل لا من يولول.. وسامحنا يا رب.. واسترنا يا رب.. واجعلنا أعزاء أقوياء بك.. لا بغيرك.. يا رب!!
[email protected]
تمت طباعة الخبر في: الخميس, 16-مايو-2024 الساعة: 10:42 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.sanaanews.net/news-9201.htm