صنعاء نيوز - توفي الرئيس السابق علي اكبر هاشمي رفسنجاني، أحد أهم الشخصيات السياسية في إيران. وقال تقارير الإعلام الإيراني إن رفسنجاني، 82 عاما، توفي بعد نقله إلى مستشفى الشهداء في طهران الاحد بعد إصابته بأزمة قلبية. هل تعتبر وفاة رفسنجاني ضربة للتيار الاصلاحي في ايران ؟
بارهام بوربارسا - قسم المتابعة -لـ بي بي سي تعد وفاة علي اكبر هاشمي رفسنجاني، ذلك السياسي البرغماتي المخضرم، ضربة قوية للرئيس حسن روحاني. فروحاني، الذي يعد نفسه للترشح لفترة رئاسية ثانية في أيار / مايو المقبل، خسر حليفا ثمينا وشخصية متنفذة كانت من الشخصيات المؤسسة للجمهورية الاسلامية. وهذا ما يفسر لماذا كان روحاني اول مسؤول ايراني بارز يحضر الى المستشفى الذي توفي فيه رفسنجاني. وتقول تقارير إن روحاني اجهش بالبكاء حزنا على حليفه السياسي. إذ منح رفسنجاني روحاني كامل دعمه منذ انتخابات 2013، كما كان مدافعا صلبا عن الاتفاق النووي الذي ابرمته ايران مع القوى الدولية عام 2015. ولكن، وفي خضم التضاريس المعقدة للسياسة الايرانية، قد تمنح وفاة رفسنجاني التيار المعتدل والاصلاحي الموالي لروحاني المزيد من الزخم. وقالت وكالة IRINN الايرانية من جانبها إن "آية الله هاشمي رفسنجاني، رئيس مجلس تشخيص مصلحة النظام، توفي بعد حياة قضاها في الكفاح والجهود المتواصلة من اجل تحقيق اهداف الاسلام والثورة." وقالت وكالتا فارس وتسنيم في وقت لاحق نقلا عن اقارب لرفسنجاني، ومنهم مستشاره حسين مرعشي، قولهم إنه توفي. وقال التلفزيون الايراني إن رفسنجاني توفي "رغم الجهود التي بذلها الاطباء لانقاذ حياته." وقالت الوكالة في خبر مقتضب في وقت سابق إن "آية الله علي اكبر هاشمي رفسنجاني ادخل المستشفى قبل نحو ساعة في طهران لاصابته بعارض قلبي" دون ان تخوض بمزيد من التفاصيل. وفي وقت لاحق، اشاد المرشد الايراني آية الله علي خامنئي برفسنجاني بالقول إنه "رفيق نضال". وقال خامنئي في تصريح نشره الاعلام الايراني "إن خسارة رفيق نضالي الذي يعود تاريخ تعاونه معي الى 59 سنة امر عسير وصعب التحمل." ومضى التصريح للقول "لم تتمكن الخلافات والتفسيرات المختلفة بيننا من كسر هذه الصداقة." يذكر ان رفسنجاني البالغ من العمر 82 عاما ما زال يعد شخصية متنفذة في ايران، إذ يرأس مجلس تشخيص مصلحة النظام المكلف بحل الخلافات التي قد تنشأ بين مجلس الشورى (البرلمان) ومجلس صيانة الدستور. ولعب رفسنجاني دورا مهما في السياسة الايرانية منذ الثورة الاسلامية عام 1979، إذ انتخب لفترتي رئاسة، كما تولى رئاسة مجلس الشورى.
Image copyImage captionفاطمة، ابنة رافسنجاني، الصغرى تضع تبكي أباها وسط عدد من المعزين. وفي السنوات الاخيرة، لعب دورا بارزا في الحركة الاصلاحية في ايران التي كانت تحاول ممارسة نفوذ معتدل على ايران ومرشدها الاعلى آية الله علي خامنئي. ولد علي أكبر هاشمي رفسنجاني في الـ 25 من آب / اغسطس 1934 في رفسنجان جنوبي ايران لأسرة ثرية. ودرس العلوم الدينية في مدينة قم قبل ان يلج عالم السياسة في عام 1963 بعد اعتقال مؤسس الجمهورية الاسلامية آية الله خميني من قبل شرطة الشاه محمد رضا بهلوي. وتولى رفسنجاني منصب رئيس مجلس الشورى لدورتين متتاليتين حتى وفاة خميني عام 1989. وانتخب في عام 1989 رئيسا للدولة، وتميزت رئاسته الاولى التي اعقبت انتهاء الحرب العراقية الايرانية 1980-1988 بجهود اعادة بناء ما خلفته تلك الحرب وبمحاولات حذرة للاصلاح وبتوجه لترميم علاقات ايران بالدول العربية.
رفسنجاني واحمدي نجاد وعلي خامنئي ولعب رفسنجاني دورا بارزا في انتخاب الاصلاحي محمد خاتمي رئيسا لايران خلفا له من عام 1997 الى عام 2005. وحاول رفسنجاني العودة الى سدة الرئاسة عام 2005، ولكنه خسر الانتخابات امام المرشح المتشدد محمود احمدي نجاد. كما دعم رفسنجاني ترشح الاصلاحي المعتدل حسن روحاني في انتخابات 2014، وكان مؤيدا قويا للاتفاق النووي الذي توصلت اليه حكومة روحاني مع القوى الكبرى، وهو الاتفاق الذي ادى الى رفع العقوبات الدولية المفروضة على ايران.