السبت, 25-يونيو-2011
صنعاء نيوز - لاريب أن الأزمة السياسية التي تمر بها بلادنا قد ألقت بظلالها على كافة جوانب الحياة الاقتصادية والمعيشية للمواطن اليمني خاصة وان الاحتجاجات التي دخلت شهرها الخامس أسهمت إلى حد بعيد في حالة عدم الاستقرار السياسي صنعاء نيوز/أ.د / عبد السلام محمد الجوفي -



لاريب أن الأزمة السياسية التي تمر بها بلادنا قد ألقت بظلالها على كافة جوانب الحياة الاقتصادية والمعيشية للمواطن اليمني خاصة وان الاحتجاجات التي دخلت شهرها الخامس أسهمت إلى حد بعيد في حالة عدم الاستقرار السياسي وبالتالي عرقلة جهود الحكومة في تنفيذ الخطط التنموية في كافة المجالات.
ففي ظل تصاعد أعمال العنف شهدت البلاد حالة اضطراب انعكست سلباً على المجتمع اليمني وعلى الحياة العامة حيث أثرت على الجانب الاقتصادي خاصة في ظل انخفاض مستوى الدخل مقابل ارتفاع أسعار المواد الغذائية الناجم عن عدم توفر المشتقات النفطية وانقطاع التيار الكهربائي عن المنازل والمحلات التجارية، ليعيش الجميع في ظلام دامس وهو ما جعل المواطن اليمني في وضع لا يحسد عليه.
ولم يكن الوضع التعليمي بمنأى عن كل ما يجري حين تعثر إجراء امتحانات النقل في 241 مدرسة بسبب إضرابات المعلمين ووقوع بعض المدارس في ساحات وميادين الاعتصام اضافة إلى بعض العمليات العسكرية التي كانت تجري هنا وهناك وتسببت في دخول أبنائنا الطلاب والطالبات مرحلة من الخوف والفزع وهو ما أثر بشكل مباشرعلى جوانبهم النفسية ومستوى التحصيل العلمي خاصة الطلاب الذين يستعدون لأداء الاختبارات العامة للشهادتين الأساسية والثانوية التي ستبدأ اليوم وهو ما يضيف بعدا آخر لهذه التحديات التي ترافقت مع بداية العام الحالي 2011 م.
اننا في مؤسسات التعليم ندرك حجم وعظم المسئولية الملقاة على عاتق التربية والتعليم ونستشعر ان توفير المناخات الملائمة للعملية التعليمية من أهم القضايا المرتبطة بهذه المرحلة الحرجة ولذلك فقد تم مراعاة عند وضع امتحانات هذا العام ظروف المرحلة الراهنة والأوضاع التي تمر بها البلد جراء الأزمة السياسية.. متوقعين نجاح الامتحانات عن طريق المشاركة الفاعلة للمجتمع والسلطات المحلية في إنجاحها حرصا من الجميع على مصلحة الطلاب والطالبات.
وفي ذات السياق ندرس التحديات التي يواجهها ابناؤنا بسبب انقطاع التيار الكهربائي والاشكاليات التي تحدث في بعض المحافظات وصعوبة الوصول إلى بعض المراكز الاختبارية، وهو ما يؤكد على تكاملية المهام والمسئوليات الوطنية بين السلطة المركزية والسلطات المحلية وعلاقة التأثير والتأثر في الأداء المؤسسي لقطاع التعليم وتحقيق معدلات مقبولة في تنفيذ أهداف العملية التعليمية وسياساتها وتوجهاتها، وهذا لا يعني إغفال الدور الحيوي الذي يجب أن تقوم به الأحزاب السياسية باعتبارها جزءاً من مكونات المجتمع إلى جانب الشباب في الميادين والساحات في تضافر الجهود لانجاح العملية الامتحانية كونها تهم كل المجتمع ولا تقتصر على وزارة التربية والتعليم التي عملت على اتخاذ الاجراءات الكفيلة بإجراء الامتحانات العامة في أجواء هادئة ومناخات ملائمة ومن هذه الاجراءات عمل مراكز مفتوحة في بعض المحافظات التي تشهد اضطرابات إلى جانب التنسيق مع الأجهزة الأمنية لتوفير حماية أمنية للمراكز الامتحانية وتأمين العملية الامتحانية في جميع المحافظات.
ويمكن القول بأن الوزارة قد استكملت منذ وقت مبكر كافة الاستعدادات لبدء العملية الامتحانية التي سيخوضها أكثر من نصف مليون طالب وطالبة، بينهم 333 ألفاً و306 طلاب وطالبات في الشهادة الأساسية و233 ألفاً و511 طالباً وطالبة في امتحانات الثانوية العامة منهم 202 ألفاً و384 طالباً وطالبة في القسم العلمي و31 ألفاً و127 طالباً وطالبة في القسم الأدبي في 4436 مركزا امتحانيا منتشرة في جميع محافظات الجمهورية ومن هذه الاستعدادات تنظيم آليات وإجراءات وضوابط توفير وتقديم تسهيلات لأداء الطلاب والطالبات للامتحانات العامة في مراكز امتحانية بديلة بمناطق النزوح أو الانتقال لا سيما الطلاب النازحين من مديريات محافظة أبين والجوف وأمانة العاصمة إلى مديريات محافظات أخرى بحيث يحق لهم الالتحاق بالمراكز الامتحانية في المناطق التي يتواجدون فيها وفقا للشروط والضوابط الواردة في القرار الوزاري رقم 676 لسنة 2011م، كذلك جميع الطلاب النازحين من مديريات مدينة تعز إلى مديريات أخرى في إطار المحافظة .
ومع ذلك لا يمكن للجهد الرسمي أن ينجح إلا بتضافر الجهود الشعبية وتعاون الجميع باعتبار التعليم قضية مجتمعية تهم كل مواطن وبالذات في هذا الوضع الذي أحوج ما نكون فيه إلى أن يشعر المواطنون بواجبهم تجاه وطنهم ولعل التجارب قد أثبتت بما لا يدع مجالا للشك بأن اليمنيين شعب عظيم ضرب أروع الأمثلة في أعمال التطوع والاغاثة ومد يد العون للآخرين في أكثر من مجال والمطلوب الآن تهيئة الأجواء والمناخات الملائمة لابنائنا الطلاب والطالبات لأداء الامتحانات العامة بصورة سليمة هو ما يجعلنا نطمئن بأن أبناءنا في أياد أمينة.
ختاما أطمئن الجميع بأن الامتحانات ستكون متنوعة تراعي الفروق الفردية، شاملة تغطي جميع أبواب المنهج، وأن الأسئلة وضعت من قبل فريق متخصص روعي فيها تخصيص الوقت المناسب للإجابة بحيث تمكن الطالب العادي من الحل والمراجعة دون أي ضغوط وأحثهم على بذل المزيد من الجهد والمثابرة والالتزام بالكتاب المدرسي والابتعاد عن الملخصات والملازم.
مع تمنياتي لأبنائنا بالتوفيق والنجاح

وزير التربية والتعليم

تمت طباعة الخبر في: الخميس, 16-مايو-2024 الساعة: 03:46 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.sanaanews.net/news-9338.htm