صنعاءنيوز / محمد اللوزي _ من صفحته على الفيس -

على سلطة الامر الواقع ان لاتتجاهل 26سبتمبر وتحتفي به على استحياء كنوع من المداراة. ليس من صالحها مطلقا ان تقصي نفسها عن الجماهير السبتمبرية، وهي الوطن كله. هذا يجعلها في حالة اغتراب. وعزلة تؤدي الى مصيدة لها آجلا أم عاجلا. ثورة سبتمبر هي كل فئات المجتمع اليمني بتنوعه، الخروج عن مسارها والبحث عن مسار آخر هو ارتباط مزري بالتخلف والرجعية والعهد البائد الموثق بالصورة والصوت كعهد مظلم وقاس ومؤلم. ولا يفلح مطلقا العمل على تجميله ووضع مساحيق طلاء على الألم بصنوفه من فقر وجوع وأمراض وأوبئة واستبداد. على سلطة الأمر الواقع أن تعلي من ثورة سبتمبر وترفعها الى مصاف الاستحقاق الوطني، لتخرج من دائرة الاستبداد والظلام ومؤازرة عهد مظلم. هذا يصيبها بفقدان ثقة الجماهير بها ويجعلها عثرة في طريق الحياة . وإذا كانت تريد أن تفرض حدثا جديدا يرتفع على الثورة اليمنية او يطمسها، فتلك حماقة لابعدها واعتراف قاس ببقاء الاستبداد، والعمل على استرجاع أقسى فترات التاريخ حلكة وظلامية. وهنا تغدو مرتبطة أرتباطا وثيقا بالتخلف على كافة الصعد، وهي حينما تعمل على ذلك إنما تجلب ماض من الفقر والجهل والمرض. سلطة الامر الواقع بخجلها في الاحتفاء بثورة سبتمبر العظيم 62 إنما تضع نفسها في دائرة الاتهام بالبقاء في ذات التعقيدات التاريخية. وإذا خير لها ان تزدان الميادين بالاعلام والاناشيد والاحتفاءات المبهرة وتغليب الثوري النضالى على ماض بائد عاش على الخرافة والتزييف واستلاب البشر احلامهم. سلطة الامر الواقع بإيقادها الشعلة في ميدان التحرير ويقابل ذلك تمزيق الاعلام الجمهورية في شوارع أخرى ومحافظات اخرى تمنع الجماهير من التعبير عن فرحتهم، إنما تضع نفسها في تناقض مع تطلعات الجماهير ومع ثورة خالدة في القلوب لايمكن طمسها. نصيحة للانصار اخرجوا من الارتباط بماض مزري، احتفوا مع خلق الله بضمير وطني وصدق، ولا تركنوا الى ان الجماهير مع الوقت ستنسى ثورة شامخة لتحل بدلها ثورة لم تقدم شيئا للوطن يستحق الاشارة إليه. او على الأقل اجعلوا مماتريدون من مخرجات الثورة السبتمبرية العظيمة التي صنعها رجال من مختلف التكوينات الاجتماعية وقام بها أحرار بمساحة وجغرافية وطن. ليس في صالحكم تزيين الظلام وجعل العهد البائد فيه حلاوة وعليه طلاوة، وثمة توثيق حقيقي لعهد مزر فيه السجن والسجان والقيود والاغلال والفقر راي العين. أخرجو من ربقة تاريخ مرعب. اجعلوا من سبتمبر الثورة الحقيقية وانتصروا لها حتى لاتجدوا انفسكم مدانين بالتخلف، فوالله أن من يدفعكم في هذا الاتجاه ليس سوى متمصلح غبي او فقد مصالحه ويريد بكم الضر. لاتركنوا الى الذين ظلموا فتمسكم غضبة الشعب. ثورة 26 سبتمبر هي الحامي والحارس لكل نضالات الشعب. غيرها ليس سوى حرث بحر. الاترون الوطن من اقصاه الى اقصاه يحتفي بعيد اعياده فإذا كونوا معه فوالله أنها ثورة لن تنسى ولن تقدروا مع الوقت تجاهلها وجعل الجماهير تنساها، بقدر ماتزداد وثوقية بها وتمسكا بأهدافها، وتزدادون تلاشي وغربة وفشلا. ولعل ماترونه من بيارق واحتفاءات واناشيد خير شاهد على رسوخ سبتمبر في وجدان وعقل الجماهير. فأما تنتصروا للماضي فتغرقون فيه ويصيبكم هزيمته، او تنتصروا للثورة بأهدافها وترسخون معناها وبالتالي تمتلكون شرعية ثورية حقيقية تتصل بالمستقبل وآفاقه التحررية.