صنعاء نيوز/ معاذ الخميسي - *
معاذ الخميسي
*▪ بهدوء شديد..وكعادته..وطبيعته..غادر ربيع الحياة..وتركنا للوجع ينهش أيامنا..وأوقاتنا..وحياتنا..وللملمات..تفاجئنا..وتطحننا..وتذيقنا المرّ والعلقم*
▪ كان خفيف الظل..ووحدها الإبتسامة كانت عنوانه الدائم..يبتسم كثيراً..ويتكلم قليلاً..ومابين ابتسامته الجميلة وضوء عينيه..تتكلم أشياء كثيرة لتحكي الهدوء..الاتزان..الود..الحب..الأناقة..الطيبة..وبياض القلب الذي لا يشبهه قلب آخر
*▪ لا يخوض في حياة الآخرين..ولا يحب أن يتسبب في ألم أحد..وحيث اختار البعد كان هناك بعيداً عن الغيبة والنميمة..والحسد والحقد..وكل متاع الدنيا..وجميع ما يتطلب الانتقادات والاختلافات والمماحكات والصراعات*
▪ كان أعلى وأسمى من أن يفتح جبهة اختلاف في هذه الدنيا الزائلة..وحتى عمله ومهامه ومسئولياته في وظيفته كان جاداً معها..وحريصاً..ومخلصاً..وهادئاً..ومحباً..وكان مع كل زملائه صادقاً وودوداً وحميمياً
*▪ حتى والألم يحاصره ظل كما هو هادئاً..يئن دون أن يسمعه أحد..ويتجرع علقم المرض صابراً محتسباً وراضياً وخاضعاً وحامداً شاكراً..بل ومبتسماً..وكأنه يضحك علينا وعلى الدنيا وآلامها وأوجاعها ومفاجآتها غير السارة..وأقدارها التي لابد منها..!*
▪ وما أعظم حسن ظنه بالله..وارتباطه الوثيق بخالقه..وبالتفاؤل الدائم..وهو في شدة المرض حين كان يُطمئننا كثيراً برسائله وأنه يتعافى بعزيمة قوية وإرادة صلبة واتصال مستمر بالله..ولم يكن يعرف أن كورونا سيداهمه في فترته المرضية الحرجة التي كان يتشافى منها في الرئة..فسلم روحه لخالقها بهدوء أيضاً ومضى نحو حياته الأبدية راضياً مستسلماً يحيط به أجر البلاء..وحب الله لعبده في الابتلاء..!
*▪ عاش ربيع عبدالكريم الخميسي ومات..وكل من حوله يحبونه..لم يتسبب في ألم أو حزن لاحد..ولم يكن إلا الأخ الحبيب..الصادق الصدوق..الهادىء الصابر..المحب الودود..*
▪ رحمة الله تغشاك..ومغفرته..ورضوانه..إنا لله وإنا إليه راجعون |